اجتمع وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في لندن أمس مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش حضورهما اجتماعات مؤتمر لندن حول أفغانستان الذي بدأت أعماله في وقت سابق من أمس. وتناول الاجتماع، بحسب وكالة الأنباء السعودية، العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في اليمن وأفغانستان والتطورات الراهنة في الشرق الأوسط. حضر الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان. ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل دعم ومساندة المملكة العربية السعودية لليمن لتوطيد وحدته والحفاظ على استقراره وأمنه، وتحقيق التنمية والازدهار على أرضه، وتعزيز قدراته وطاقاته. وأعرب في مداخلة له في مؤتمر دعم اليمن المنعقد في لندن عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على دعوته لحضور الاجتماع المهم الذي جاء في وقته، مرحباً برئيس الوزراء اليمني ونوابه ووزير خارجية اليمن. وقال الأمير سعود الفيصل: «لعل خير ما أستهل به مداخلتي هذه الاستشهاد بقول الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، «الإيمان يمان والحكمة يمانية». إن اليمن بلد عربي أصيل وعريق ذو تراث حضاري تاريخي، ولنا كل الإيمان بحكمة أبنائه القادرين - بإذن الله - على إدارة شؤونهم بأنفسهم، ولا يحتاجون منا سوى الوفاء بواجب دعمهم ومؤازرتهم ومساندتهم». وأضاف: «نجتمع هنا جميعاً اليوم لنعلن بوضوح صداقتنا لليمن، والتزامنا بمساعدة اليمن، وتصميمنا على أن نكون شركاء مع اليمن، فالمجتمع الدولي يؤيد بشكل كامل وبقوة جميع الجهود التي يبذلها اليمن لتوطيد وحدته والحفاظ على استقراره وأمنه، وتحقيق التنمية والازدهار على أرضه، وتعزيز قدراته وطاقاته، ولا تستند جهودنا المشتركة لمساعدة اليمن في تحقيق هذه الأهداف المهمة للغاية، إلا على احترامنا لسيادة واستقلال اليمن، وعلى التزامنا الصارم بمبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية. وفي الحقيقة، تؤمن المملكة العربية السعودية إيماناً راسخاً بأن أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه اليمن اليوم هو على وجه التحديد التدخل الخارجي من قبل بعض قوى الهيمنة الإقليمية التي تسعى إلى زرع بذور الصراع المدمرة وعدم الاستقرار بين أبناء اليمن الذين يشتركون في تاريخ راسخ من الوحدة والوئام». وتابع: «ستواصل المملكة العربية السعودية تقديم كل مساعدة ممكنة لأشقائنا في اليمن، وحث جميع الدول المجتمعة هنا على أن تفعل نفس الشيء. والمملكة العربية السعودية بصفتها أكبر المانحين لليمن، قد أوفت بجميع التزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر لندن عام 2006، وأضافت إليها المزيد من الالتزامات في سياق مجلس التنسيق السعودي - اليمني، وبوقوف المجتمع الدولي موحداً حيال دعم اليمن، نثق بأن اليمن سيكون قادراً على التغلب على جميع التحديات التي تواجهه اليوم، حتى يتسنى للشعب اليمني أن يتمتع بمستويات الأمن والازدهار التي يستحقها».