يشهد ميدان التحرير وسط القاهرة تجمعا لحشود ضخمة وصلت تلك الحشود الى اكثر من مليون من المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، حيث امضى آلاف منهم ليلتهم استعدادا لما بات يعرف ب "جمعة الرحيل"، اي رحيل مبارك من السلطة. ويواجه الرئيس مبارك ضغوطا داخلية متزايدة مصدرها المظاهرات الضخمة المستمرة في القاهرة ومدن مصرية اخرى منذ نحو اسبوع، وخارجية مصدرها واشنطن وعواصم غربية اخرى، الا انه يصر على ان رحيله الآن سيعني الفوضى، وان جماعة الاخوان المسلمين ستستولي على السلطة في البلاد. وفي تطور لافت قال البيت الابيض انه يجري حاليا مناقشات مع شخصيات مصرية بارزة لضمان انتقال سلمي فوري ومنظم للسلطة. وتشير التقارير الى ان احد الخيارات المطروحة الاستقالة الفورية لمبارك وتسليم السلطة الى مجلس دستوري من ثلاثة اشخاص. ولم ينف المسؤولون الامريكيون هذا الخيار، لكنهم اكدوا على وجود خيارات اخرى قيد الدرس، وان كافة القرارات لا بد ان تصدر من الشعب المصري. وقد تحدث نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مع نظيره المصري عمر سليمان، ودعاه الى انجاز انتقال فوري الى حكومة ديمقراطية تحقق طموحات ورغبات المصريين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الاجراءات التي اتخذتها السلطة المصرية بهدف التحول السياسي ليست كافية، وان الحكومة ستفقد المصداقية اذا فشلت في منع وقوع المواجهات والعنف في احتجاجات اليوم. واضاف كاميرون في بروكسل حيث تعقد قمة الاتحاد الاوروبي: "قلنا بوضوح ان على مصر القيام بمبادرات للبرهان على وجود سبيل واضح وشفاف يحقق التحول". واوضح قائلا: "اذا رأينا اليوم في شوارع القاهرة اعمال عنف منظمة من قبل النظام او اللجوء الى البلطجية ليهاجموا المتظاهرين، فستفقد مصر ونظامها ما تبقى من رصيدها من المصداقية والدعم في الغرب بما في ذلك في بريطانيا".