تعز.. الاعلان عن ضبط متهمين باغتيال المشهري دون الكشف عن اسماؤهم بالتزامن مع دعوات لتظاهرة حاشدة    تعز.. الاعلان عن ضبط متهمين باغتيال المشهري دون الكشف عن اسماؤهم بالتزامن مع دعوات لتظاهرة حاشدة    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    منتخب اليمن للناشئين يفتتح مشواره الخليجي أمام قطر في الدوحة    المنتصر يبارك تتويج شعب حضرموت بكأس الجمهورية لكرة السلة    السعودية تعلن عن دعم اقتصادي تنموي لليمن    شرطة تعز تعلن القبض على ثلاثة متورطين في جريمة اغتيال أفتهان المشهري    عطوان يصف تهديدات كاتس بالهذيان! ويتحدا ارسال دبابة واحدة الى صنعاء؟    تنفيذية انتقالي كرش تناقش الأوضاع المعيشية والأمنية بالمديرية    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    مساء الغد.. المنتخب الوطني للناشئين يواجه قطر في كأس الخليج    صلاح يتقدم على سلم ترتيب أفضل صانعي الأهداف في تاريخ البريميرليغ    شباب المعافر سطروا تاريخهم بقلم من ذهب..    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    توزيع 25 ألف وجبة غذائية للفقراء في مديرية الوحدة    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    رئيس الإصلاح: لمسنا في تهاني ذكرى التأسيس دفء العلاقة مع القوى الوطنية    عبدالله العليمي: الدعم السعودي الجديد للاقتصاد اليمني امتداد لمواقف المملكة الأصيلة    ضرورة مناصفة الانتقالي في اللجنة القانونية: لتأمين حقوق الجنوب    عرض كشفي مهيب في صنعاء بثورة 21 سبتمبر    فعالية لأمن محافظة ذمار بالعيد أل11 لثورة 21 من سبتمبر    "العفو الدولية": "الفيتو" الأمريكي السادس ضد غزة ضوء أخضر لاستمرار الإبادة    قذائف مبابي وميليتاو تعبر بريال مدريد فخ إسبانيول    تعز.. خسائر فادحة يتسبب بها حريق الحوبان    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على أجزاء من 6 محافظات    وزير الخدمة يرأس اجتماعا للجان دمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة العامة    هولوكست القرن 21    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    0محمد اليدومي والإصلاح.. الوجه اليمني لانتهازية الإخوان    بورصة مسقط تستأنف صعودها    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    بسبب الفوضى: تهريب نفط حضرموت إلى المهرة    البرازيل تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة اليمنية من نقطة البداية حتى قيام الساعة
نشر في البيضاء برس يوم 22 - 03 - 2010

د. فائد اليوسفي يستعرض فى هذه الحلقة ما جرى خلال الفترة الإنتقالية بعد الوحدة فى اليمن وما كانت إيجابيات وسلبيات تلك الفترة ويحلل اسباب ماجرى وعلاقته بما يجرى الأن.
د. فائد اليوسفي
الوحدة اليمنية من -أ- إلى .... قيام الساعة (2)

الفترة الإنتقالية


حقائق فى إتفاقية دولة الوحدة ودستور الجمهورية اليمنية يجب عدم نسيانها:

1- وحدة إندماجية تلغى كلا من الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية (الجنوب) وهذا فى نص المادة الأولى لإتفاقية دولة الوحدة.
مادة (1) : تقوم بتاريخ 22 من / مايو عام 1990م الموافق 27/10/1410ه بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ، ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة .

2- فترة إنتقالية لمدة سنتين ونصف

3- دستور دولة الوحدة ومن أهم ما ورد فيه:

a) تقسم اليمن الى دوائر إنتخابية من حيث عدد السكان وليس المساحة.
المادة(41) يتألف مجلس النواب من أعضاء ينتخبون بطريقة الاقتراع السري العام لحر المباشر والمتساوي، وتقسم الجمهورية إلى دوائر انتخابية متساوية من حيث العدد السكاني مع التجاوز عن نسبة 5% زيادة أو نقصان، وينتخب عن كل دائرة عضو واحد في مجلس النواب.
b) المواطنون متساوون فى الحقوق الدستورية (مواطنة متساوية)
المادة((42) حق الانتخاب والترشيح مكفول لكل مواطن.
يشترط في الناخب الشروط الآتية.
a. أن يكون يمنيا.
b. أن لا يقل سنه عن ثمانية عشر عام.
يشترط في المرشح لعضوية مجلس النواب الشروط الآتية.
c. أن يكون يمنيا.
d. أن لا يقل سنة عن خمسة وعشرين عاما
e. أن لا يكون أميا
f. أن يكون مستقيم الخلق والسلوك
c) الخيانة العظمى
المادة(101) يكون اتهام رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة بالخيانة العظمي أو بخرق الدستور أو بأي عمل يمس استقلال وسيادة البلاد بناء على طلب من نصف أعضاء مجلس النواب، ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثي أعضاء ويبين القانون إجراءات محاكماتهم، فإذا كان الاتهام موجها إلى جميع أعضاء مجلس الرئاسة تباشر هيئة مجلس النواب مهام مجلس الرئاسة مؤقتا حتى صدور حكم المحكمة، ويجب أن يصدر القانون المشار إليه خلال دور الانعقاد العادي الأول لمجلس النواب التالي لسريان هذا الدستور، وإذا حكم بالإدانة على أي منهم اعفي من منصبه بحكم الدستور مع عدم الإخلال بالعقوبات الأخرى. وفي جميع الحالات لا تسقط بالتقادم أي من الجرائم المذكورة في هذه المادة.
d) 22 مايو 1990 يجب ما قبله وما قبل 22 مايو يعتبر من لتأريخ، فالكل بعد 22 مايو متساوون ولا وصاية لأحد على أحد او على جزء من الوطن خارج نطاق الدستور والمؤسسات الدستورية.
المادة(129) يعتبر هذا الدستور نافذا من تاريخ إعلان موافقة الشعب في شطري اليمن عليه بالاستفتاء العام.
وقد تم الإستفتاء على دستور دولة الوحدة فى 20/ 5 / 1991 ومن صوت لصالح الدستور بنعم 98.3 % وبرفض 1.5 %. واصبح من كان يحكم الشمال لايمثل الشمال ومن كان يحكم الجنوب لايمثل الجنوب وذلك بنص المادة 132 فالوطن واحد والشعب واحد.
المادة(132) تعتبر الحكومتان القائمتان في شطري اليمن من تاريخ نفاذ هذا الدستور مستقيلتين، كما يعتبر المجلس التشريعيان القائمان فيهما من هذا التاريخ محلولين ويؤلف مجلس الرئاسة المؤقت الحكومة وتمارس الاختصاصات المخولة للحكومة في هذا الدستور إلى أن ينتخب مجلس رئاسة وفقا لاحكام هذا الدستور.
e) المحافظة على الوحدة هى أساس شرعية المؤسسسات والأحزاب والتنظيمات السياسية وأساس العمل المؤسسى والحزبى والسياسى، والمساس بها تلميحا أو تصريحا يعتبر من الموبقات وعلى هذا أقسم جميع من فى مؤسسات الدولة ليحظوا بالشرعية.
المادة( 135) اليمين الدستورية التي يؤديها رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة وأعضاء مجلس النواب ورئيس وأعضاء الحكومة نصها كما يلي "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورية وان احترم الدستور والقانون وأن أراعى مصالح الشعب وحرياته رعاية كاملة وأن أحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه"


المؤسسات الدستورية للجمهورية اليمنية فى الفترة الإنتقالية:
تم تقاسم المؤسسات الدستورية مناصفة بين حكام الشمال (المؤتمر) و حكام الجنوب (الحزب الإشتراكى) وسأضرب بعض الأمثلة لهذا التناصف:
a. مجلس رئاسة دولة الوحدة له صلاحيات كبيرة مكون:
i. على عبد الله صالح رئيسا والقائد الأعلى للقوات المسلحة
ii. على سالم البيض نائبا للرئيس
b. حكومة من 38 وزيرا (ويعتبر اليمن أول دولة يختلق فيها هذا الكم من الوزرات) وأهم الوزاء:
i. المهندس حيدر أبو بكر العطاس –رئيساً للوزراء (إشتراكى)
ii. د. عبدالكريم الإرياني- وزيراً للخارجية (مؤتمر)
iii. صالح أبو بكر بن حسينون – وزيراً للنفط والثروات المعدنية (إشتراكى)
iv. د. فرج بن غانم – وزيراً للتخطيط والتنمية (إشتراكى)
v. العميد هيثم قاسم طاهر- وزيراً للدفاع (إشتراكى)
vi. غالب مطهر القمش – وزيراً للداخلية والأمن (مؤتمر)
vii. علوي صالح السلامي – وزيراً للمالية (مؤتمر)
c. البرلمان: وهو عبارة عن حاصل دمج مجلس الشورى (فى الشمال) ومجلس الشعب الأعلى (فى الجنوب):
i. رئيس البرلمان: د. ياسين سعيد نعمان (إشتراكى)

قامت حرب الخليج الثانية وتم إحتلال الكويت ونتج عن هذا الإحتلال حصار العراق وبعد ذلك ضربه، وقد فُسر الموقف اليمنى بأنه دعم مطلق للعراق لإحتلال الكويت الا أن حقيقة الموقف اليمنى كان ضد إحتلال الكويت وضد ضرب العراق (حل عربى عربى)، ونتج عن حرب الخليج الثانية:
1- إنهيار مجلس التعاون العربى كقوة إقتصادية.
2- ترك اكثر من 2 مليون مغترب يمنى لأراضى الخليج مما زاد الضغط الإقتصادى على دولة الوحدة.
3- مؤامرات وضغوط سياسية على وحدة اليمن من قبل الأشقاء فى الخليج وعاش اليمن فى فترة تشبه الحصار الغير معلن.
4- إنهيار العملة اليمنية

وما زاد الأمر سؤا هو الحرب فى الصومال ونزوح عدد كبير الى اليمن. ومع هذا كله فقد إستمرت عجلة الوحدة فى الدوران. واستمرت اليمن فى الإزدهار السياسى وزاد عدد الأحزاب المسجلة وزاد عدد الصحف والمطبوعات وشهد اليمن حرية سياسية حقيقية. ولكن كان هناك منغصات للفترة الإنتقالية.

منغصات الفترة الإنتقالية:
1- العداء العقائدى بين حزبى الإصلاح (الإسلامى) والحزب الإشتراكى (الشيوعى): هذا العداء جعل الحزب الإشتراكى يتوجس خيفة، خاصة مع الإنتشار الواسع لحزب الإصلاح فى محافظات الجنوب، فبدأت المساجد فى الظهور والزيادة، وبدأ دورها بالبروز وبدأ الحجاب والنقاب يظهر بشكل ملفت. ولم يخفى الحزب الإشتراكى قلقه وبدأ يتصرف بردة الفعل وهاجم رموز الإصلاح بما فيهم الشيخ عبد المجيد الزندانى. كانت حرب فكرية قوية ينقصها إطلاق النار. وقد لعب الرئيس على عبد الله صالح دورا مهما فى تلافى التصادم بين هذين الفريقين لا كما يقول بعضهم أنه هو السبب.
2- تهميش جزءا كبيرا من ابناء الجنوب الذين كانوا قد هربوا الى الشمال فى سنوات التشطير وخاصة بعد أحداث 13 يناير 1986. هؤلاء الجنوبيين منعوا من تولى مناصب قيادية بل ومضايقتهم احيانا من قبل إخوانهم الجنوبيين فى الحزب الإشتراكى ولجأ كثير منهم الى ترك اليمن نتيجة لهذه المضايقات الممنهجة. هذا التهميش والرفض لهؤلاء جاء نتيجة ضغوط مارسها الحزب الإشتراكى على شريكه فى الشمال مما جعل هذه الفئة تشعر بالظلم فبعضهم إنظم الى حزب الإصلاح نكاية فى تصرفات الإشتراكى وبعضهم ارتضى بالتهميش وبعضهم مارس الثأر ضد بعض رموز الحزب الإشتراكى.
3- الإغتيالات السياسية لأعضاء بارزين فى الحزب الإشتراكى. هذه الإغتيالات لم يكن معروفا من السبب فيها الا أن قيادة الإشتراكى قبيل اول إنتخابات برلمانية نهاية الفترة الإنتقالية وفى خضم المعترك والتنافس الإنتخابى إستغلت من يقتل من كوادرها للتباكى عليهم وذلك لإظهار الحزب الإشتراكى بأنه مظلوم ومحارب من قبل القوى الرجعية فى الإصلاح ومن قبل حزب المؤتمر. وفعلا كان له ما يريد فقد تعاطف معه الكثيرون نتيجة هذه الدعاية. وسواء كانت الإغتيالات نتيجة تصفيات بين أجنحة الحزب الإشتراكى او نتيجة الثأر ممن هرب مع على ناصر او مؤامرة من متطرفين فى الشمال سواء من الإسلاميين او من حزب المؤتمر، فقد إستغل الحزب الإشتراكى هذا لكى يكسب اكبر تعاطف شعبى معه.
4- رفض الحزب الإشتراكى وعرقل إندماج الجيش حتى بعد الإنتخابات. لا ادرى هل كان الحزب الإشتراكى يضرب حساب الفشل ومن ثم العودة الى ما قبل 22 مايو، خاصة فى ضل عداء دول الخليج لنظام صنعاء بسبب الموقف من حرب الخليج الثانية، أم أنه كان بسبب التوجس والخوف من مؤامرة ما تحاك ضده، أم كان بسبب إشكالات تقنية. والجدير ذكره أن وزير الدفاع كان من الجنوب ويتبع الحزب الإشتراكى. الا أن خليطا من هذه الأسباب هو الراجح.
5- التوجيه الخاطىء للتابعين لكل من حزب الإصلاح والإشتراكى. فحزب الإصلاح يزرع فى نفوس اتباعه بشكل مغلوط أن الإشتراكى والكفر وجهان لعملة واحدة، والإشتراكى لا يتردد بوصف الإصلاحين بابشع الأوصاف فى كل الوسائل الإعلامية. طبعا المستفيد الاكبر من كل هذا هو حزب المؤتمر.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا لم يكن الرئيس حاسما وقويا؟
أنا اعتقد أن اسباب عدم الحزم فى ما حدث بين الحزبين (الإشتراكى والإصلاح) وكذلك قضايا الإغتيالات هى:
a. تقاسم السلطة مع الإشتراكى، فحزم مع الإشتراكى فى وجود جيش غير موحد يعتبر كارثة، بل يعرض دولة الوحدة للإنهيار خاصة وأن وضع اليمن بعد حرب الخليج يرثى له.
b. حزم مع الصلاح قد يفقد حزب المؤتمر شعبيته داخل الوسط الشعبى حيث سيقول القائل ان المؤتمر يتحالف مع الكفار ضد الدين وقد قالها بعض رموز الاصلاح لكن ليس على مستوى القيادات بل على مستوى القيادات من الدرجة الثالثة. كما أن المؤتمر ليس غبيا أن يدخل نفسه فى صراع قد تُكسِب الإشتراكى الإنتخابات.
c. ضعف الدولة بشكل عام على إتخاذ مثل هذه القرارات. فالفترة الإنتقالية كانت فترة كسب ود الشعب من جميع الاطراف لدرجة أنه من ليس لديه وظيفة كان يوظف بالهوية الحزبية. وإذا ظلمك المؤتمر فالإشتراكى ملجأ والعكس بالعكس.
d. الكل استغل هذه الإغتيالات ليس من اجل الحقيقة والعدالة بل من أجل الإنتخابات. فالإشتراكى يتهم الإصلاح والمؤتمر بتصفية قياداته مع ان معظم من قُتِلوا لم يكونوا على ود مع القيادات العليا للإشتراكى. والإصلاح يتهم السلطة بحجة المنافسة بين الفريقين (المؤتمر والإشتراكى)، والمؤتمر يتهم الاشتراكى والإصلاح (بحجة أنهم اعداء)، المهم الجميع يرمى الإتهامات والمتهم غير معروف والجميع يستغل هذه الإغتيالات ويوظفها إنتخابيا.

هذه الاحداث لعبت دورا كبيرا فى تغير وجهة الناخب فيما بعد. فاليمنى ذكى بالفطرة. فمن كان يؤيد الإشتراكى قبل الوحدة بدأ يشك فيه او يغير وجهته عنه وكذا جميع الأحزاب. فمثلا كان الحزب الإشتراكى يراهن اساسا على ابناء المحافظات الشمالية الجنوبية مثل تعز (معقل مؤسسى الحزب الإشتراكى) وإب والبيضاء. وفعلا كان رهانه صحيحا الا أن الفترة الإنتقالية غيرت الصورة الى حد كبير. فقبل الوحدة كان سكان هذه المحافظات يميلون الى الحزب الإشتراكى بسبب قبيلة الدولة فى الشمال وعدم سيادة القانون، فكان هؤلاء يتمنون أن يأتى الحزب الإشتراكى بدولة حقيقية تحترم القانون وتحارب الرشوة.
الا أنه ما حدث فى الفترة الإنتقالية كان مخيبا جدا، فقد تصرف موظفوا الحزب الإشتراكى بشكل أبشع مما كان يتصرفه القبيلى فى الشمال. فالرشوة حدث ولا حرج فقد جاؤا من كهف اصحاب الكهف من شدة الجوع، والسطو على المال العام ونهب خزينة الدولة حدث ولاحرج، وعدم المساواة بين المواطنين كانت سياسية واضحة لدرجة اننى كنت حينها الثالث على مستوى الجمهورية ولم احصل على منحة لست أنا بل العشرة الاوائل من الشمال وكل المنح او معظمها لأبناء الجنوب وخاصة من لهم علاقة بالحزب الإشتراكى تحت مبررات واهية وكان وزير التعليم حينها إشتراكيا. فعلا لقد اصيب المواطن فى الشمال بخيبة الامل من هذه التصرفات. وكان التوظيف فى كل المصالح وحتى الجيش بالهوية. فمن كنا نرجو منهم القانون والمساواة تصرفوا بعنصرية.
كما ان ظهور حزب الإصلاح وخاصة فى تعز وإب جذب اليه عددا كبيرا من المواطنين وسحب جزءا كبيرا ممن كانوا يرون في الحزب الإشتراكى الأمل والمخرج.
وعموما الجميع لعب بورقِهِ، فالمؤتمر لعب بجذب المواطنين عن طريق شراء الذمم والإعتدال والقبيلة ومستغلا منجزاته السابقة كحاكم لليمن الشمالى. والاصلاح لعب بورقة الدين والتكفير للجميع. والإشتراكى لعب بورقة المظلوم الذى يحاول المتطرفون قتله. والمواطن فكر بعقلية واحد تعرفه أحسن من واحد ما تعرفوش، وعقلية المجرب لا يجرب. أمور متشابكة أخذها المواطن فى الإعتبار قبل ان يصوت لصالح أحد.
وما يهمنا أن الجميع دخل الإنتخابات وهو ينظر الى كعكة الثانى بأنها من ستناصره. وقامت اول إنتخابات ديمقراطية وشفافة وبأعلى مشاركة فى تاريخ العالم. ليحصد كل منهم نصيبه.

الإنتخابات
مثلت الانتخابات النيابية الأولى التي جرت في 27 إبريل 1993م تظاهرة ديمقراطية شدت إليها أنظار المراقبين السياسيين في العالم كونها الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، تجري على قاعدة التعددية الحزبية كما مثلت أول اختبار حقيقي للأحزاب والتنظيمات السياسية لخوض التجربة الديمقراطية والتنافس فيما بينها لتعرف مدى قدرتها على الوصول إلى الجماهير وكسب ثقتها.
وقد شارك في الانتخابات 22 حزباً وتنظيماً سياسياً فازت 8 أحزاب سياسة.
* 41% للمؤتمر الشعبي بواقع 122 مقعدا.
* 21% لحزب الإصلاح بواقع 63 مقعدا.
* 19% للحزب الاشتراكي بواقع 56 مقعدا.
* حزب البعث العربي الاشتراكي (7) مقاعد .
* حزب الحق "مقعدان". (حزب الحوثيين)
* التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري "مقعد واحد".
* التصحيح الشعبي الناصري "مقعد واحد".
* الحزب الديمقراطي الناصري "مقعد واحد".
كما حصل المستقلون -رغم كثرتهم- على نسبة 16% بواقع 48 مقعدا فقط بالمجلس، واستحوذت خمسة أحزاب أخرى على ال3% الباقية من عدد المقاعد.

الخلاصة:
1- الوحدة قامت بالتراضى والغت الدولتين السابقتين فمن يقول بفك الارتباط والعودة الى الماضى فهو واهم بجميع المقاييس.
2- الوحدة كانت اندماجية بين شعبين وليس محاصصة بين نظامين. وما يقوم به الحزب الإشتراكى الأن هو إعلان للإنفصال بتواطؤ من بعض أحزاب المعارضة والتى للأسف أهمها حزب الإصلاح.
3- من ينادى بالفيدرالية إنما ينادى بالإنفصال والتشرذم، لأنه لا معنى للفيدرالية فى ظل الحكم المحلى واسع الصلاحيات. وهو تجاوز لدستور دولة الوحدة وحنوث بالقسم وخرق للدستور وخيانة عظمى للوطن.
4- من يقول أن هناك مواطنة غير متساوية فهو كاذب وافاق فدستور الوحدة واضح وشفاف فى هذا الصدد ويجب التفرقة بين ممارسات الأفراد العنصرية وبين القانون والدستور الذين يرفضان العنصرية ويعاملان جميع المواطنين على اساس واحد. بل إن هؤلاء هم من ينادون بالعنصرية ولايساوون بين المواطنين فهم يخترعون كل ما يدعو الى العنصرية من "شمالى جنوبى، شافعى زيدى، فوق تحت، ....الخ.
5- من ينادون بتصحيح مسار الوحدة هم من يريدون حرف مسار الوحدة (فمرة فيدرالية، ومرة جنوب شمال، ومرة شركاء الوحدة ولابد من الرجوع الى التقاسم، ومرة اوصياء على الجنوب او اوصياء على الشيعة).
6- إن من أعلن الإنفصال فى 1994 هم نفسهم من يعلن ويحرك اليوم وهم نفسهم 1.5 % الذين صوتوا بلا على دستور الوحدة. والقضية ليست قضية اراضى او وظائف (رغم ان هذه المشاكل موجودة فى الشمال والجنوب) فهل عندما أعلن هؤلاء الإنفصال فى 1994 كان بسبب الاراضى والوظائف والتهميش الكاذب.
7- أعداء الوحدة فى الامس هم اعداء الوحدة اليوم + اصحاب المصالح الانانية الضيقة وتجار الفوضى والعنف، ومطالبهم بالأمس هى مطالبهم اليوم (السلطة، الإنفصال، الفيدرالية).
8- إن من لا يَحترِم قسمه لا يُحترَم مهما تشدق بالكلام وضحك على البسطاء. ومن لا يحترم الأخرين لا يحترم موقعه، من لا يحترم رئيس بلده كسلطة لا يحترم نفسه كمعارضة، ولذلك هم لا يتصرفون كمعارضة بل كخارجين عن القانون، فالمعارضة تحترِم الثوابت والمجرمون لا يحترمون الثوابت.


http://www.yemenparliament.com/content.php?lng=arabic&id=45
http://www.almotamar.net/22may/showdetails.php?id=34
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C836F037-306D-48EA-8124-F1EA5C23B730.htm


يتبع فى الحلقة القادمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.