بعد تواتر الأنباء عن توافد العديد من المسلحين من محافظات اخرى الى محافظة البيضاء تنادى كبار مشائخ واعيان ووجهاء وعلماء وابناء وقادة الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالبيضاء الى عقد اجتماع لمناقشة الموضوع والخروج برؤى وقرارات موحدة تجاه هذا الموضوع وبالفعل عقد بقاعة فندق البيضاء بلازا الاسبوع الماضي اجتماعاً موسعاً حضره جمع غفير من مشائخ ووجهاء واعيان وعلماء والقيادات الحزبية والسياسية بالمحافظة وفي اللقاء اكد مشائخ ووجهاء وعلماء محافظة البيضاء انهم سيقفون صفاً واحداً لحماية محافظتهم والتصدي بحزم لمن تسول له نفسه المساس بأمن المحافظة واستقرارها . وأكد المجتمعون وقوف أبناء المحافظة بكل انتماءاتهم الحزبية والقبلية في وجه كل من يطمع في النيل من امن المحافظة واستقرارها والمساس بمكتسباتها كائناً من كان ، مؤكدين أن أمن المحافظة مسئولية الجميع ، ولن يسمح أبناء البيضاء بنشر الفوضى في محافظتهم . وفي الاجتماع التي استفتح بتلاوة آي من الذكر الحكيم للأستاذ/ مختار محمد النقيب القيت عدد من الكلمات استهلها الشيخ الرصاص بن حسين بكلمة قال فيها : " نسمع اليوم اخبار من هنا وهناك ان هناك تحركات وتحرشات بالبيضاء من اياد تخريب ، بقصد تسليم محافظة البيضاء والاستيلاء عليها من قبل جماعات مسلحة " . مضيفا ان البيضاء نائمة وتجنح وتبحث عن السلم ، ولكنها اذا قامت فانها ستكون وبالا على من تحداها ، وعلى من يريد ان يدخلها – وفقاً لقوله - . و ألقى الشيخ علي عبدربه العواضي كلمة استعرض فيها تاريخ ونضال أبناء البيضاء ومواقفهم الوطنية ، وما تمر به البلاد في الظروف الراهنة قائلاً : " ونحن نعيش هذه الأحداث المتسارعة في اليمن ، يجب أن يكون لهذه المحافظة وأبناءها دور بارز وفاعل ، كما كان لأبناءها الشرفاء الأبطال شرف الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وترسيخ دعائم الثورة والجمهورية وكان أهم تلك المواقف فك حصار السبعين يوما عن العاصمة صنعاء بقيادة الشيخ الشهيد / احمد عبدربه العواضي وكوكبة كبيرة من قيادات وأبناء محافظة البيضاء والمنطقة الشرقية كافة " . وأضاف العواضي : " انه يجب أن يكون لمحافظة البيضاء الدور ذاته في الحفاظ على الوطن ووحدته ومكتسباته بشكل عام والبيضاء بشكل خاص ، من ان تصبح منطقة صراع ، وعدم الاختلاف والتصارع بين أبناء المحافظة ، كون الخلاف والصراع لن يغير شيء من مجريات ما يحدث في البلد ، و أنما سيفرق الصف والكلمة ويزرع الضغائن " . وتابع العواضي : " أننا جميعا نؤمن بالتغيير وندعو إليه وننشده ، ولكن إلى الأفضل ، وننبذ العنف بكل أشكاله وصوره ، بغض النظر عن اختلافنا حول طرق التغيير ، ولكننا نتفق عليه ، مضيفا : أن حضورنا اليوم من دافع الحرص والمسئولية وبما يحتمه علينا واقعنا وتاريخنا المشرق الذي حاول البعض سرقته وإهماله وما تمليه علينا وطنيتنا يجب ان نقف وقفة جادة وصادقة في صف الوطن والشعب وان نتجرد من انتماءتنا السياسية لصالح الوطن والشعب وان نكون سداً منيعاً وحاجزاً قوياً امام كل عابث ومفسد ومخرب في محافظتنا خاصة والبلاد بشكل عام " . واضاف الشيخ العواضي : " أننا لسنا ببعيد عما حدث ويحدث في بعض المحافظات المجاورة وغيرها من محافظات الجمهورية ، وعلينا ان نمنع تكرار ماحدث فيها في البيضاء ، ولن يكون ذلك الا بتظافر جهود الجميع في هذه المحافظة ، مشائخ وعلماء وعقال وسلطة ومعارضة وجيش وامن وشباب ومثقفين وادباء وسياسيين وكل فئات المجتمع وستكون البيضاء بيضاء بإذن الله " .. والقى الشيخ عبدالوهاب الحميقاني كلمة عن العلماء تطرق فيها الى ما تعانيه المحافظة من الفرقة والشتات نتيجة اختلاف ابناءها ، وحاجة البيضاء الى مثل هكذا اجتماعات لتوحيد الصف ومناقشة وحل قضايا المحافظة . واضاف : " سمعتم ما تناقلته وسائل الاعلام ان هناك تحركات من بعض الجهات لخلق وضع امني غير مستقر في محافظة البيضاء ، قد يكون لحسابات سياسية وتصفية حسابات ، والخسارة لن تكون في الاول والاخير الا على البيضاء واهلها اذا شبت نار الفتنة فيها . وقال : " الذي يدير الفتن هو يديرها لمصالح لكن الفتنة ستأكل المصالح والرجال ، ونحن نريد من جميع أبناء المحافظة مشائخ ووجهاء وعقال وافراد موقف موحد ، مضيفاً : لا ينبغي لنا مهما اختلفنا في المواقف ان نجعل من محافظتنا ميدان للصراع ، وان نرضى ان تكون ميدان للفتنة ، وان تكون ورقة يقدمها زيد او عمر لتحقيق مكسب سياسي ، او ورقة خارجية لتحقيق مخرج من مأزق هو يعيشه ، ونحن نسمع عن جماعات مسلحة وبعدين قلب الامور وتلبيسها غير لباسها وتسمية الامور غير مسماها " . وأكد الحميقاني : " عندنا من المعلومات والوثائق وستأتي الايام وتكشفها ، هناك تنسيقات من بعض الجهات وبعض المسئولين – اقولها بصراحة – مع بعض الجهات ، علاقات واجتماعات وتنسيقات واسلحة وذخائر ، ونحن لا نريد ميليشيات مسلحة في محافظتنا ولاجماعات مسلحة ، نريد موقف موحد ضد كل ذلك " . من جانبه أكد الشيخ علي بن احمد الرصاص أن الاجتماع هو من اجل سلامة محافظة البيضاء وأبناءها وأمنها واستقرارها ومن فيها . وأضاف : " لا نريد ان نصبح مضروبين من جهتين ، ولا نريد ان نصبح نتسول لأكياس المتحدة ، وهذا ما يجب ان يفهمة الجميع ، وكل ما يهمنا هو امن البيضاء وأهلها والحفاظ عليها – حد تعبيره - " . كما القى الدكتور احمد محمد المرزوقي كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية و منظمات المجتمع المدني قال فيها : لايخفى على الجميع مايتعرض وطننا الحبيب عامة ومحافظتنا على وجه الخصوصمن محاولات حثيثة لجر البلاد الى صراعات دموية مختلفة ومن منطلق الحرص الشديد على محافظتنا والذي يعتبر امنها واستقرارها من اهم اولوياتنا جميعاً فاننا نساند ونؤيد ونشارك في الجهود التي تسعى للحفاظ على امن واستقرار المحافظة ومنها لقاءنا هذا والذي نأميل ان يخرج بقرارات تحقق الهدف الذي اجتمعنا من اجله وهو حماية المحافظة وعدم ادخالها في صراعات دموية تهلك الحرث والنسل وتهدد السكينة العامة وهذا واجب شرعي اكد علينا ديننا الاسلامي واننا نؤكد في هذا المقام ان ابناء المحافظة بمحتلف انتماءتهم القبلية والحزبية والسياسية تشكل لحمة واحدة مهما تباينت وجهات النظر والاجتهادات فان التفاهم والتشاورهو الطريق الامثل والاسلم لحل كافة الاشكالات والصعوبات ووضع الحلول المناسبة لها ان جميع ابناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم ، وكلمة عن شباب الثورة القاها الأستاذ ناصر العزاني قال فيها نيابة عن شباب الثورة السلمية بمحافظة البيضاء المحافظة الثائرة دوماً والتي اقصى هذه النظام كل ثوارها الاحرار واانا وقفنا ضد الظلم والطغيان ودنعوكم لمناصرة هذه الثورة البيضاء ونعاهدكم ان ثورتنا بيضاء سلمية سلمية حت وان طالت مئات السنين، ولن نحمل السلاح وصدر عن الاجتماع بيان تلاه الشيخ محمد عبد القادر سعد العبدلي قال ان الاجتماع عقد على أساس من حب الوطن والحرص على حمايته وأبنائه مجرداً عن الخلافات السياسية والحزبية وبعيداً عن التأثيرات المختلفة ، و تأسيساً على المواقف المشرفة لأبناء محافظة البيضاء وما قدموه من تضحيات وشهداء دعم للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وإنتصاراً لتلك المواقف التاريخية ، وهو لمناقشة الجانب الأمني استشعاراً من ابناء المحافظة بالمسئولية الوطنية تجاه اليمن الكبير ومنها محافظتهم وما يستوجبه هذا الجانب من أهمية للوقوف والمساندة الفاعلة لرجال القوات المسلحة والأمن الذين هم جيش وأمن الشعب والوطن ومن أقدس واجباتهم الدفاع عن الأمن والاستقرار للسكينة العامة ومواجهة أي طارئ يزيد الطين بله ، خاصة وأن هناك إشاعات عن أطماع تستهدف المحافظة وأمنها واستقرارها وتطال مكتسباتها وسلامة أبنائها وتشويه تاريخها المشرق وذلك من قبل بعض الجماعات المسلحة " . وقال البيان : " إن المجتمعين الذين وقفوا أمام مثل هذه الشائعات بمسئولية وصدق يعلنون وبالصوت العالي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن وأستقرار محافظة البيضاء بكل مديرياتها العشرين فإنهم سيقفون صفاً واحداً مع رجال القوات المسلحة والأمن في وجه كل من يطمع في النيل من أمن المحافظة وأستقرارها أو المساس بأي من مكتسباتها كائناً من كان ، مؤكدا أن الإيجابية الفاعلة في هذه الظروف تجاه أي طارئ من هذا القبيل يعتبر المقياس الحقيقي للوطنية والتضحية بل ويمثل بحق مطلباُ دينياً ملحاً يعبر عن صدق الإيمان وصفاء العقيدة . وفي نهاية الاجتماع وقع المجتمعون وثيقة عهد على حماية البيضاء وان كل شيخ من مشائخ المحافظة مسئول عن مديريته ومنطقته وحمايتها من أي تواجد للميليشيات والجماعات المسلحة ، والحفاظ على امن المحافظة واستقرارها ، كما تم تشكيل لجنة للتنسيق مع كافة ابناء المحافظة ومتابعة أي مستجدات .