ذكرت تقارير إعلامية أن الولاياتالمتحدة قررت فتح جبهة جديدة للحرب ضد الإرهاب فى اليمن بسبب تزايد المخاوف من تحول تلك الدولة إلى ملاذ آمن جديد لعناصر تنظيم القاعدة التى تفر من مناطق القبائل فى باكستان. وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، دعا رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان ،إلى اتخاذ خطوات استباقية عاجلة لإجهاض مخطط منظمة القاعدة بجعل اليمن الموقع المركزي لعملياتها. وقال ليبرمان الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2000، إن مسؤولا "في حكومتنا قال حين كنا نزور صنعاء: إن العراق كانت حرب الأمس وأفغانستان هي حرب اليوم أما حرب الغد فإنها ستكون في اليمن". واضاف في تصريحات أدلى بها في واشنطن أول من أمس: "إن على الولاياتالمتحدة أن تتحرك بعمل استباقي كبير ضد القاعدة في اليمن". وتابع: "هذا هو موقع الخطر الذي سنواجهه في القريب العاجل". وكان ليبرمان الذي يترأس لجنة الأمن الوطني في مجلس الشيوخ يعلق بتصريحاته على محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب نسف طائرة أمريكية قبيل هبوطها في ديترويت. وقال ليبرمان إن المحاولة الفاشلة ينبغي أن تقنع الرئيس باراك أوباما بإلغاء خططه لإغلاق معتقل جوانتانامو. وطالب ليبرمان بوقف خطط إعادة 90 يمنيا يتواجدون الآن رهن الاعتقال في جوانتانامو إلى بلادهم قائلا: "لقد عاد بعض المعتقلين السابقين إلى قتالنا فور إطلاق سراحهم. وبالنظر إلى أن اليمن يمثل الآن مركزا لهذا القتال فإن علينا وقف ترتيبات إعادة اليمنيين المعتقلين إلى هناك". يأتى ذلك فى الوقت الذى يحقق فيه رجال الأمن والمخابرات الأمريكيون فى احتمال وجود علاقة وثيقة بين الطالب النيجيرى الذى حاول تفجير إحدى طائرات شركة نورث ويست إيرلاينز الأمريكية فوق مدينة ديترويت وعناصر تنظيم القاعدة فى اليمن حيث تشير تقارير إلى أن هذا المتهم تلقى تدريباته فى اليمن. من جانبه، قال عضو مجلس النواب بيت هويكسترا الذي سبق أن قاد الكتلة الجمهورية في المجلس وترأس لجنة الاستخبارات فيه إن الإدارة ترتكب أخطاء كبيرة في مواجهة الإرهاب. وتزامنت تصريحات ليبرمان وهويكسترا مع ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس نقلاً عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" أن الوكالة أرسلت مجموعة من أبرز عملائها الميدانيين الذين يتمتعون بخبرة في مكافحة الإرهاب إلى اليمن، كما أن وحدات خاصة سرية بدأت بتدريب قوات الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الإرهاب. كما رصدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أكثر من 70 مليون دولار لتدريب وتسليح قوات مكافحة الإرهاب فى اليمن خلال 18 شهرا المقبلة وهو ضعف مخصصات هذا البند العام الحالى. يذكر أن اليمن تمثل منذ وقت طويل ملاذا للجهاديين السابقين بفضل ترحيب الحكومة اليمنية باستقبال الإسلاميين الذين شاركوا فى الجهاد الأفغانى ضد الغزو السوفييتى فى الثمانينيات. ولكن تنظيم القاعدة نجح فى إقامة معاقل قوية له فى مناطق القبائل اليمنية الخارجة عن سيطرة الحكومة. ويقول مسئولون أمريكيون ويمنيون إن النقلة الكبيرة فى العلاقات الأمنية الجديدة بين اليمن والولاياتالمتحدة حدثت أواخر الصيف الماضى أثناء الزيارتين السريتين اللتين قام بهما الجنرال ديفيد بترايوس قائد المنطقة المركزية الأمريكية وجون برينان مستشار الرئيس أوباما لشئون مكافحة الإرهاب إلى اليمن. وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح وافق على الوجود الأمنى الأمريكى فى اليمن استجابة لضغوط من جانب دول الجوار مثل السعودية إلى جانب تزايد المخاطر الداخلية التى تهدد حكم الرئيس صالح. ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة عن كريستوفر بوسيك خبير الشئون اليمنية فى مؤسسة كارنيجى لأبحاث السلام الدولى بواشنطن، قوله: إن المشكلات الأمنية فى اليمن لن تقتصر عليه فهى مشكلات إقليمية تهدد المصالح الغربية. واضاف: العديد من منفذى الهجمات المسلحة ضد مصالح أمريكية خلال الفترة الماضية كانت لهم علاقات باليمن كما حدث بالنسبة للميجور نضال حسن منفذ عملية إطلاق النار فى قاعدة فورت هود العسكرية الأمريكية بتكساس الشهر الماضى حيث كشفت التحقيقات عن علاقته بأحد رجال الدين المتشددين فى اليمن. كما أن المتهم بقتل أحد الجنود الأمريكيين فى مركز توظيف بمدينة ليتل روك فى يونيو الماضى كان قد سافر إلى اليمن قبل تنفيذ العملية. وأخيرا المتهم بمحاولة تفجير طائرة ديترويت منذ أيام. من ناحيته اعترف وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى بزيادة التعاون بين القوات اليمنية والسعودية والأمريكية خلال الشهور القليلة الماضية للتصدى للتمرد الحوثى الشيعى من ناحية والتصدى لنشاط تنظيم القاعدة من ناحية أخرى. وتشير تقارير مخابراتية إلى نجاح تنظيم القاعدة فى إقامة مراكز تدريب وملاجئ آمنة لعناصره فى المناطق الجبلية باليمن. وقد نجح مقاتلو القاعدة فى قتل 6 من ضباط المخابرات اليمنيين الذين كانوا يحاولون جمع المعلومات عن نشاط القاعدة فى تلك المناطق.
