الكلمة التي ألقيتها في الاحتفال الكرنفالي الكبير الذي أقيم في مدينة تعز بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى ال20 للوحدة اليمنية ,وحضرته القيادة السياسية وفي مقدمتها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نبعت حروف تلك الكلمة من أعماقك نيابة عن كل أبناء تعز فأنت المحافظ المنتخب من المجالس المحلية الممثلة لكافة أبناء المحافظة ,وكان لصدى الكلمة أن اخترقت أعماق نفوس سامعيها بل آذانهم ,فرقصت الطيور طرباً لكلماتك وانحنت الأشجار احتراماً لذاتك. فقد كنت ذلك الرجل العربي الشهم الأصيل الذي رحّب بضيوف تعز أجمل ترحيب.. كيف لا؟ وأنت الرجل العربي الأصيل المعروف بسجاياك التي هي امتداد لسجايا حاتم الطائي في الكرم والترحاب بضيوفه. وعرفك الناس بأنك ذلك الرجل ذو الخلفية الثقافية الدينية حينما استشهدت في كلمتك بالآيات القرآنية التي تليتها عن ظهر قلب دون أن ترمق عينك إلى سطور الأوراق بين يديك. وقد كنت سيبويه تعز والبليغ في الكلمات، الفصيح في الإلقاء، لقد أحسنت وأبدعت وأمتعت وأطربت، أمتعت العدو قبل الصديق صارت حروف كلمتك حديث الشارع ليس في تعز فقط التي صدحت فيها ابلغ العبارات بل في كل أرجاء الوطن اليمني الكبير ,لا أبالغ إن قلت: عند كل يمني متابع داخل وخارج الوطن ورسمت بحروفها أجمل لوحة إبداعية تنافس بها الفنان ليوناردو دافنشي ولوحته المسماة «الموناليزا». لقد أبهرت مسامع الناس وكنت الفقيه والأديب السياسي المحنك عندما استشهدت بأقوال ميخائيل جورباتشوف وعبدالفتاح اسماعيل ,عندما بحثت في أغوار النظريات الاشتراكية والرؤى الرأسمالية والآراء الدينية ,فأعطيت درساً سياسياً لكل الأحزاب والجماعات والأفراد معتمداً على قوله تعالى (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).. لقد أعدت إلى الأذهان مسيرة التاريخ اليمني الحديث والمعاصر في النضال من أجل الوحدة والديمقراطية واثبت أن جغرافيا اليمن جزء واحد غير قابل للتجزيء واستحضرت ذاكرتك آراء ومواقف ساسة ومناضلي الوطن في مسيرات الزحف نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. كما اثبتّ أن قائدنا الفذ فخامة الرئيس علي عبدالله صالح عندما قام ببناء مدرسة الديمقراطية كان مديراً ناجحاً لتلك المدرسة بكل المقاييس ,وأحسن وضع مناهجها الرائعة ,وكان قدوة لمن أراد تعلّم دروس الديمقراطية داخل الوطن أو خارجه. وقد كنتّ الطبيب الذي تحسس أوجاع الوطن وشخّص المرض واقترح العلاج الشافي والناجع.