ذكرت تقارير إعلامية أن قوات حرس الحدود السعودية كثفت تواجدها على طول الشريط الحدودي للمملكة لمنع تسرب المتسللين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة في اليمن إلى داخل الأراضي السعودية، مستغلين الظروف والعمليات العسكرية الجارية على المناطق الحدودية. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن المتحدث الرسمي في المديرية العامة لحرس الحدود المقدم سالم السلمي قوله: إن حرس الحدود عزز من تجهيزاته البشرية والآلية على طول الشريط الحدودي مع اليمن لمواجهة أية حالات تسلل سواء الاعتيادية التي تباشرها دوريات الحرس يوميا أو محاولات تسلل عناصر من الإرهابيين والمطلوبين أمنيا إلى داخل الأراضي السعودية". واضاف: ان التوجيهات صدرت بأن نعزز من تواجدنا البشري والآلي وأن نكثف من تسيير الدوريات على طول الحدود واستخدام كل التقنيات الفنية المتطورة، لفرض الرقابة الأمنية على الحدود لمواجهة أي طارئ والحيلولة من تسرب المتسللين إلى أراضينا، مبينا أن من بين التجهيزات المستخدمة كاميرات حرارية ليلية ونهارية ثابتة وأخرى محمولة على دوريات لكشف أية محاولة تسلل على حدودنا مع اليمن. من جانبه، خفف نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث والمسؤول عن قسم مكافحة الإرهاب الدكتور مصطفى العاني، من مخاوف بعض الأوساط من استغلال عناصر تنظيم القاعدة في اليمن للظروف الراهنة على الحدود في دخول أراضي المملكة وتنفيذ عمليات إجرامية. وقال: من الصعوبة على عناصر تنظيم القاعدة في اليمن وغيرهم تجاوز الحدود السعودية في ظل الإجراءات والتدابير العسكرية والأمنية المكثفة على طول الحدود السعودية اليمنية. وكان شريط الحدود السعودي اليمني شرقاً قد شهد أمس الاثنين موقفاً مغايراً وتطورات إيجابية للقوات المسلحة السعودية التي تصدت لهجمات المتمردين بصواريخ الكاتيوشا المعدلة التي استخدمت من قبلهم لتدمير مواقع حكومية. واستخدم المتمردون للمرة الاولى صواريخ "الكاتيوشا" المعدلة في قصف مبنى الدفاع المدني السعودي الذي تم إخلاؤه قبل يومين في محافظة الخوبة، ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه الإشتباكات والاعتقالات للمتسللين في منطقة العين الحارة، وحققت المعارك التي جرت الليلة الماضية نتائج إيجابية في اعتقال عدد من المتمردين ومناصريهم وإصابه آخرين تسللوا لداخل الحدود السعودية ليلاً وهي الفترة التي يتسلل فيها المتمردون لاستخراج الأسلحة المخزنة والمخبأة في عدد من المواقع. وحسبما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تجري حاليا وحدات عسكرية متخصصة تتبعها وتمشيطها للأودية والمزارع والمنازل المهجورة تشمل قذائف الهاون والأربي جي والأسلحة الخفيفة والقنابل وهي الأسلحة التي يتسلح بها المتسللون أثناء تسللهم لداخل الأراضي السعودية حيث كانت تستخرج من قبل المتسللين ومناصريهيم من مواقع متفرقة كانت قد خبأت بها في وقت طويل قبل الحرب تحسباً لاستخدامها في حربها على الجبهتين السعودية واليمنية. كما واصل الطيران الحربي السعودي القيام بعملياته ليلا مستخدما طائرات ال (إف 15) والأباتشي والتورنيدو، لتتبع المتسللين والمشتبه بهم ممن صنفوا من أنصار القاعدة المتضامنين، مع استمرار الإمدادات العسكرية من معدات وآليات تتواصل القذائف الأرضية تطهيرها للشريط الحدودي الممتد من جبل دخان وجبل الدود وتمشيط حدود القرى المخلاة ضمن المنطقة المحددة كمنطقة عسكرية. تضاعف خسائر المتسللين في هذه الأثناء، نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن مصدر عسكري سعودي قوله ان المتسللين يتبعون نهجا محددا في هجماتهم المتكررة ضد القوات السعودية المنتشرة في الشريط الحدودي مع اليمن، موضحا أن هؤلاء المتسللين يلجأون إلى تهدئة هجماتهم أغلب فترات اليوم قبل أن يشنوا هجمات مباغتة على المواقع العسكرية. وأشار المصدر العسكري إلى أن هذا النهج دفع القوات السعودية المرابطة في المنطقة الحدودية إلى المزيد من الحيطة والحذر لإحباط هذه الهجمات المباغتة، سواء العشوائية منها أو المنظمة، بعد أن أصبحت التكتيكات المتبعة في تنفيذها مكشوفة للقادة العسكريين السعوديين. وأوضح المصدر أن الوضع العام للمواجهات مع المتسللين يشهد تراجعا ملحوظا في عدد الهجمات التي يشنونها عبر قصف مواقع القوات السعودية، أو مهاجمتها بالرشاشات ثقيلة العيار. وفي المقابل تواصل الوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة قصف المواقع والبؤر التي يستخدمها المتسللون لشن هجماتهم. وقال المصدر العسكري: "إن القوات السعودية استعانت بطائرات ال(F 15)، ومروحيات الأباتشي، والمدفعية الثقيلة في قصف المواقع التابعة للمتسللين المنتمين إلى حركة التمرد الحوثي". وأضاف: "إن عددا من المتسللين شنوا هجوما أمس وأول من أمس على مواقع عسكرية، إلا أن القوات السعودية صدت هذا الهجوم". موضحا أن عمليات التمشيط المتواصلة أسهمت في سقوط عدد من المتسللين أسرى في قبضة القوات المسلحة. ونوه المصدر بتضاعف خسائر المتمردين الحوثيين بسبب عمليات القصف التي استهدفت مواقع سعودية، مشيرا إلى أن تلك العمليات ساعدت القوات السعودية في تحديد مواقعهم وقصفها. صعدة ورّطت الجميع في نفس السياق، ذكرت تقارير صحفية أنه بعد 6 حروب ضد الحوثيين في صعدة، لا يزال هؤلاء يقاتلون بشراسة، واضافت التقارير ان الحروب المندلعة حاليا ضد الحوثيين في كل من اليمن والسعودية أكد ان المتمردين مسلحين ومنظمين عسكريا أكثر مما اعتقد النظام اليمني، تساعدهم في ذلك الطبيعة الجبلية الصعبة والمعقدة لمنطقتهم صعدة. وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية ، ان السعودية تورطت في حرب قد تكون مبررة من وجهة نظر بعض القادة السعوديين من منطق أن الحوثيين اخترقوا الأراضي السعودية، ولكنها غير مبررة سياسيا إلا إذا كان ثمة قرار دولي وخليجي بصد ما يسمونه "المد الشيعي"، أو إذا كان ثمة قلق فعلي من أن تمتد النيران فتحرق ما لم يكن بالحسبان. اضافت، ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي كان لا يزال فاتحا طريق الحوار مع الحوثيين، قال قبل يومين من التدخل العسكري السعودي إن المعركة بدأت الآن وما جرى سابقا كان تدريبا... ويقال إن صالح قد يكون اتفق مع أطراف في القيادة السعودية رغم أن جزءا من هذه القيادة لم يكن موافقا تماما على التدخل العسكري المباشر.