بعد أن حرّر انصار الله الحوثيين مبنى التلفزيون من سلطة الدواعش وبأقل الخسائر.. وبعد تعاملهم الحضاري الغيرِ مسبوق مع حرّاسه الخمسمائة بل وإكرامهم بالسماح لهم بالعودة إلى منازلهم بل وعدم تجريدهم من أسلحتهم.. وفوق ذلك عدم انتهاك حرمة منبر التلفزيون الرسمي بإلقاء أي بيانٍ انقلابي أو ما شابه.. أو حتى بإلحاق أي ضررٍ به أو بأجهزته.. وفوق ذلك إعلانهم بالقيام بترتيبات إعادة مبنى التلفزيون إلى الدولة ممثلةً بالشرطة العسكرية.. بعد ذلك كله، مضافاً إلى كافةِ مواقفهم السابقةِ المشرفة والمشابهة لهذا الموقف، يكون إخوتنا الحوثيين قد ربحو آخرَ الرهانات على وطنيّتهم وأخلاقياتهم وحسن نواياهم وغاياتهم الشريفة الطاهرة.. وبذلك لم يعد يحق لنا حتى دعوة أنصار الله إلى وقف القتالِ قبلَ أن يستسلم لهم الطرف الذي أوشك على نهايتِه ولكنه لا يزال يصر على إهلاكِ البلد كلها معه.. والذي ثبَتَ أنه كان ولا يزالُ هو الطرف الباغي على أنصار الله منذ حربِه الأولى في صعدة وحتى اليوم، ذلك الطرف القبيح الذي تسبب أنصارُ الله بإسقاطِ كافة أقنعتهم فثَبَتَ لنا أنهم هم المتسببون لهذا الشعب وهذا البلد بكل ما يمرّان به من الآلام والمصائب.. وأمّا بعدُ.. فهذه دعوةٌ منّي إلى قيادات الفئة الباغية على أنصار الله وعلى الشعب، بتسليم أنفسهم للسيد عبدالملك الحوثي (حفظه الله) والنزول عندَ حُكمِه، أو إلى الدولة بشرط ضمانِ سلامتهم وإيداعِهم السجن إلى حين تشكيل محكمةٍ نزيهةٍ محايدةٍ للفصل في كافة القضايا التي أجرموا بها في حق اليمن واليمنيين وأنصار الله، منذ حرب صيف 94 وحتى الآن مروراً بالحروب الطائفية الستة التي ورّطوا الجيش بها مع أبناء صعدة الأحرار بمن فيهم أنصار الله.. وأخصّ بدعوتي للاستسلام، ذلك المجرم الجبّار والطاغية المتشدق بالدين..علي محسن الأحمر ، الذي بعودته البارحة إلى معسكر الفرقة لقتالِ أنصار الله، أثبت أنّه أكبر مراوغٍ عرفَه تأريخ اليمن، وأنّ أكبر أكاذيبِه كانت ادّعاؤه تسليم قيادة الفرقة للدولة، في الوقتِ الذي يحتفظ بمقاليدها وأزِمّةِ أمورِها كما لو أنه ورِثَها عن أمّهِ أو أبيه.. وذلك الادعاء كان فقط ليُدمّر جيشَ اليمن، بدءاً بقيام العميد أحمد علي بتسليم الحرس الجمهوري لمقصّ الهيكَلة، تنفيذاً من طرفِه لقرار الرئيس هادي بإقالته هو وعلي محسن من مناصبهما العسكرية السابقة.. وبذلك أيضاً، يكون علي محسن الأحمر قد خسِرَ آخر رهاناتِ شركائه وعبيدِه وأتباعِه على امتلاكِه أي قدرٍ من شرَف العسكرية أو الوطنية أو حتى أدَبِ الالتزام بالمواثيق والعهود.. فلتستسلم لإخوتك لعلّكَ تَسلَمُ يا علي محسن، أو فلْتَهلِكْ أنت ومَنْ معَك، غيرَ مأسوفٍ على أحدٍ منكم.. فقد أصبحَ يقيناً أننا سنعيشُ بسلامٍ بدونِكم.. اللهم أيّد بنصرِك العزيز، أنصارَ الله والوطن،على أعدائك المتشدقينَ بدينِك والمفسدين في هذا البلدِ بسمك.. اللهمّ آمين