بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر .. صدق الله العظيم وترجل الفارس المبتسم الشريف من على جواد الدنيا لينتقل للرفيق الأعلى حيث دار المستقر .. اللهم تقبله بواسع رحمتك وأدخله فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشّهداء والصالحين وحسن أولائك رفيق ..أنتقل صاحب اليد الشريفة والفعل الشريف الى جوار ربِه بهدوء كما عاش بيننا بهدوء .. توفى محمد عفيف المشدلي ابن قرية الضحاكي بمحافظة البيضاء .. ذلك الإنسان الخلوق الهادئ في طباعة كبقية أهل قريته .. صاحب البشاشة والأبتسامة التي يقابل بها الجميع .. محمد كان متحدث لبق وصاحب مبدأ ويعمل بصمت في سبيل وطنه منذ ان كان يافعا وهو لا يكل ولا يمل ولا يئن وقد تحمل في سبيل ذلك الكثير والكثير صابراً محتسباً ومبتسماً ..لقد عرفتك يا محمد ونحن في عمر البراءة والطهر والصدق .. الذاكرة تحلق بي في فضاء يمتد الى المعهد العلمي بالضحاكي .. النشاط والأذاعة وكرة القدم والجامع وشارع المشورة وازقة القرية .. اتذكر لقائاتي بك ونقاشاتنا اتذكر رفقتك الطويلة للحاج صالح قطيان والوظيفة العامة ومشاكلها ..قليلون من يمتلكون قلب محمد وطيبة نفسه .. كان هادئا ووديعا خدوما مبتسما كما يدرك ذلك كل من عرفه .. وها أنت أيها الفارس تودعنا ولم تغادرك تلك البراءة والصدق ونقاء السريرة ..اليوم استرجع من الذاكرة حوارنا الأخير بالصالة الرياضية المغلقة منذ حوالي عامين واتذكر كلماتك وانت تموت حسرة على اليمن وتسألني عن وعن وعن ..لاأعرف يا محمد عفيف أأبكيك أم أبكي نفسي .. أأبكيك يا محمد أم أبكي وطناً يأن امامنا .. أأبكيك أيها الإنسان أم أبكي وطناً أعطيته أنت رحيق الحياة .. وخذله السفهاء ..محمد بفقدانك يا أخي أحس بإن جيل الطيبين أصبح يتهاوى كطيور النورس في يوم بارد فوق سفينة تتقاذفها الأمواج والرياح العاتية الواحد تلو الآخر قبل ان ترى أعينهم الغد الذي ننشد ..أُعزي نفسي وأُسرتك الصغيرة ورفاقك الأنقياء وكافة ال مشدل والفقراء والمساكين الذين أحببتهم وأفنيت عمرك في خدمتهم بعيداً عن الصخب والضجيج ..أعزي شقيقك الأستاذ علي وولدك سلطان وجميع اهلك .. اعزي زملائك في قيادة المحافظة وكل الذين شاركوك مرارة تنكيل الحوثة ووقفوا في وجه الإستبداد شامخين في وقت لم يعرف فيه الكثيرون معنى السمو والشموخ .. اعزي حزبك الذي سيفقدك وكل القوى السياسية التي كانت تنظر اليك بأعتزاز ..سيزهر ربيع اليمن يا محمد وسيتعافى الوطن رغم الشدائد .. وستنتصر إرادة الإنسان فيه على ارداة مليشيا الكهنوت .. فهذا ما وعد الرحمن ولن يخلف الله وعده .. إن الله معنا وأن غدا لناظره قريب .. أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن ولا نقول إلّا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون ..موعدنا الجنة يا محمد .. وسيظل الحلم مشتعلاً .. أخوك ابو اياد المهاجر