أكدت القوات المسلحة ووزارة الداخلية في مصر أن أحداث دار الحرس الجمهوري، التي أسفرت عن مقتل 51 شخصا، بدأت بهجوم مسلحين "باستخدام ذخيرة حية وأعيرة خرطوش" على القوات التابعة للجيش والشرطة المدنية المكلفة بحراسة الدار. وشدد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي - خلال مؤتمر صحفي عقده مع المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف - علي أن القوات المسلحة لن تسمح لأي طرف بالعبث بالأمن القومي المصري.
وأشار المتحدثان إلى مقتل ضابط شرطة ومجند بالشرطة وضابط بالجيش، إصابة 42 آخرين على الأقل، بينهم ثماني أصابات خطيرة. وكان محيط دار الحرس الجمهوري، الذي كان يعتصم أمامه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، قد شهد اشتباكات عنيفة صباح الاثنين. وتوجه جماعة الإخوان المسلمين أصابع الاتهام مباشرة إلى الجيش والشرطة. وقال بيان نشر على الموقع الإليكتروني الرسمي للجماعة: "بينما كان المعتصمون السلميون يؤدون صلاة الفجر إذ بطلقات الرصاص الغادرة وقنابل الغاز تطلق عليهم بكثافة من قوات الجيش والشرطة." كما طالب بيان لحزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية للجماعة –"العقلاء داخل المؤسسة العسكرية بمنع استمرار تلك الأوضاع الانقلابية الشاذة والغربية على الجيش المصري". وينظم أنصار مرسي، الذي دفعت به جماعة الإخوان في أول انتخابات بعد ثورة يناير/كانون الثاني، اعتصامات بأماكن متفرقة للمطالبة بعودة مرسي إلى المنصب الرئاسي. إدانة واسعة وأثارت الأحداث إدانات واسعة من جانب الرئاسة والعديد من الأحزاب والحركات السياسية. وأمر رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور بتشكيل لجنة قضائية للوقوف علي ملابسات الأحداث والتحقيق فيها وإعلان النتائج للرأي العام. وشدد بيان للرئاسة على حق التظاهر السلمي مكفول للجميع وتحت حماية ورعاية الدولة بأجهزتها المختلفة ودون تمييز، داعيا جميع المتظاهرين إلي عدم الاقتراب من المراكز الحيوية والمنشآت العسكرية بالبلاد. "حربا نفسية" وقال المتحدث باسم القوات المسلحة إلى أن ثمة "حربا نفسية" تستهدف القوات المسلحة تعتمد على ترويج إشاعات وشن حملة أكاذيب. ونفى أن يكون أي من أفراد القوات المسلحة قد انشق ليشارك في دعم الاحتجاجات المؤيدة لمرسي. وقال خلال المؤتمر: "تعاملنا مع المتظاهرين الغاضبين بكل حكمة وتعقل." لكن أشار إلى أن عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية المكلفة بحراسة الدار تعرضت لهجوم استخدمت فيه "ذخيرة حية وأعيرة خرطوش، كما اعتلت مجموعات أخرى مباني مجاورة وقامت بقصف القوات المسلحة بالمولوتوف." ونفى العقيد علي عزم القوات المسلحة اتخاذ أي إجراءات استثنائية ضد أي طرف في مصر، داعيا إلى "إعلاء السلمية" في التظاهرات لأنه "ليس في مصلحة أي مواطن مصري الإضرار بأي وحدة عسكرية.". كما شدد المتحدث باسم وزارة الداخلية على أن أي خروج عن القانون سيتم التعامل معه بحسم وفق القانون. وأشار إلى أن 12 من رجال الشرطة قتلوا منذ 28 يونيو/حزيران الماضي خلال تأمين العديد من الفعاليات التي شدتها البلاد.