في الوقت الذي يواصل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اصراره على عدم الرحيل والتمسك بالسلطة ، أيدت كلا من روسيا والصين المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي صالح خلال ثلاثين يوما من تاريخ التوقيع عليها ، فيما رحبت المعارضة بهذا التأييد. واعتبر الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان "ان الدعم الروسي للمبادرة الخليجية مكملا لحلقة الاجماع الدولي على ضرورة تغيير النظام في اليمن والبدء الفوري بانتقال امن وسلس للسلطة". ونقل موقع "مأرب" اليمني عن ناطق المشترك قوله: "نحن نثق بأن الأصدقاء الروس سيكون موقفهم ايجابيا لصالح الشعب اليمني من خلال تأييدهم للمبادرة الخليجية والضغط على النظام لتنفيذها" ، مشيرا الى "ان روسيا لها تاريخ عريق في دعم نضالات الشعوب التحرير". وكان مبعوث للرئيس الروسي قد وصل الى صنعاء أمس الثلاثاء وسلم الرئيس صالح رسالة من نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف أكد فيها دعمه للمبادرة الخليجية لإنهاء الازمة السياسية في اليمن. ويأتي هذا الدعم والتأييد الروسي في وقت يرفض فيه صالح التوقيع على المبادرة الخليجية بصفته رئيسا للجمهورية ويرفضها شباب الثورة لأنها تعطي ضمانات للرئيس صالح وأفراد أسرته وأركان حكمه بعدم ملاحقته قانونيا وسط إتهامات للرئيس صالح بأنه يسعى الى كسب المزيد من الوقت من وراء المبادرة الخليجية لترتيب أرواقه السياسية. وتتحدث مصادر مطلعة أنه في حال صدر موقف رسمي من دول الخليج حول رفض صالح للمبادرة الخليجية التي تعد أصلا هي مبادرة الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية , ستباشر الأممالمتحدة في عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد صالح وهو وما يعني سقوط الشرعية الدولية على صالح , واعتراف أممي بالشرعية لشباب الثورة في اليمن . ويسود ترقب دولي صدور موقف رسمي من الدول الخليج حتى تتخذ الخطوة الأخيرة لنزع الشرعية الدولية عن صالح بعد أن نزعت الثورة اليمنية الشرعية منه داخليا . وكان صالح الذي يحاول التهرب بأي وسيلة من التوقيع على المبادرة الخليجية قد قدم قائمة جديدة تتضمن 560 شخصية مدنية وعسكرية لتقديم ضمانات لهم وعدم ملاحقتهم قانونياً . أحلام شباب الثورة
من جهتها أكدت قيادات المعارضة "ان خياراتها مع الشباب، وأنه لن تكون هناك صفقات سياسية على حسابهم، حتى لو تم توقيع الاتفاقية مع النظام، لأن الاتفاقية تترجم في نهاية المطاف أحلام الشباب والمتمثلة في رحيل الرئيس وإيجاد دولة مدنية". وجاء ذلك في زيارة لقيادات المعارضة إلى ساحة التغيير وأبرزها رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوه والشيخ صادق الأحمر شيخ مشائخ حاشد، والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني الذين زاروا الجرحى والمصابين في المستشفى الميداني بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، ولقوا ترحيباً واسعاً من المعتصمين، لاسيما بعد أن رددوا من على منصة التغيير الشعارات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح . وحيا باسندوه المعتصمين في ساحات وميادين الحرية والتغيير في مناطق اليمن كافة، على ما أسماه “صمودهم وتضحياتهم في سبيل إنجاح ثورتهم السلمية المطالبة بتغيير النظام”، مخاطباً الشباب المعتصمين بالقول "إن دور اللقاء المشترك وشركائه مكمل لنضالكم في ساحات وميادين الاعتصام، ومتبنياً لأهدافكم في إسقاط هذا النظام". ونقل موقع "نشوان" اليمني عن باسندوه قوله معلقا على المبادرة الخليجية "إن المبادرة الخليجية تهدف إلى تحقيق الإرادة الشعبية المتمثلة في رحيل النظام الذي أصبح اليوم محشوراً في زاوية ضيقة بعد رفضه التوقيع عليها، وهو ما أثبت للوسطاء عدم جدية هذا النظام الإيفاء بالتزاماته، وأن ما يتعلل به مجرد مناورة". من جهته حيا الشيخ صادق الأحمر زعيم كبرى قبائل اليمن شباب ثورة التغيير على صمودهم في ساحات وميادين الحرية والتغيير من أجل إنجاح ثورة التغيير السلمية المطالبة برحيل النظام. وقال مخاطباً الشباب: "نحيي صمودكم ونؤكد لكم أن ثورتكم لن تسرق ولن تصادر، كما يروج لذلك الطابور الخامس"، وتعهد الأحمر لمعتصمي ساحة التغيير باستمرار الاعتصامات حتى تحقيق كل أهداف الثورة بعد رحيل النظام ورموز حكمه، محذرا المعتصمين من "الطابور الخامس" الذي يسعى إلى إجهاض ثورتهم السلمية عبر ما يبثه من شائعات كاذبة. من جانبها رحبت المعارضة على لسان الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان، بما أسماه "الدعم الروسي للمبادرة الخليجية التي تقضي بتنحي الرئيس صالح عن السلطة وتسليم صلاحياته لنائبه". واعتبر قحطان "أن الدعم الروسي للمبادرة الخليجية مكمل لحلقة الإجماع الدولي على ضرورة تغيير النظام في اليمن، والبدء الفوري بانتقال آمن وسلس للسلطة"، مشيرا إلى أن المعارضة تثق بأن "الأصدقاء الروس سيكون موقفهم إيجابياً لمصلحة الشعب اليمني من خلال تأييدهم للمبادرة الخليجية والضغط على النظام لتنفيذها، فروسيا لها تاريخ عريق في دعم نضالات الشعوب من أجل التحرير". عصيان رئاسي
في غضون ذلك ذكر موقع "نشوان" ان نظام صالح قام بقطع التموينات عن المواطنين وخصوصا الغاز المنزلي والكهرباء والوقود ما رفع معاناة المواطنين في مختلف محافظات اليمن وتوقفت الكثير من المحال التجارية والأعمال نتيجة انقطاع الكهرباء. واشار الموقع اليمني المعارض الى ان عبوات الغاز المنزلي ممنوعة من الوصول إلى المواطنين بينما وزعت فقط على أنصار الحزب الحاكم. وقد ارتفعت في الأيام الأخيرة وتيرة انطفاءات الكهرباء لتنقطع ما يزيد عن 15 ساعة يوميا في المدن الرئيسية أما الآرياف فلم تصل إليها الكهرباء منذ أيام.. فيما منعت قاطرات البترول ووقود السيارات عن العاصمة ومناطق أخرى. وعلق محللون على ذلك بالقول "إن صالح وأجهزته الأمنية والوحدات العسكرية التابعة لنجله ينفذ "عصيانا رئاسيا" بقطع الطرقات ومنع المواد التموينية لمعاقبة الشعب.. في الوقت يدعو فيه شباب الثورة في الساحات إلى عصيان مدني". وازدادت معاناة المواطنين في مختلف أنحاء اليمن مع الشهر الثالث للتوالي منذ اندلاع الثورة، وقد أصبحت بلا حكومة ولا خدمات، حيث منعها صالح.