كشفت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي صورا نادرة لأحد أكثر المواقع الأمنية حساسية في اسرائيل وهو المفاعل النووي في وادي "الصرار- شوريك" في الجليل حيث تجرى فيه الأبحاث النووية الاسرائيلية. وأشارت القناة الثانية الى أنها المرة الأولى التي يسمح فيها للاعلام بتصوير مفاعل نووي اسرائيلي ، الا ان مراسل القناة للشئون العسكرية روني دانيئيل قال "المخفي يبقى أكثر من المكشوف". واضاف "أن الأبحاث العلمية النووية التي تتم في المفاعل ليست للأهداف المدنية فقط بل لأهداف عسكرية أيضا". وقالت إحدى الباحثات في المفاعل: "إن مهمته هي متابعة النشاطات التي تجري تحت الأرض في العالم ورصد التجارب النووية"، موضحة "بإمكان المفاعل رصد التجهيزات الكورية الشمالية لإجراء تجربة نووية، على سبيل المثال، وحتى قبل حدوثها، من خلال التقاط إشارات وموجات أرضية، متأملة أن يتم المفاعل من رصد أية تجربة نووية إيرانية حال حدوثها". وقال باحث آخر في المعهد: "إنه يتم تطوير وسائل متطورة للعثور على المتفجرات". يذكر ان الباحث الامريكى جون شتاينباك كان قد اكد في ورقة عمل بعنوان "وضع الطاقة النووية فى اسرائيل" قدمها أمام "مؤتمر الطاقة النووية فى الخليج" ان اسرائيل تعد خامس اكبر قوة نووية فى العالم وتمتلك فى ترسانتها نحو 200 سلاح نووى رغم انكارها وعدم تأكيدها المستمر طوال 40 عاما، مشيرا الى انه عندما تتم مناقشة الانتشار النووى فى المنتديات الدولية فإن قضية الترسانة النووية الاسرائيلية الكبيرة كثيرا ما يتم تجاهلها او التقليل من شأنها. واشار الباحث الى ان محتوى البرنامج النووى الاسرائيلى يثير القلق ليس لمنطقة الشرق الاوسط فحسب وانما لكوكب الارض بأكمله، موضحا ان البرنامج ليس هدفه الردع كما تدعى الدولة العبرية ونظرة بسيطة الى حجم ودرجة تعقيد ترسانتها الراهنة التى تكملها استراتيجية قتال كلية تؤكد ذلك. يذكر ان بقاء اسرائيل خارج معاهدة منع الانتشار النووي يتيح لها عدم الالتزام بتأكيد عدم امتلاك اسلحة نووية او الاعتراف بامتلاكها والسماح لمفتشي الأممالمتحدة بدخول منشآتها التي يعتقد محللون انها صنعت الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة. ويعتقد الخبراء على نطاق واسع ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك رؤوسا نووية في الشرق الاوسط. وتتهم اسرائيل ودول غربية ايران بتطوير برنامج نووي هدفه انتاج قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه ايران التي تؤكد ان برنامجها مخصص لاأغراض سلمية. وجاء ادراج بند القدرات النووية الاسرائيلية على جدول اعمال مجلس محافظي الوكالة لاول مرة منذ 50 عاما في ضوء قرار مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية في نيويورك الذي طلب صراحة من اسرائيل بضرورة الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار تمهيدا لجعل الشرق الاوسط خاليا من هذه الاسلحة النووية وحتى تكون هناك حجة قوية تجعل ايران هي الاخرى تتخلى عن انشطتها النووية الحساسة. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد اكدت ان اسرائيل تمتلك قرابة 200 سلاح نووي من بينها صواريخ وقنابل وغواصات ذات قدرات على اطلاق صواريخ نووية، غير انها تتبنى سياسة تقوم على عدم الاعتراف بترسانتها النووية.
