الوحدة اليمنية لم تأتي إعتباطاً ولم تعمد بالدم في 94م من أجل الفاسدين ، لكنها أتت إثر نضال شعب واحد بشماله وجنوبه ، والذي كان بأعراف وأسلاف واحدة ، وعادات وتقاليد واحدة ، إذاً نحن اليمانيين شعب واحد منذ القدم ليس من عام 90م فقط ، لم يفرق بيننا إلا الإستعمار البغيض وحكم الإمامة الفئوي ، وما أدل وأوضح على وحدة التراب اليمني إلا حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه ((...حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ... (( أو كما قال عليه السلام . إن الوحدة اليمنية في شمعتها العشرين بحاجة إلى إشعال لهيبها ؟ كي تحرق الفاسدين والداعين إلى الانفصال والمتآمرين على الوطن من الداخل قبل الخارج ، إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية (22 مايو 1990)، ما هو إلا خير دليل على أن اليمن واحد، ويحكى أن أجهزة الإعلام في الجنوب كانت تردد باستمرار الشعار القائل : الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ! إذا بإمكاننا أن نقول أن" الوحدة هي قدر اليمنيين الذي لا مفر منه ولكن ؟ ولكن الوحدة بحاجة إلى رفع المظالم التي كثرت منذ عام 94م ، ولكن الوحدة بحاجة إلى التوصل لحل بشأن قضية الجنوب ككل " الأراضي – المتقاعدين – الحراك " ، ولكن الوحدة بحاجة إلى تظافر جهود اليمنيين جميعاً من أجل إنهاء العنصرية والفئوية والطائفية والأسرية التي تأصلت من بعد الوحدة لا سامح الله من غذاها " دحباشي - برغلي ..." ، ولكن الوحدة بحاجة إلى معالجة الوضع المزري للأمن بالبلاد وتنفيذ أوامر القضاء وتفادي المشاكل قبل وقوعها، ولكن الوحدة بحاجة إلى قرار يجمد الفاسدين لا ينعشهم ، ولكن الوحدة بحاجة إلى ميثاق شرف يجعل الحاكم والمحكوم يضعون اليمن أولاً أولاً أولاً ، ولكن الوحدة بحاجة إلى ضمير حي يستمع لهموم هذا الشعب المغلوب على أمره ، ولكن الوحدة بحاجة لمعارضة قوية وبناءة كي تحافظ عليها ، ولكن الوحدة بحاجة إلى ثورة في مجال التعليم الذي أصبحت الأمية هي السائدة في هذا الوطن الغالي ، ولكن الوحدة بحاجة لتعليم عالي وليس عسكرة الجامعات اليمنية ، ولكن الوحدة بحاجة إلى نواب يدافعون عن قضايا ناخبيهم لا أن يأخذوا أراضيهم وحلالهم ، ولكن الوحدة بحاجة لإعادة النظر في جميع مناقصات مشاريع الدولة ، ولكن الوحدة بحاجة إلى صحوة الشباب من إدمان القات الذي جعلهم رفقاء للمداكي ، ولكن الوحدة بحاجة لحرية وديمقراطية لا لمصادرة وإغلاق الصحف وحجب المواقع الإلكترونية ،ولكن الوحدة بحاجة إليك أيها القارئ الكريم ، أيها الكاتب البارع ، أيها الصحفي الغيور ، أيها الرئيس المقدام ، أيها الجندي المجهول ، أيها العالم العامل ، أيها الدكتور ، أيها المعلم .... ، ولكن ولكن ولكن... إن الوحدة اليمنية بحاجة إلى الجميع خاصة في إشعال شمعتها العشرين ، أتمنى أن يكون اليمن بخير في جميع مناسباته أتمنى أن نحتفل العيد القادم واليمن تخلص من هذا الحمل الثقيل الذي يكاد أن نسينا فرحتنا بالوحدة التي قال تعالى فيها " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ..."