حث الرئيس اليمني على عبدالله صالح مواطنيه، أمس، على الإبلاغ عن “الإرهابيين”، وشدد على أن العملية التنموية هي المتضرر من الأعمال الإرهابية، وأن اليمن لن يتحول إلى أفغانستان أخرى . وقال صالح، خلال حفل رسمي في محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن، “ندعو المواطنين إلى الإبلاغ عن أي عمل إرهابي، وليس عيباً من يقوم بذلك ولن يكون مخبراً ومنافقاً بل هو عمل وطني” . وأضاف “إن المتضرر في المقام الأول أمن المواطن والتنمية وليس الرئيس، فقمة التطرف والإرهاب والغلو أن يحمل شخص ما حزاماً ناسفاً ويهدد أمن الطرق، والطالب في الجامعة ونزلاء الفنادق ورجال الأمن في مراكز الشرطة” . واعتبر صالح أن القلاقل الأمنية تقف حائلاً دون عودة رأس المال المهاجر، وقال نبذل الجهود من أجل ذلك ونحن على تواصل مع أصحاب رأس المال الوطني من أبناء حضرموت المغتربين ليستثمروا في صنعاء وفي عدن وفي تعز وفي حضرموت وفي الحديدة، وما يريدونه فقط هو الأمن والاستقرار . وتساءل عن دوافع الإرهابيين، وقال “هل يريدون لنا خلافة إسلامية على غرار أفغانستان التي دمروها، ودمروا كذلك باكستان والصومال والعراق، دمروا كل شيء هذا هو الإرهاب، فماذا يريدون من اليمن إنها عصية عليهم؟” . ودعا صالح إلى الوسطية والاعتدال في الدين، وقال موجهاً خطابه إلى من وصفهم ب “الإرهابيين”، “ما نريده منهم هو أن يمعنوا القراءة في ما كتبه العلماء وفي الكتاب والسنة وأن يتحاوروا مع العلماء المنصفين الوسطيين المعتدلين”، وأردف “اقرأوا كتب الزيدية والشافعية، والصوفية، والسلفية وغيرها من الكتب الدينية وعليكم تحكيم عقولكم” . وسخر صالح من مستويات منتسبي “القاعدة” التعليمي، وقال “أحسنهم حاصل على مؤهل ثالث إعدادي أو أول ثانوي فأمثال هؤلاء جهلة وقطاع طرق ينبغي محاربتهم” . على صعيد مغاير، بارك الحوثيون الذين خاضوا ست حروب ضد الدولة اليمنية أمس، الاتفاق الذي وقعته السلطة وأحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك لاستئناف الحوار السياسي قبل يومين، وقال بيان صادر عن زعيم الحركة عبد الملك الحوثي إن الحركة “تدعم الاتفاق الذي يهيئ الخطوات لإجراء حوار شامل لا يستثني أحداً” . وأوضح الحوثي أن “إنهاء ظروف ومخلفات الحرب في محافظات صعدة وعمران والجوف من الركائز الأساسية لتطبيع الوضع السياسي”، مشيراً إلى أن “الحركة تنتظر أن يتم الوفاء بالتزامات إطلاق كل المعتقلين من دون تأخير أو استثناء، لتجنيبهم وذويهم مزيداً من المعاناة غير المبررة” . وذكّر الأطراف المعنية بأن “السبيل الناجح والعادل لإنهاء شبح الحرب وتطبيع الوضع في المحافظات الثلاث يكمن في البدء فوراً بإعادة الإعمار، وتعويض المتضررين، وإيقاف الاعتقالات، وعودة الموظفين والمنقطعين إلى أعمالهم” . وجدد تأكيد تعاون حركته في هذه المهمة “رأفةً بالمواطنين وحرصاً على التوافق السياسي الذي يخدم الجميع في البلد” . في غضون ذلك، قال الأمين العام لحزب “الحق” اليمني المعارض حسن محمد زيد (يو .بي .آي) إن السعودية تسعى إلى إشعال حرب سابعة في صعدة “من خلال نفوذها القوي” . وأضاف لموقع “سبأ برس” المستقل أن “الحضور القطري في اليمن قد يستفز الجارة الكبرى (السعودية) فتعمل من خلال أصدقائها ومواقع نفوذها على التعجيل بتفجير الأوضاع خصوصاً والإرادة اليمنية للسلام ليست قوية بدرجة كافية للتصدي لقوى الحرب” . وأضاف أن الرغبة في استثمار “جرح صعدة لا تزال كما كانت عليه مما يضاعف من احتمال تجدد المعارك الحرية التي يتمتع بها من شاركوا السلطة في حربها وخسروا الكثير من نفوذهم في مناطقهم، بالإضافة إلى الدور السعودي في اليمن وعدم وضوحه” . على صعيد آخر، خرج المئات في مدينة عدن في مسيرات احتجاجاً على استمرار الانقطاعات في الطاقة الكهربائية، وأحرق المتظاهرون إطارات السيارات في شوارع المدينة، مطالبين بضرورة وضع حد لهذه الحالة خاصة وأن المدينة تعاني حراً شديداً . واعتقلت قوات الأمن العشرات من المحتجين أثناء تفريقها تظاهرات ليلية في شوارع الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد بعد خروج الأهالي إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع التي تعيشها المدينة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي .