سلطت محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية في عيد الميلاد الضوء على تنامي ظهور القاعدة في اليمن والدور الموسع للجيش الأمريكي ووكالات المخابرات في قتال الجماعة. وحولت الحرب الأهلية وانعدام القانون أفقر دولة في العالم العربي إلى قاعدة بديلة جذابة لتنظيم القاعدة الذي يقول مسئولون أمريكيون انه تم إبعاده إلى حد كبير من أفغانستان ويتعرض لضغوط عسكرية متزايدة من الجيش الباكستاني في المناطق الحدودية القبلية. واتهم النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بمحاولة تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة دلتا ايرلاينز لدى اقترابها من ديترويت قادمة من أمستردام وعليها 300 شخص تقريبا. وقال مسؤولون ان عبد المطلب ابلغ محققين أمريكيين أن نشطاء من تنظيم القاعدة في اليمن أعطوه الشحنة الناسفة ودربوه على كيفية تفجيرها. وتعهد الرئيس أوباما يوم الاثنين بتعقب كل المسؤولين عن محاولة تفجير طائرة الركاب الامريكية يوم عيد الميلاد مواجها بذلك انتقادات بانه ابدى تهاونا بشأن الامن القومي. وقال أوباما الذي قطع عطلة نهاية العام في هاواي "لن يهدأ لنا بال الى أن نجد جميع الضالعين ونضعهم تحت طائلة المحاسبة." وسعى أوباما الى طمأنة الشعب الأمريكي بأن حكومته تبذل قصارى جهدها لضمان الامن بعد أن تمكن النيجيري من تهريب متفجرات الى الطائرة. وقال اوباما "الشعب الامريكي يجب ان يطمئن اننا نفعل كل ما في وسعنا لجعلكم انتم واسركم في سلام وامان خلال موسم العطلات المزدحم". وقال اوباما "سنواصل استخدام كل عنصر من قوتنا القومية لتمزيق وتفكيك وهزيمة المتطرفين العنيفين الذين يهددوننا سواء كانوا من افغانستان أو باكستان أو اليمن أو الصومال أو أي مكان يخططون فيه لهجمات على الأراضي الأمريكية". وتنامى وجود جناح القاعدة في اليمن في العام الماضي ويقول مسؤولون وخبراء أمريكيون في مكافحة الإرهاب أن واشنطن تخشى أن يصبح اليمن قاعدة محورية للعمليات خارج باكستانوافغانستان. وقالوا إن الولاياتالمتحدة توفر المعدات العسكرية والتدريب للقوات اليمنية التي أغارت على مخابئ يشتبه أنها تنتمي إلى القاعدة هذا الشهر. وتوعد التنظيم بالانتقام زاعما أن طائرات أمريكية شاركت في الهجوم. ورفض مسؤولون أمريكيون ان يعلقوا على ما اذا كانت طائرات امريكية بما فيها طائرات دون طيار شاركت في الهجمات. وقال مسؤولون ان الولاياتالمتحدة زودت اليمن في العام المالي 2009 بمساعدات علنية لمكافحة الارهاب حجمها نحو 67 مليون دولار وهو رقم لا يشمل البرامج السرية التي تديرها القوات الامريكية الخاصة ووكالة المخابرات المركزية الامريكية. واقترحت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) توسيع برنامج المساعدة العلنية في العام المالي 2010 ولكن مسؤولين دفاعيين رفضوا تقديم ارقام حول التفاصيل. وقال برايان ويتمان المتحدث باسم البنتاجون عندما سئل عن اعتقال اليمن 29 عضوا يشتبه في انتمائهم الى القاعدة "اليمن به تهديد متزايد من القاعدة والحكومة هناك اتخذت خطوات مهمة للتعامل معه". وقال السناتور جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ في برنامج "فوكس نيوز صنداي" ان الولاياتالمتحدة لديها "وجود متزايد" في اليمن يشمل قوات عمليات خاصة وقوات خاصة من الجيش والمخابرات. وقال ليبرمان الذي زار صنعاء عاصمة اليمن في الآونة الأخيرة أن مسئولا بالحكومة الأمريكية هناك ابلغه أن "العراق كان حرب الامس. وافغانستان هي حرب اليوم. ومالم نعمل بصورة استباقية فسيكون اليمن هو حرب الغد". وفي شهادات امام الكونجرس في الاونة الاخيرة وصف مايك ليتر مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب اليمن بانه "ميدان معركة رئيسي وقاعدة اقليمية محتملة للعمليات يمكن للقاعدة منه ان تخطط لهجمات وتدرب مجندين وتسهل حركة عملائها". وقال روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي للمشرعين "ما يثير قلق مكتب التحقيقات الاتحادي بصفة خاصة هو الافراد الذين يمكنهم التوجه الى هذه المناطق للانشطة المتطرفة دون قيود ثم يدخلون الولاياتالمتحدة في ظل تدقيق اقل." ويعد اليمن قاعدة راسخة لدعم تنظيم القاعدة. وفجر متشددون المدمرة الامريكية كول في ميناء عدناليمني في عام 2000 ليقتلوا 17 بحارا امريكيا وكان اليمنيون من اكبر المجموعات التي تدربت في معكسرات القاعدة في افغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال كريستوفر بوسيك وهو خبير يعمل لدى كارنيجي للابحاث في واشنطن انه منذ اتحد المتشددون اليمنيون والسعوديون في وقت سابق من العام الجاري تحت اسم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" واتخاذ اليمن قاعدة لهم لوحظت " زيادة محدودة مطردة" في انشطة الجماعة. وقال بوسيك "اصبح اليمن بسرعة جبهة ثانية مهمة للغاية" في طموحات القاعدة العالمية ويشهد "اكبر نمو ممكن" لان الحكومة غير قادرة على ممارسة السيطرة على اراضيها. ومن ناحية أخرى يواجه اليمن أيضا تمردا شيعيا من الحوثيين في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب. وبدأت السعودية التي تخشى ان يتحول اليمن الى تهديد امني لاراضيها في مهاجمة المتمردين الشيعة اليمنيين المعروفين باسم الحوثيين في اوائل نوفمبر تشرين الثان .