لوحة سطّرها مجموعة من المشردين والمجانين والبؤساء والباحثين عن وطنهم صمتاً وحباً والذين فقدوا عذرية حريتهم ذات وطن.. ذات صباح ثوري خالٍ من أي قطرة نوم وقطعة نقدية أيضاً، تنفس الوطن مجموعة من المتشردين والمجانين والبؤساء الذين فقدوا عذرية حريتهم في وطن لا يشعرون به إلا في بقعة جغرافية تحدها الوطن أيضاً!. وحين جنون ملتحف الجوع والحلم بكسرة "خمير" وكأس شاي على أنغام فيروز؛ تم تسطير هذه الأنفاس الوطنية، ويرجى عدم التبرؤ منهم.. المجنون الكبير والأكثر تواضعاً فتحي أبو النصر: المسألة باختصار شديد " وطن أولا وطن" لقد تعامل معنا النظام السابق كأسرى حرب، أما الآن فحلمنا جميعاً بعض وطن حقيقي لا يستثني أحدا.. يكفي هذه الثورة أنها جعلتنا نسترد الأحلام التي تسربت منا في تواطؤ من العمر المقهور فيما أجيال بكاملها كانت في ضياع وطني رهيب؛ جراء نظام مأزوم بغيض كنظام علي عبدالله صالح العائلي.. المشرد القادم من الجنوب.. ماجد الشعيبي: الوطن هو أنا حين أكون في الضالع ولا أجد من يشتمني بالوحدة، وحين أكون في صنعاء ولا أحد ينعتني بالانفصال.. الوطن هو أنا بكل تفاصيلي الغامضة.. وطني حر مثلي حين أرتدي ما هو ممنوع في أوقات ليست مناسبة لذلك.. الوطن يشبهها حين نادتني ويوم أحببتها ومشهد قتلي!. فاقد عذرية حريته والباحث عن اللاهوتية.. مختار الصبري: أحلم بأن تصبح اليمن فلسفة صوفية ليس فيها إلا الحب ديناً ونظاماً وحياة كي نصل إلى الله وننعم بإنسانيتنا الحقيقية. البائس من واقعه قبل الحالي.. شادي ياسين: حينما فقدنا الإحساس بانتمائنا لهذا الوطن بعد هفوات النظام المتكررة على مدى سنوات عديدة، وعبثية صالح على قوام 25 مليون يمني، انبرى فينا الحنين لإيجاد هذا الوقع الانتمائي بعدما اُغتصب في لحظة غفوة شعبية لم تفق منها حتى وقت قريب.. الآن وفي زخم الثورة المجيدة شعرنا بالوطن، بالانتماء، انبلجت فينا بشائر التلاحم، بدأنا نقترب من الاصطفاف لا التبدد.. الوطن بكل تأكيد أجمل بدون صالح وزمرته.. الوطن خيمة تهز دار الرئاسة، تبدو ساحات النضال مؤكدة على ذلك.. الصامت وقت الضجيج والمزعج حين الصمت.. حمزة الحمادي: كالعادة.. حمزة الحادي لم يقل شيئاً عن وطنه مكتفياً بقوله "بكتب خلال هذه اليومين" وظل صامتاً كلما طلبتُ منه أن يختصر وطنه في بضع كلمات الباحث عن حنان الوطن في عيون الريم.. عبدالرزاق العزعزي: أما أنا.. فأبحث عن وطن دافئ أشعر بسيادته وكرامته ولا يحوي شيخ يبطش بي أو ضابط يصفعني كلما أراد إذلالي، أو عسكري يبتزني ويأبى تأدية واجبه إلا بأجرته.. أبحث عن وطن يشعرني بآدميتي.. بأني إنسان محترم في وطني وخارجه.. آمنت إيماناً تاماً أن الثورات التي تولد لا تموت ولا تقمع ولا تعصف بها أي رياح سوى تحقيق المطالب التي أخرجت الأحرار إلى الساحة؛ بسلمية تامة، وجعلتهم يواجهون أمطار الرصاص بصدورهم فقط؛ وآمنت أيضاً أن نفس الثورات تدلني على وطني المفقود.. باختصار.. الوطن هو عيون "ريم" وموسيقى أنفاسها وتراتيل أربع أحرف تنطق بها لتخترق قلبي فترعشه كما الكهرباء، وهو نحنحاتها حين تحاول تقليدي بأنوثة فتشعرني بعديد حب لا يسحقه بطش أي حاكم مستبد.. يمنات