قد يظن كثير من الناس أن أطراف النزاع وبخاصة من أهل الإسلام لابد وأن يكون حتمآ بين محقين ومبطلين وصالحين وفاسدين , وهذا غير صحيح ! فالخلاف شعب وأنواع متعددة ,لكن ربما يكون أقرب وصف له هو فساد العلاقة البينية بدليل أن الصحابة الذين تنازعوا حتى تقاتلوا كانوا صالحين وإن تفاوتوا في أيهما أقرب إلى الصواب !لكن العلاقة بينهم شابها شئ من فساد ذات البين كما في الحديث (إياكم وفساد ذات البين .....)الحديث. حتى تمت المصالحة بينهم في عام الجماعة بتنازل الحسن لمعاوية رضى الله عنهما. ومن هنا كان لابد من إدراك محورين أساسين في الخلاف الأول:معرفة دوافع الخلاف فقد يكون مصلحة أونفوذآ أوموارد أوقيميآ وهوية! فربماكان المعلن قيميآودينيآ والمخفي مصلحيآ أو شخصيآ! الثاني:معرفة أطراف النزاع فقد تكون. أ_مباشرة ومعلنة ! ب_ وقد تكون خفيةمتوارية غير ظاهرة وإنما هي مساندة تعنى أساسآ بمآلات النزاع لدوافع وأغراض متعددة وهذا كثير! لذا فإن البحث والتقصي مهم جدآ في قضايا الخلاف وكيفية الترشيد والتعامل معها لما لذلك من أهمية في عصرنا الحالي الملئ بالتجاذبات والإستقطابات المحلية والإقليمية ! على أن كثيرآ من الخلافات بين أبناء الوجهة الواحدة أو المتقاربة متوهمة أومفتعلة بنيت على شفا جرف هار صعب على أصحابها أن يتراجعوا عنها لما قد شاع عنهم من تبنيها والدعوة إليها . ولأجل ماسبق وغيره جاء تعظيم إصلاح ذات البين والتنويه بفضله في كتاب الله (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) (إنما المؤمنون إخوة فإصلحوا بين أخويكم) وكذا في السنة المطرة. وبالمقابل تظافرت النصوص في ذم التفرق والتنازع لما لذلك من عواقب وخيمة على قوة الأمة ونهضتها وحضارتها وصدق الله (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ومع ذلك فإن وقوع الإختلاف كما يرى الحكماء أمر ضروري لابد منه لتفاوت أفهام الناس وإراداتهم وقوى إدراكهم ! ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوان نعضهم على بعض. فالبدار البدارإلى الألفة وإصلاح ذات البين بين أبناء الشعب اليمني عمومآ ومن يحملون مشاريع نافعة على وجه الخصوص قبل فوات الأوان والندم ولات حين مندم. وعلى الله قصد السبيل.