أعلن رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بك باكييف اليوم الثلاثاء استعداده لتقديم استقالته مقابل ضمان سلامته هو وأسرته. وقال باكييف: "أنني على استعداد لتقديم استقالتي تَجنباً لسفك الدماء وازهاق الأرواح شريطة ضمان سلامتي وسلامة عائلتي". في المقابل ، صرحت مصادر حكومية أن الرئيس باكييف أمامه حتى غروب الشمس لتسليم نفسه طواعية إلى الحكومة الجديدة ، وإلا فإن الحكومة ستضطر للقيام بعملية عسكرية لاعتقاله وتقديمه للمحاكمة. ونوهت هذه المصادر إلى صعوبة قبول الحكومة المؤقتة بمقترح باكييف تقديم الاستقالة مقابل ضمان سلامته وسلامة عائلته ، مشيرةً إلى أن هناك الشعب القرغيزي يطالب بتقديم باكييف إلى المحاكمة. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا الدبابات وهي تتجه إلى القرية التي يقيم فيه الرئيس باكييف في جلال أباد، كما أشار آخرين إلى قيام طائرتين هيلوكوبتر بالتحليق فوق القرية . وذكرت وسائل الاعلام الروسية أن باكييف وجه دعوة لرئيسة الحكومة الموقتة بقرغيزستان لإجراء محادثات معه في مدينة جلال أباد. وأشارت وكالة "نوفوستي" الروسية إلى أن اجتماع أنصار كرمان بك باكييف انفض اليوم بهدوء في جلال آباد جنوب قرغيزيا ، وذلك عقب تهديدات من الحكومة المؤقتة باعتقال الرئيس المخلوع اذا لم يستسلم. وكان مسؤول بالحكومة المؤقتة في قرغيزستان هدد باعتقال باكييف اليوم في حال عدم استسلامه ، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس المخلوع إلى نقل العاصمة إلى جنوب البلاد بدلاً من بشكيك. وأوضح عظيم بك بكنازارو الذي يتولى الشؤون الامنية بالحكومة المؤقتة: "إن حكومته سترسل قواتها لاعتقال باكييف اليوم إذا لم يسلم نفسه في النهاية"، مضيفا "ألغينا حصانته الرئاسية وننتظر منه ان يظهر طواعية ويستقيل رسميا، لكنه مستمر في حشد أنصاره في جلال آباد". ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن مصادر حكومية قرغيزية قولها : "إن الحكومة القرغيزية المقالة قامت بإرسال فرقة من القوات الخاصة القرغيزية إلى منطقة "جلال أباد" جنوب البلاد للقيام بعملية نوعية يتم على أثرها اعتقال الرئيس المخلوع وتقديمه للمحاكمة". وأضاف المصدر "أن العملية من المحتمل أن تتم خلال الفترة القليلة المقبلة بعد قيام الحكومة القرغيزية برفع الحصانة الدستورية عن الرئيس المخلوع والتي كانت تقف كعقبة أمام اعتقاله". وكان قد تظاهر نحو 3000 شخص من أنصار الرئيس المخلوع مطالبين ببقاءه في السلطة ، ومؤكدين عزمهم الدفاع عنه حتى الموت. وشدد الرئيس المخلوع في خطاب له وسط أنصاره على عدم قيامه بتقديم استقالته ، داعيا إلى نقل العاصمة القرغيزية إلى الجنوب في "جلال آباد" مسقط رأسه. وطالب الرئيس من المتظاهرين أن يواروا جثته في مسقط رأسه في حالة موته نتيجة لأي عمل عسكري تقوم به الحكومة التي وصفها بالانقلابية. وقال باكييف للصحفيين "دعوهم يحاولون اعتقالي. دعوهم يحاولون قتلي... أعتقد ان هذا سيؤدي الى اراقة دماء لن يستطيع أحد تبريرها". فيما اعتبرت رئيسة الحكومة المؤقتة دعاوى الرئيس المخلوع نقل العاصمة بمثابة دعوى لفصل الجنوب عن الشمال ، داعيةً الرئيس إلى تسليم نفسه طواعية للمحاكمة وإلا فعليه أن يلقى مصيره المحتوم. وكان باكييف الذي حكم البلاد لمدة خمس سنوات فر من العاصمة بشكيك الى الجنوب في السابع من أبريل/نيسان بعد أن أطلقت القوات النيران على محتجين خارج مكتبه مما أسفر عن سقوط 81 قتيلا على الاقل ، وتقول الحكومة المؤقتة انه يجب أن يتنحى أو ربما يواجه القبض عليه. وباكييف الذي يحتمي في قرية تييت مسقط رأسه خارج مدينة جلال أباد صرح بأن أي محاولة لقتله "ستغرق قرغيزستان في حمام دم".