ما أقدمت عليه حكومة الوفاق -لاوفقها الله- من زيادة أسعار المشتقات النفطية مؤخراً، أو مايسمى شعبياً بالجرعة يعد حقيقةً جرعةُ الموت بكل المقاييس الحياتية، أو لنقل رصاصةُ الرحمة على هامة هذا الشعب المسكين، والذي أصلاً أغلب مواطنيه تحت خط الفقر قبل هذه الجرعة المميتة فكيف بعدها، قضت هذه الجرعة على البقية الباقية من حياة و كرامة هذا المواطن ، فقد رأيت عجباً مما دعاني للكتابة الآن مقارنةً بأوان وسريان وهضم الجرعة بأيّام، لنقل رأيتُ آثار هذه الجرعة عيان على الانسان والحيوان، كل مظاهر الحياة تغيرت للاسوء، هدأت الحركة والتي تعد أثر ودليل على الحياة واستمرارها، ماتت الاشجار، ذبلت الأزهار، ارتسم الشحوب على الوجوه من أثار الجرعة، كل شيء هدأ من بعد الصخوب وفي طريقه الي السكون الحتمي، سكون المقابر والأضرحة، ما كنت لأكتب لولا مارأيت من مظهرٍ هالني وأفزعني، رأيت رجالاً أخياراً كانوا بالأمس في خيرٍ و عافية وكفافٍ، واليوم الجأتهم الجرعة الى السؤال ومدّ الأيدي يسألون الناس إلحافاً، رأيتُ بعض الأخيار يتهافت على المخلفات ويبحث في القمامات على البلاستيك وغيرها؛ ليسد بها بعض النفقات والاحتياجات، فهذه الجرعة آثارها بدأت في الظهور على كل مظاهر الحياة، فلابد من مواجهتها عملياً بالتكاتف والتلاحم والتآزر وإعمال مبدأ الأشعريين، وإلّا سوف تكون الصورة قاتمةً مظلمةً. فهذه دعوةٌ للعقلاء والخيرين ومنظمات المجتمع المدني للتقليل من هذه الآثار الكارثية.