واصل الجيش السعودي أمس الاثنين، عملياته ضد المتمردين الحوثيين، وتواصلت عمليات القصف، كما استخدمت طائرات 'الأباتشي' للمرة الأولى، في حين أعلن الحوثيون أنهم ينتظرون الهجوم البري السعودي لمواجهته بحرب عصابات. تواصلت أمس، العمليات العسكرية على الحدود السعودية اليمنية، رغم إعلان الرياض أنها 'طهرت' كل المواقع الحدودية التي كان المتمردون الحوثيون سيطروا عليها في وقت سابق. وبينما أعلنت مصادر أن قوات الجيش السعودي لا تزال في مواجهة مع بعض المتسللين، أكد المتمردون الحوثيون تعرض مناطقهم داخل حدود اليمن للقصف، وذلك في ردّ على إشارة الرياض الى أن العمليات التي يشنها جيشها تشمل فقط أراضي المملكة. وفي إشارة الى بدء تحرك بري للقوات السعودية، قالت مصادر موثوقة لموقع 'العربية .نت' إنه 'بعد تنامي ظهور الحوثيين بشكل أكبر في جيوب في جبال العارضة تم توجيه أكثر من كتيبة عسكرية إلى تلك الجهات لردع المتسللين وتمشيط المنطقة، في حين وصلت طلائع فرق مظلية تعزيزية من منطقة تبوك، ومن المتوقع نقلها للمواقع الميدانية بأسرع وقت ممكن'. وسجل الطيران السعودي الحربي بدءا من مساء أمس الأول، حضوراً كبيراً، واستخدمت للمرة الأولى طائرات 'الأباتشي'، كما استمر القصف المدفعي العنيف والمكثف على جيوب متنوعة حول محيط 'جبل الدخان' وصلت إلى جبل الرميح والردة وصولاً إلى جهات المشنق، كما أفيد عن اشتباكات في الدائري الشرقي لقرية الخوبة. على صعيد آخر، أعلنت قوات حرس الحدود في منطقة جازان على الحدود مع اليمن في بيان أمس أنه 'تمّ ضبط 5448 متسللاً و58 مهرباً خلال الفترة من 23 أكتوبر إلى 8 نوفمبر'. الحوثيون من ناحيتهم، أكد المتمردون الحوثيون أن الجيش السعودي استأنف أمس، غاراته الجوية على مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن، في حين ابقت صنعاء على صمتها ازاء التطورات على حدودها. وقال المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام في اتصال مع 'وكالة فرانس برس' في دبي إن 'القصف السعودي استؤنف اليوم (الاثنين) بعد الساعة الثامنة صباحا، علما ان القصف كان كثيفا خلال يوم أمس (الأحد)، وقد استخدم السعوديون قنابل فوسفورية حرقت مناطق جبلية'. وأشار عبدالسلام الى أن القصف السعودي شمل أهدافاً 'داخل تراب اليمن'، معتبرا أن 'ما يعلنه السعوديون عن محاربة المتسللين واقتصار العمليات ضمن نطاق أرض المملكة، ما هو سوى مجرد ذرائع لهجوم منظم'. وأفاد المتحدث بأن 'غارات سعودية مكثفة شنت منذ ليل الأحد الاثنين، والمناطق المستهدفة شملت مدينة الملاحيظ (7 كلم داخل اليمن) وقرى سوق الحصامة وقرى مديرية شدا وقرى يمنية اخرى المتاخمة للحدود السعودية'. ورأى عبدالسلام أن 'السعودية لن تتمكن من تحقيق أهدافها'، مؤكداً أن المتمردين 'ينتظرون الهجوم البري' السعودي ليواجهوه بأسلوب 'حرب العصابات'، وأضاف: 'مازلنا في جبل الدخان وليس لدينا مواقع ثابتة ومعروفة'. وكان المتمردون نفوا في بيان أن تكون القوات السعودية سيطرت على 'جبل الدخان' الحدودي مؤكدين استمرار وجودهم فيه. النازحون وكشف مصدر مسؤول في فرع وزارة المالية في منطقة جازان، أن سلطات المنطقة قامت بتوفير السكن إضافة إلى 2000 ريال (ما يعادل 533 دولار) لكل أسرة نازحة في الجنوب، مشيراً الى أن هناك لجانا تعمل على تسجيل وفرز الأسماء بالتعاون مع محافظات المنطقة، ومضيفاً أنه 'تمّ التعميم على كافة المطاعم والفنادق بتزويد الأهالي بوجبات الطعام'. أمير عسير في غضون ذلك، أعلن الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير على الحدود مع اليمن، أنه تم تطهير كل المواقع من المتسللين الحوثيين إلى أراضي المملكة، واصفا إياهم بأنهم 'عصابات غادرة وخسيسة' و'خانوا وطنهم قبل كل شيء'. وقال الأمير فيصل في تصريح صحافي: 'بلادنا ستبقى شامخة، وسينقطع دابر من يحاول المساس بأمنها واستقرارها'، مضيفاً أنه 'بالتوجيهات المستمرة للقيادة والمتابعة الميدانية من الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع فقد تم تطهير المواقع من المتسللين'. مفتي المملكة واعتبر مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في تصريح صحافي نشر أمس أن الحوثيين 'متعصبون لأفكار فاسدة وآراء شاذة، وهم يريدون فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية'، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضى بالأفكار الفاسدة التي تكون خالية من الشريعة الإسلامية.