استأنف مؤتمر الحوار الوطني جلسات أعماله اليوم الثلاثاء وسط تغيب أعضاء مكون الحراك الجنوبي، بدون إبداء مبررات واضحة.
وإذ قال نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين مكاوي أن أعضاء الحراك المشاركين في مؤتمر الحوار يقومون بمشاورات مع القوى السياسية في الساحة الجنوبية لمراجعة الخطوات الماضية واللاحقة في مؤتمر الحوار، فقد أكد في تصريحات صحفية أنه لا توقف و لا انسحاب من مؤتمر الحوار الوطني، موضحا حاجة الحراك إلى يومين أو ثلاثة لإجراء المزيد من المشاورات. وتعطلت أعمال أغلب فرق العمل بمؤتمر الحوار، نظراً لتغيب أعضاء الحراك، حيث لم يتمكن فريق الحكم الرشيد من عقد جلسة رسمية، لعدم توافر النصاب، و كذلك الأمر بالنسبة لفريق القضية الجنوبية، فيما أجل فريق الحقوق والحريات التصويت على القرارات لحين عودة أعضاء الفريق من مكون الحراك الجنوبي. كما قامت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار بمشاركة عبدالكريم الارياني وسلطان العتواني وعبدالله لملس بزيارة فريق بناء الدولة، وتحدثوا عن وجود تواصل مع قيادة الحراك لحل الإشكاليات بما يحقق عودة أعضاء الحراك واستكمال أعمالهم ضمن فرق العمل في الحوار الوطني خلال اليومين القادمين. وإذ لا يعرف ما هي هذه الإشكالات بالضبط، فقد كشف نائب رئيس مؤتمر الحوار سلطان العتواني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيتحدث لأعضاء المؤتمر يوم 24 أغسطس الجاري(السبت بعد القادم) عن النقاط ال(31) والإجراءات التي اتخذتها الرئاسة والحكومة بشأن ما تضمنته من معالجات للقضية الجنوبية وقضية صعدة. ولوح مصدر جنوبي بعدم استمرار المكون الجنوبي في المشاركة بمؤتمر الحوار الوطني بصنعاء بسبب آلية الحوار الحالية التي وصفها بالمراوغة والكيدية، متهما حزبا المؤتمر والإصلاح بعدم الرغبة الصادقة في اتخاذ خطوات عملية لحل القضية الجنوبية، وفي المقدمة الاعتذار للجنوب عن حرب 1994. وأفاد بدر محمد باسلمه عضو مؤتمر الحوار في تصريح صحفي بأن الآلية في مؤتمر الحوارغير منصفة تجاه القضية الجنوبية حيث يتعين على مكون الحراك الجنوبي إقناع بقية المكونات برؤيته للحلول بشأن القضية الجنوبية، مبدياً تخوفه من إحالة النقاط المختلف حولها إلى لجنة التوفيق، حسب النظام الأساسي للمؤتمر. وقال أن هذه الآلية "لن تكون منصفه أو مرضيه للشعب الجنوبي " وأن " مكون الحراك أمام محك رئيسي في التفكير بعمق إما المواصلة مع إجراء تعديل في هذه الآلية أو تعليق مشاركته في المؤتمر" ! ويستغرب مراقبون من تحفظ الحراك على آلية عمل مؤتمر الحوار، مع أن مخرجات الجلسة النصفية استندت إلى هذه الآلية، دونما اعتراض من الحراك الجنوبي. تأتي هذه المستجدات، فيما لا يزال رئيس مكون الحراك الجنوبي محمد علي أحمد يقضي إجازة العيد في لندن، بينما عاد الرئيس هادي الأسبوع الماضي من جولة خارجية شملت الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسعودية وقطر، بحث فيها المخرجات المرتقبة لمؤتمر الحوار الوطني والمتطلبات العاجلة لتنفيذها. وشهدت الأسابيع الماضية تقدما ملحوظا في طروحات ورؤى المكونات السياسية بشأن الفيدرالية والنظام السياسي للدولة، وتوصل فريق قضية صعدة إلى معالجات وطنية متوافق عليها، ما يعني أن الجهد المتبقي من مؤتمر الحوار سينصب بشكل أكبر على فريق القضية الجنوبية. لقد حصحص الحوار، وبات على مكون الحراك الجنوبي اجتراح تنازلات قد لا تنسجم والسقف المرتفع للشارع الجنوبي، ولعل هذا ما جعل ممثلو الحراك يتغيبون عن جلسات التصويت الحاسمة في مختلف فرق عمل الحوار، بانتظار ضمانات رئاسية تدفع بحلول شاملة متوافق عليها بشأن القضية الجنوبية، وبناء الدولة اليمنية.