في الوقت الذي يواصل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اصراره على عدم الرحيل والتمسك بالسلطة ، أيدت كلا من روسيا والصين المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي صالح خلال ثلاثين يوما من تاريخ التوقيع عليها ، فيما رحبت المعارضة بهذا التأييد وكان مبعوث للرئيس الروسي قد وصل الى صنعاء أمس الثلاثاء وسلم الرئيس صالح رسالة من نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف أكد فيها دعمه للمبادرة الخليجية لإنهاء الازمة السياسية في اليمن. ويأتي هذا الدعم والتأييد الروسي في وقت يرفض فيه صالح التوقيع على المبادرة الخليجية بصفته رئيسا للجمهورية ويرفضها شباب الثورة لأنها تعطي ضمانات للرئيس صالح وأفراد أسرته وأركان حكمه بعدم ملاحقته قانونيا وسط إتهامات للرئيس صالح بأنه يسعى الى كسب المزيد من الوقت من وراء المبادرة الخليجية لترتيب أرواقه السياسية. وتتحدث مصادر مطلعة أنه في حال صدر موقف رسمي من دول الخليج حول رفض صالح للمبادرة الخليجية التي تعد أصلا هي مبادرة الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية , ستباشر الأممالمتحدة في عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد صالح وهو وما يعني سقوط الشرعية الدولية على صالح , واعتراف أممي بالشرعية لشباب الثورة في اليمن . ويسود ترقب دولي صدور موقف رسمي من الدول الخليج حتى تتخذ الخطوة الأخيرة لنزع الشرعية الدولية عن صالح بعد أن نزعت الثورة اليمنية الشرعية منه داخليا . وكان صالح الذي يحاول التهرب بأي وسيلة من التوقيع على المبادرة الخليجية قد قدم قائمة جديدة تتضمن 560 شخصية مدنية وعسكرية لتقديم ضمانات لهم وعدم ملاحقتهم قانونياً . في غضون قام نظام صالح بقطع التموينات عن المواطنين وخصوصا الغاز المنزلي والكهرباء والوقود ما رفع معاناة المواطنين في مختلف محافظات اليمن وتوقفت الكثير من المحال التجارية والأعمال نتيجة انقطاع الكهرباء. وقد ارتفعت في الأيام الأخيرة وتيرة انطفاءات الكهرباء لتنقطع ما يزيد عن 15 ساعة يوميا في المدن الرئيسية أما الآرياف فلم تصل إليها الكهرباء منذ أيام.. فيما منعت قاطرات البترول ووقود السيارات عن العاصمة ومناطق أخرى. وعلق محللون على ذلك بالقول "إن صالح وأجهزته الأمنية والوحدات العسكرية التابعة لنجله ينفذ "عصيانا رئاسيا" بقطع الطرقات ومنع المواد التموينية لمعاقبة الشعب.. في الوقت يدعو فيه شباب الثورة في الساحات إلى عصيان مدني". وازدادت معاناة المواطنين في مختلف أنحاء اليمن مع الشهر الثالث للتوالي منذ اندلاع الثورة، وقد أصبحت بلا حكومة ولا خدمات، حيث منعها صالح.