إيران كشفت مصادر سياسية مطلعة عن رفض صنعاء استقبال وفد إيراني رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية منوشهر متكي، كان يعتزم زيارة اليمن لتخفيف حدة الأزمة بين البلدين، في أعقاب اتهامات حكومية يمنية لإيران بالوقوف وراء مخطط يستهدف زعزعة استقرار اليمن والسعودية من خلال تقديم دعم مالي ولوجستي لحركة التمرد المسلح التي تتزعمها جماعة الحوثيين شمال البلاد.
ويأتي هذا الرفض في استقبال وزير الخارجية الإيراني، والذي يعتبر الثاني في أقل من شهرين، على خلفية ما تعتقده صنعاء بأنه عدم تعاون حكومي إيراني في منع بعض الأطراف الإيرانية وعلى رأسها الحوزات من تقديم الدعم المادي للحوثيين. وهو الأمر الذي صعد من ردود الأفعال، وطور من الحرب الإعلامية إلى مظاهرات أمام السفارة الإيرانيةبصنعاء، وإلى حرب تسميات شوارع، وتراشق تصريحات رسمية.
وكان الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية اليمنية- رفض أمس في تصريح له الكشف عن الأدلة التي تدين إيران بدعم جماعة التمرد الحوثي، قائلاً: "أننا لا نتحدث عن تورط الحكومة الإيرانية وإنما نتحدث عن دعم الحوزات والجماعات الشيعية في إيران لجماعة التمرد، وان الكشف عن الأدلة المادية التي تدين تلك الجماعات سوف يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب".
وأضاف القربي: "أن القرار الخاص بالعلاقات اليمنية– الإيرانية سيتخذ في الوقت المناسب، وبناء على المواقف الواضحة التي تتخذها الحكومة الإيرانية من المتمردين الحوثيين، كجماعة خارجة عن الدستور والقانون".
محللون غربيون في صنعاء اعتبروا تصريحات وزير الخارجية اليمني إشارة واضحة من الجانب اليمني لحث الحكومة الإيرانية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الحوزات والجماعات الشيعية الداعمة لحركة التمرد في صعده، وموقف الحكومة الإيرانية من الوحدة.
وأضافت مصادر دبلوماسية بأن صنعاء بدأت تلوح بقطع التمثيل الدبلوماسي مع إيران بهدف تشكيل ضغط على الحكومة الإيرانية للاستجابة لمطالب الحكومة اليمنية بأسرع وقت ممكن.
وأكدت المصادر الدبلوماسية العربية والغربية المطلعة، من مصر وسوريا ولندن وبكين وواشنطن: أن تصعيد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي لهجته ضد إيران في هذه الفترة السياسية التي تمر بها إيران لم تأت من فراغ، وإنما وفق خطة دبلوماسية مدروسة تستوعب كل المتغيرات الدولية للمواقف السياسية تجاه طهران، بعد أن رفضت الأخيرة تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها والشروع ببناء عشر مفاعل نووية متحدية إرادة المجتمع الدولي.
واعتبرت: أن إعلان وزير الخارجية ياتي بهدف عزل إيران عن المجتمع الدولي وحث الحكومة الإيرانية للتراجع عن مواقفها