أدى رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التنحي إلى تزايد الضغوط على البيت الأبيض لقطع المساعدات الأمريكية عن اليمن.ويرى محللون أنه ليس من المرجح أن يحدِث ذلك فارقا كبيرا في وضع يتدهور بسرعة كبيرة رغم جاذبية هذا الخيار، مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدة ليس أمامها فيما يبدو خيارات جيدة فيما يتعلق باليمن كما ليس لديها تأثير يذكر على مسار الأحداث هناك رغم أنها ترسل نحو 300 مليون دولار من المساعدات إلى اليمن سنويا. وقال جريجوري جونسن وهو خبير في شؤون اليمن: "إن الولاياتالمتحدة أمضت وقتا كبيرا في التحرّي حول شكل الدولة التي ستكون بدون صالح وأعاقها الخوف من قدر أكبر من الاضطرابات". وأردف: "السؤال الذي كانوا يحتاجون إلى طرحه هو: ماذا سيكون شكل اليمن إذا استمر الرئيس صالح في حكمه.. ما أدركته الولاياتالمتحدة هو أن الشكل الذي سيبدو عليه اليمن إذا ظل الرئيس صالح في السلطة سينطوي على مشكلات عدة بالنسبة للولايات المتحدة وخاصة بالنسبة للاعتبارات الأمنية للولايات المتحدة." لكن عندما يتعلق الأمر بالخيارات في اليمن يرى جونسون أنه لا توجد حلول سهلة، وأضاف: "أعتقد أن ما يحدث حاليا هو خارج نطاق التدخل الخارجي." ويؤكد الخبراء أن قطع المساعدات لن يؤدي سوى إلى تراجع النفوذ الأمريكي أكثر في بلد له أهمية محورية لجهود الولاياتالمتحدة في محاربة "الإرهاب" كما أنه ليس من المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تغيير حسابات صالح فيما يتعلق بمسألة رحيله عن السلطة. وقبل أحدث رفض لصالح للتوقيع على اتفاق لتسليم السلطة الأحد قال مسئول أمريكي لرويترز: إن جون برينان مسئول البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب اتصل بصالح بنفسه للضغط عليه كي يقبل الاتفاق رسميًا. وحذر برينان من أنه في حالة عدم حدوث ذلك فسوف تنظر واشنطن في خيارات أخرى، ولم يتضح بعد ما إذا كان البيت الأبيض سينفذ تهديداته. وهناك اتفاق بين الخبراء على أن النفوذ الأمريكي محدود فيما يتعلق باليمن. وقالت باربرة بودين وهي سفيرة أمريكية سابقة في اليمن لرويترز: "ما هي الخيارات المتاحة لدينا لفرض تسوية ما.." وأضافت: "لا أعتقد حقا أن العقوبات ستساعدنا على حسم المسألة... وبالطبع التهديدات لن تفلح". وتدهور الوضع في العاصمة اليمنيةصنعاء بصورة كبيرة في الأيام القليلة الماضية. فقد أسفرت معارك بالأسلحة النارية بين مؤيدي صالح ومعارضيه عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً منذ يوم الاثنين. هذا بالإضافة إلى عشرات قال مسئول حكومي في اليمن: إنهم قتلوا خلال اشتباك بين الطرفين مساء الأربعاء.