دخلت المظاهرات في تركيا يومها الثالث، واضعة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في موقف لا يحسد عليه، فقد أشعل محتجون النيران واشتبكوا مع الشرطة في مناطق بمدينتي اسطنبولوأنقرة التركيتين أمس الأحد ،ولكن الشوارع كانت أهدأ بشكل عام بعد يومين من أعنف مظاهرات ضد الحكومة في تركيا منذ سنوات. واستخدمت الشرطة التركية، بعد ظهر أمس الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق ألف متظاهر تقريبا في أنقرة، وفق ما نقلت قناة إن تي في التليفزيونية التركية. وقالت القناة إن قوات الأمن تدخلت فيما كان المتظاهرون متوجهين إلى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأشعل مئات المحتجين النيران في منطقة تونالي في العاصمة أنقرة في حين أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات من الشبان من رماة الأحجار قرب مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في اسطنبول. وعاود مئات المتظاهرين احتلال ميدان تقسيم في اسطنبول اثر الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى اعتقال نحو ألف شخص. وقال معمر غولر وزير الداخلية إنه تم الإفراج عن بعض الذين ألقي القبض عليهم ،وإن البعض الآخر ستجرى محاكمته. واشتعل العنف إثر استخدام الشرطة القوة في محاولة لفض احتجاجات على مشروع لإزالة حديقة باسطنبول. لكن الاحتجاجات اتسعت لتتحول إلى تحد أوسع لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. ويقول جيمس رينولدز مراسل بي بي سي إن الكثيرين نفد صبرهم إزاء الحكومة، التي يعتقدون إنها تريد حرمانهم من بعض حرياتهم الشخصية.
الاحتفال بالنصر وبعد ظهر السبت احتفل الآلاف من المتظاهرين في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، قائلين له "نحن هنا يا طيب. أين أنت؟". وفور انسحاب عناصر شرطة مكافحة الشغب ضجت ساحة (تقسيم) بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا إليها بالآلاف وهم يهللون فرحا. البعض أخذ يردد النشيد الوطني والآخرون يصفقون ويرقصون في وسط ساحة تقسيم التي انتشرت في أرجائها روائح النصر بعد الرائحة الحارقة للغازات المسيلة للدموع.
أمنستي: العنف المفرط ضد متظاهرين بتركيا أمر مخز بدورها تحدثت منظمة العفو الدولية - أمنستي - عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 1000 آخرين بجروح في المصادمات بين الشرطة التركية ومتظاهرين محتجين على مشروع لهدم منتزه بوسط مدينة اسطنبول. وأوضحت المنظمة الحقوقية في بيان إنه "ينبغي على السلطات التركية تبني خطوات طارئة للحيلولة دون وقوع المزيد من القتلى والجرحى ،والسماح للمتظاهرين بالحصول على حقوقهم الأساسية وضمان أمن كافة المواطنين." وأشارت إلى أنها تتابع تقارير تفيد عن وجود أكثر من "1000 إصابة وقتيلين" بين المتظاهرين متهمة قوات الأمن باستخدام العنف المفرط ضده. وأضاف مدير المنظمة في أوروبا، جون دالهوسين، قائلاً: "استخدام عناصر الشرطة للقوة المفرطة قد تكون أمراً روتينياً في تركيا، ولكن ردة الفعل المبالغة جداً ضد كافة المظاهرات السلمية في (تقسيم) هو أمر مخز بالفعل." وفي خطاب ألقاه الأحد، قال رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان إنّه "ليس دكتاتورا." وتساءل "أسألكم بربكم...هل أردوغان دكتاتور؟ إذا كنتم ترون في شخص يخدم شعبه دكتاتورا، فليس لدي ما أقوله" وذلك ردا على الشعارات التي رددها المتظاهرون مطالبين إياه بالتنحي. ودافع إردوغان عن سجله في منصبه مذكرا "بالإنجازات الاقتصادية غير المسبوقة." كما ذكّر بأنه "غرس الكثير من الأشجار" في إحالة على الموضوع الذي أطلق التظاهرات مؤكدا أنه كان وراء غرس ملياري شجرة.
سوريا تدعو أردوغان "لاحترام إرادة شعبه" والمغادرة إلى الدوحة من جهتها دعت السلطات السورية رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للرحيل إلى العاصمة القطرية الدوحة واحترام إرادة شعبه . وقال وزير الإعلام في سورياعمران الزعبي اليوم الأحد إنه يتوجب على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "احترام إرادة شعبه" ومغادرة البلاد إلى الدوحة "التي قد تستضيفه"، معتبرا أنه "لا مبرر" للحكومة التركية اعتقال متظاهرين سلميين على حد تعبيره . ونقل التليفزيون السوري عن الزعبي قوله إن "استخدام العنف المفرط ليس صحيحا في مواجهة الشعب التركي والمتظاهرون ليسوا إرهابيين"، داعيا الحكومة التركية إلى "الإفراج عن معتقلي الرأي في تركيا لأنه لا مبرر لاعتقال هذا العدد الهائل من المتظاهرين السلميين". وأعلن وزير الداخلية التركي السبت اعتقال أكثر من 900 شخص على خلفية التظاهرات التى شهدتها عدة مدن تركية احتجاجا على هدم منتزه في منطقة تقسيم بإسطنبول، حيث تدخلت الشرطة وحاولت إيقاف الحشود التي تجمعت لمنع الجرافات من جرف الأشجار تلا ذلك اشتباكات خلفت عشرات الجرحى. وأشار الوزير الزعبي إلى أنه "ما زال هناك فرصة لأردوغان لوقف العنف في تركيا وعليه احترام إرادة شعبه وأن يغادر تركيا إلى الدوحة التي قد تستضيفه".
فرنسا تدعو السلطات التركية إلى "ضبط النفس" في السياق دعا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي أمس، السلطات التركية إلى "ضبط النفس" مع المتظاهرين المعارضين لسياسات رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي .. وفقا لما أفادت به صحيفة "20 مينوت" الفرنسية على موقعها الإلكتروني. وقال فابيوس -خلال لقاء تلفزيوني- إن "ضبط النفس" هو طلب موجه إلى الحكومة التركية، معربا عن أمله في أن تحل الحكومة أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات. وفى المقابل رفض وزير الخارجية الفرنسي فكرة وجود "ربيع تركي" قياسا على الربيع العربي، وقال "إننا نتعامل مع حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي في تركيا".