بدأت السلطات اليمنية بحشد المتطوعين من أبناء القبائل لمساندة الجيش في الحرب التي يخوضها في محافظتي صعدة وعمران ضد المسلحين الحوثيين، فيما زار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح محافظتي ذمار والبيضاء لتفقد معسكرات الجيش والقوات الشعبية، وهي بمثابة "الجيش الرديف"، في وقت واصل الجيش اليمني توجيه ضربات مركزة لقطع الإمدادات القادمة للحوثيين وضبط المزيد من الأسلحة القادمة إليهم. ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، أكد صالح في كلمة له أمام المتطوعين وأفراد الجيش في المعسكرات التي قام بزيارتها أن مؤسسة الجيش حسمت محطات كثيرة في تاريخ البلاد، سواء في الدفاع عن الثورة أو ضد ما سماها "قوى الردة والانفصال" خلال عام 1994 ، في إشارة إلى قوات الحزب الاشتراكي اليمني، مؤكدا أنها اليوم أكثر استعداداً وقوة لدحر كل المشاريع المتخلفة سواء لدعاة الإمامة أو دعاة التمزق والواهمين بإعادة عجلة التاريخ للوراء. وفي رد على المطالبين بسرعة حسم العملية العسكرية ضد الحوثيين، قال صالح :" إنه يجب على هؤلاء أن يحسموها في مزارعهم وقراهم المحتلة من العناصر الحوثية". والتقى صالح مشايخ قبائل آل جرعون وآل الذهب وآل غنيم وبيت الجبري، والمقادشة وعنس وآنس والحدا من محافظتي ذمار والبيضاء الذين توافدوا إلى المعسكرات، مؤكدا أن أبواب الالتحاق بالخدمة في المؤسسة العسكرية مفتوحة. في الأثناء، قالت مصادر عسكرية:" إن قوات الجيش وجهت ضربات مركزة ضد الحوثيين في محور الملاحيظ لقطع إمدادات كانت قادمة للمسلحين من مناطق خولان بني عامر وبكيل المير". وترافق ذلك مع ضبط عدد من الشاحنات المحملة بالأسلحة في مديرية مسور، والتي كانت في طريقها إلى الحوثيين في الملاحيظ . كما تم ضبط قاطرة ضخمة في العاصمة صنعاء كانت تحمل أسلحة الحوثيين في صعدة، وكانت القاطرة محملة بأعلاف الماشية، غير أن أفراد الأمن اشتبهوا في أن تكون بداخلها أسلحة وذخائر. وأعلن اللواء الركن محمد بن عبدالله القوسي وكيل أول وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من ضبط نحو 200 من عناصر الخلايا الحوثية النائمة بمدينة صعدة القديمة. واشار إلى أن البعض سلم نفسه لأجهزة الأمن فيما تم إلقاء القبض على البعض الآخر. ومن جانب آخر، طالب الحوثيون على لسان المتحدث باسمهم محمد عبدالسلام السلطات اليمنية بوقف حملات الاعتقال بحق انصارهم في صعدة وعمران، كما طالب بوقف الحرب والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين وعودة الأوضاع إلى ما كنت عليه محافظة صعدة وغيرها قبل الحرب الأولى عام 2004 . وادعى الحوثيون في بيان وزع عبر البريد الالكتروني أنه بعد اعتراف الجنرال ديفيد بترايوس بالتدخل الأمريكي بكافة أشكاله، تدريباً وتسليحاً وتواجداً في المياه الإقليمية، في الحرب على شمال اليمن، يجيء "الاعتراف الصريح بالتدخل العسكري فيما سموه "حماية مصالحهم في المنطقة" وأن التواجد في البحر الأحمر ليس من أجل القرصنة بل من أجل الاعتداء على أبناء الشعب اليمني.