ذكرت تقارير إعلامية ان أكثر من 40 متمردا حوثيا قد لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بالاضافة إلى اعتقال المئات وذلك خلال المعارك المندلعة حاليا مع القوات السعودية التي واصلت تطهيرها للشريط الحدودي مع اليمن، وذلك في وقت عرض فيه المتمردون صورا وشريط فيديو لجندي سعودي قاموا بأسره، فيما لزمت صنعاء الصمت ازاء تطورات الحرب على حدودها. اضافت التقارير إن القصف العنيف والمكثف استمر على جيوب متنوعة حول محيط جبل الدخان وصولاً إلى جبل الرميح والردة وجهات المشنق, كما شوهدت أضواء التفجيرات من مسافات بعيدة مع مساندة على فترات من المدفعية الثقيلة, وشعر بعض أهالي المحافظات الأخرى باهتزازات عديدة في الأبواب والشبابيك. وكان الطيران الحربي السعودي قصف في وقت متأخر من مساء امس الاثنين بشكل مكثف الجيوب المتنوعة للمتسللين الواقعة على محيط جبل دخان وجبل الرميح والردة وصولا إلى منطقة المشنق. وحسبما ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية، فقد شوهدت أضواء التفجيرات من مسافات بعيدة تساندها المدفعيات الثقيلة، فيما شعر بعض أهالي المحافظات الأخرى باهتزازات في أبواب ونوافذ منازلهم، وشهدت منطقة الدائري الشرقي لقرية الخوبة اشتباكات بين القوات العسكرية والمتسللين. ووفقا للمصادر نفسها، فقد شاركت في القصف الجوي طائرات حربية تشارك لأول مرة مثل (الأباتشي)، متوقعة مشاركة أنواع أخرى حديثة من الطائرات الحربية التي يملكها سلاح الجو في المملكة في الطلعات المقبلة. ووجهت قيادة الجيش المرابطة على الحدود مع اليمن أكثر من كتيبة عسكرية للتوجه إلى جبال العارضة لردع المتسللين من دخول البلاد، إذ تم تمشيط المنطقة ومحيطها بالكامل، فيما وصلت صباح أمس طلائع فرق مظلية تعزيزية من منطقة تبوك، ومن المتوقع نقلها للمواقع الميدانية بأسرع وقت ممكن وفقا لمصادر موثوقة. وعلى نطاق التسللات الفردية، تفاجأ أفراد من حرس الحدود في قرية نزح أهلها بمرور شاب صغير السن على حمار مدعيا أنه في طريقه للحاق بأسرته النازحة غير أنه وبعد بضع خطوات سحب سلاحا من تحت ملابسه وحاول مبادرة أفراد الحرس، ولكنهم كانوا أسرع منه وأردوه قتيلا. ويتزايد قلق السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من عدم استقرار اليمن الذي يواجه تمرد الحوثيين في الشمال ومشاعر انفصالية في الجنوب وتهديدا متناميا من مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نشطوا من جديد. واتهم المتمردون الحوثيون السعودية بالسماح للقوات اليمنية باستخدام اراضيها كقاعدة لشن هجمات ضدهم. وفيما اكدت الرياض ان عملياتها لا تتعدى نطاق الحدود السعودية، اتهم الحوثيون قوات المملكة بقصف مواقع داخل اليمن. وأشار المتحدث باسمهم محمد عبد السلام إلى أن القصف السعودي شمل اهدافا داخل اليمن زاعما إن ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين الى الاراضي السعودية واقتصار العمليات على نطاق ارض المملكة، ما هو سوى مجرد ذرائع لهجوم منظم". وادعى المتحدث باسم المتمردين إن السعودية لن تتمكن من تحقيق اهدافها وان الحوثيين ينتظرون الهجوم البري السعودي ليواجهوه بأسلوب حرب العصابات. إلى ذلك، عرض الحوثيون شريطا مصورا يظهر ما قالوا انه اسير سعودي اعتقل خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السعودية. وبحسب الشريط الذي عرض على موقع الكتروني يستخدمونه، فإن ضابط الصف قال ان اسمه احمد عبد الله محمد العمري، 27 عاما، وهو عنصر في وحدة تابعة لقوات الامن الخاصة المتمركزة في تبوك في شمال السعودية. وبدا ضابط الصف السعودي متعبا في الشريط، وكان صوته ضعيفا جدا. وعُرضت في الشريط ايضا نسخة من بطاقة انتمائه الى القوات المسلحة السعودية تحمل الرقم 272، وبدا ممددا على كنبة ويتلقى علاجا بعد اصابته بجروح في وجهه. وحمل المتمردون الحوثيون السلاح للمرة الاولى ضد حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عام 2004 احتجاجا على ما وصفوه بتهميش سياسي واقتصادي وديني من جانب الحكومة المدعومة من السعودية والغرب. واحتدم الصراع في اغسطس/آب عندما بدأ الجيش اليمني عملية الارض المحروقة، وتقول جماعات اغاثة لم يسمح لها سوى بوصول محدود لمحافظات شمالية ان ما يصل الى 150 الف شخص فروا من منازلهم منذ عام 2004. في هذه الأثناء، نقلت صحيفة "الرياض" السعودية عن مصادرها الخاصة على الحدود السعودية اليمنية، "أن العناصر المتسللة الخائبة باتت تفر من ارض المعركة ذليلة مهزومة". ولجأ المتسللون للاحتيال على رجال الأمن مستخدمين المواشي والقرود ووضعوا أنوارا على ظهورها لكي يسير خلفها رجال الجيش وحرس الحدود. ولم تنطل حيل المتسللين على رجال الأمن، إذ رصدت الكاميرات الحرارية الدواب التي اتخذها المتسللون دروعاً لهم، إذ تعمل الكاميرات في الليل ومهمتها كشف العابرين وحيلهم، حيث تجري دوريات حرس الحدود يومياً مسحاً ميدانياً للقبض على أي متسلل.