اختبر سلاح الجو الأمريكي الأربعاء في المحيط الهادئ صاروخًا عابرًا للقارات تفوق سرعته ست مرات سرعة الصوت أي أكثر من سبعة آلاف كيلومتر بالساعة، وسط تشكك بعض الدول في أن الولاياتالمتحدة تسعى لجعله سلاحا نوويًا. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان الصاروخ صمم لضرب أهداف تبعد ساعة على الأقل ويمكن أن يحل محل الصواريخ البالستية المستعملة حاليا. ودامت رحلة اختبار الصاروخ "أكس-15 آي وايفرايدر" حوالي 200 ثانية ، وهي أطول مسافة يحققها سلاح من هذا النوع. وقال مدير البرنامج تشارلي برينك: "نحن سعداء لأننا نجحنا في معظم التجارب في جميع مراحل المهمة الأولى لهذا الصاروخ". ومن ناحيته، أوضح سلاح الجو انه بعد حوالي 200 ثانية حدث خلل وانتهت رحلة الصاروخ، موضحا ان مهندسيه يعملون لتحديد أسباب المشكلة. وأطلق الصاروخ من قاذفة بي-52 اقلعت من قاعدة ادواردز في كاليفورنيا. ووصل الصاروخ إلى علو حوالي 21300 متر. الضربة الفورية وكانت صحيفة " التايمز" البريطانية قد أشارت إلى ان اهتمام أوباما بالبرنامج الذي يطلق عليه "برنامج الضربة العالمية الفورية" ، وهو برنامج للأسلحة غير النووية، أثار مخاوف الصين وروسيا اللتين تخوضان مفاوضات معقدة للحد من استخدام الأسلحة النووية. وأكد مسئولون في البيت الابيض أواخر شهر أبريل/ نيسان الماضي إلى أن الرئيس أوباما، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في العام الماضي، يفكر في نشر جيل جديد من الصواريخ الموجهة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ولها القدرة على الوصول إلى أهدافها بسرعة تعادل سبعة أضعاف سرعة صواريخ توماهوك كروز، التي وصلت إلى معسكر تدريب القاعدة في أفغانستان في عام 1998 ولكن بعد أن أفلت ابن لادن. ومن جانبه، قال دانييل جور، المحلل الدفاعي في معهد لكسينجتون في فيرجينيا: " إن القدرة على مهاجمة مجموعة واسعة من الأهداف على نطاق القارات بسرعة ومن دون اللجوء إلى الأسلحة النووية تعد هدفا يتسم بأهمية مركزية في الأمن القومي الأمريكي". وطلب البيت الابيض تمويلاً من الكونجرس بحدود 250 مليون دولار تقريبا للعام المقبل لإجراء بحوث في تقنيات تفوق سرعة الصوت. بعض هذه التقنيات يعمل على تطويع موجات الصدمة التي تولدها الصواريخ سريعة الحركة واستخدامها لرفع السرعة إلى حدود أعلى. يذكر ان تطوير برنامج "الضربة العالمية الفورية" قوبل بالإشادة من جهة وبالإنتقاد من جهة أخرى في وقت يسعى الرئيس أوباما لخفض الترسانة النووية الاستراتيجية للولايات المتحدة لصالح الأسلحة التكتيكية التي يمكن استخدامها على وجه السرعة لمكافحة الارهابيين أو الدول المارقة. وكان جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، قد أشار مؤخراً إلى أن توفر أسلحة تقليدية لها قدرة الوصول إلى جميع أنحاء العالم، من شأنه الحد من دور الأسلحة النووية. تنديد دولي من جهته، حذر سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق من أن الدول لن يسعها تقبل وضع تختفي فيه الأسلحة النووية لتظهر بدلاً منها أسلحة لا تقل خطرا في أيدي أعضاء محددين في المجتمع الدولي. كذلك اشتكى الجنرال يوري بالويفسكي، نائب الأمين العام لمجلس الامن القومي الروسي، من أن تقديم الولاياتالمتحدة لتنازلات في محادثات الحد من الأسلحة النووية ليس مرده حب أمريكا للسلام، ولكن لأنها تستطيع القتل باستخدام أسلحة تقليدية بالغة الدقة. وحذر محللون أمريكيون من خطر وقوع المراقبين الصينيين أو الروس في خطأ توهم انطلاق أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بأنه هجوم نووي أمريكي عليهم، لأن قصر زمن الطيران لا يعطيهم وقتاً كافياً لتقييم الوضع، ويسلط عبئا هائلا على آليات إتخاذ قرار وطني حاسم، وبذلك يرفع من احتمالات وقوع حادث، حسب تصريح الباحث بافال بودفيك من جامعة ستانفورد. ويقول الجنرال كيفن شيلتون، قائد القوات الجوية الأمريكية الذي يشرف على برنامج "الضربة العالمية الفورية"، إن قيادته يمكنها اليوم وضع بعض خيارات الأسلحة التقليدية أمام الرئيس أوباما لضرب أي هدف في أي مكان على وجه الأرض بسرعة تتراوح ما بين 96 ساعة وأربع أو خمس، أو ربما ست، ساعات. أما اذا أراد الرئيس تنفيذاً أسرع فإن الخيار الوحيد المتبقي أمام القيادة هو الرد النووي. وكانت صحيفة "واشنطن تايمز" قد ذكرت في أبريل/ نيسان الماضي أن وكالة "داربا" الدفاعية تقوم ببناء مركبتين من نوع فالكون، وان المركبة الثانية منهما تقرر اطلاقها في مطلع العام المقبل. كذلك سعى المسئولون الاميركيون الى طمأنة السلطات الروسية والصينية بأن الاسلحة الجديدة سيتم تطويرها ضمن أعداد صغيرة، وأنها سوف تنصب بعيداً عن مواقع اطلاق اسلحة الولاياتالمتحدة النووية لكي لا يقع أي التباس يؤدي الى نشوب حرب نووية بطريق المصادفة. يذكر ان المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة، التي وقعها أوباما مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في براغ قبل فترة قصيرة، يوجد فيها بند ينص على إن واشنطن ستخفض من ترسانتها من الصواريخ النووية بواقع سلاح نووي مقابل كل سلاح تقليدي مضاف ضمن برنامج "الضربة العالمية الفورية".