بدأت السفارة السعودية في واشنطن، تحركات عاجلة مع وزارة الخارجية الأمريكية للاستفسار حول إعلانها المتعلق بالقرار الأمريكي الذي صنف السعودية "ضمن الدول التي تعاني من ظاهرة الإرهاب". وكان أمن المواصلات الأمريكية قد صنف السعودية ضمن الدول التي يمارس بحق مسافريها القادمين إلى الولاياتالمتحدة التفتيش الاحترازي المكثف الذي يتضمن التفتيش من خلال أجهزة إشعاعية تظهر الجسد عاريا للمسافر ثم التفتيش اليدوي الشخصي للتأكد من عدم حمله لعبوات ملاصقة للجسم. وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية أسامة نقلي لصحيفة "الوطن" السعودية: " نتابع هذا الموضوع مع سفارة المملكة في واشنطن التي باشرت مهمة لاستطلاع أبعاد هذا القرار، والظروف المصاحبة له، وكيفية تطبيقه، ولماذا يطبق الآن". وأكد أن الحكومة السعودية حريصة كل الحرص على مصالح رعاياها في الخارج ولا تقبل المساس بكرامتهم أو حرية تحركاتهم أو خصوصيتهم لأي سبب كان ومن أي جهة، وأن الخارجية السعودية ستعلن موقفها من هذا القرار". من جانبها رفضت السفارة الأمريكية بالرياض التعليق على هذا القرار، وأبلغت الإدارة الإعلامية بالسفارة ، أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تخولها التعليق على هذا الموضوع. في هذه الأثناء، عبر العشرات من الطلاب السعوديين في الجامعات الأمريكية عن قلقهم من هذه الإجراءات التي سيكون فيها تأخير لهم في مواعيد رحلاتهم التي تتأخر حاليا بسبب الإجراءات.
وفي اتصال هاتفي مع "الوطن"، قالت الطالبة السعودية في أمريكا مريم المنيف إن هذه الإجراءات "غير مقبولة وإنها حولت نظرتنا إلى أمريكا من بلد صديق إلى بلد يكره العرب ويغلق أبوابه في وجه المسلمين". وأضافت "نحن لسنا إرهابيين ولا نقبل وضعنا على قائمة الاشتباه فقط لأن عددا من السعودية قاموا بعمل يخالف عقيدتنا ، لماذا لا يتم الأمر نفسه مع الأمريكيين الذين يقومون بإرهاب حول العالم وخاصة في أمريكا فهل نسينا تفجيرات أوكلاهوما، أنا سأبحث عن مكان آخر لأدرس فيه بعيدا عن الإهانة والاتهامات وأذهب لبلد آخر يعترف بحقي كإنسانة وأترك أمريكا البلد العنصري". بدوره، قال عبد الله السالم "إن ذلك فيه إهانة لكرامتي بأن يتم تفتيشي بشكل شخصي وكأني إرهابي، وكيف سيتم تفتيش الطالبات السعوديات هذا غير مقبول بتاتا، فيما قال طالب آخر إن "التفتيش الشخصي يحمل الكثير من انتهاك الحقوق الشخصية للإنسان من خلال لمسه بهذه الطريقة التي فيها إهانة لنا، سأحاول بعد أن علمت عن هذه الإجراءات الجديدة إيقاف تحويل دراستي من أستراليا إلى أمريكا". وكانت وزارة الخارجية الأمريكية صنفت الدول ال 14 إلى صنفين: دول راعية للإرهاب وهي: إيران, وسوريا, والسودان، وكوبا، ودول أخرى صنفتها بدول محل الاهتمام وهي: السعودية, وأفغانستان, والجزائر, والعراق,ولبنان, وليبيا, ونيجيريا, واليمن, والصومال، وباكستان. وكشفت الإدارة أن المسافرين القادمين من الدول ال 14 سيمرون من خلال أجهزة الفحص المعزز والتي من خلالها يتم التأكد من عدم وجود أية مواد متفجرة مزروعة أو مهربة في أجسادهم أو ملابسهم الداخلية. كما يمنع من خلال هذه الإجراءات الجديدة حمل الأمتعة إلى داخل الطائرة باستثناء قطعة صغيرة واحدة، وإذا هبطت الطائرة في أي محطة مؤقتة لا يسمح بفتح غرفة الأمتعة المختومة من محطة الانطلاق الأصلية، ويعاد تفتيش الطائرة والركاب في المحطة المؤقتة، كما لا يسمح لهم بالغياب عن رقابة عناصر أمن الطائرات، وأن تكون الطائرات ذات أبواب غير قابلة للفتح إلا من داخل غرفة الربان.