تشهد مدينة تعز انتشاراً ملحوظاً لمجاميع مسلحة في ظاهرة مقلقة من إمكانية عودة العنف إلى المدينة حيث الرصاص يلعلع في سمائها ليلاً ونهاراً محدثاً قلقاً في السكينة العامة. يأتي ذلك وسط تناقل أنباء متواترة عن قيام قيادات موالية للنظام باستقدام مسلحين من خارج المحافظة حيث يتم تزويدهم بالأسلحة والمعدات وإحداثيات بعض المواقع وذلك لغرض إحداث حالة من الفوضى العارمة. ورجحت مصادر أن يكون ذلك في إطار خلط الأوراق التي يلعب بها بقايا النظام ومحاولة تكرار سيناريو أبين ورداع وذلك بتمكين جماعات دينية متطرفة تحمل فكر القاعدة من فرض سيطرتها على المدينة. وحذر مصدر ممن يطلقون على أنفسهم "صقور الحالمة" من مغبة ما يقوم به قائد الحرس الجمهوري مراد العوبلي ورئيس فرع المؤتمر الشيخ جابر عبدالله غالب من دعم ورعاية لتلك المجاميع, مؤكداً في الوقت ذاته أن " تعز لن تكون لقمة سائغة لهم" وأنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" إزاء ما يحصل. إلى ذلك أكدت مصادر أهلية لمراسل الاشتراكي نت ما تناقلته أنباء عن إصابة مواطن جراء اشتباكات نشبت بين مسلحين ونقطة تابعة للشرطة العسكرية في منطقة الستين وذلك في ساعة متأخرة من مساء امس الأربعاء. فيما سمع في الساعات الأولى من فجر اليوم إطلاقاً للأعيرة النارية صادرة من أسلحة متوسطة من جهة جبل الجرة في منطقة وادي القاضي. وعلى صعيد الاحتجاجات اليومية التي تشهدها المدينة, فقد احتشد أطباء المشافي الحكومية في تظاهرة غاضبة وذلك للمطالبة بإقالة مدير مستشفى الثورة العام عبدالملك السياني المتهم بالتواطؤ مع الجهات الأمنية في تحويل مستشفى الثورة إلى ثكنة عسكرية أثناء موجة العنف التي اجتاحت مدينة تعز خلال الفترة المنصرمة. وندد المتظاهرون بما أسموه التجاهل المتعمد لمدير مكتب الصحة والوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة لمطالبهم , مؤكدين استمرار اعتصاماتهم الاحتجاجية حتى تنفيذ كافة مطالبهم المشروعة , كما طالبوا بضرورة معالجة القضايا القائمة في القطاع الصحي بالمحافظة , داعين زملائهم في كافة المرافق بتعز إلى الالتحاق بموجة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات والى مواصلة الاعتصامات السلمية حتى يتم تحقيق كافة المطالب. من جانب آخر تتواصل حركة الاحتجاجات الطلابية, حيث تواصل طالبات مدارس "خديجة" و" أسماء" و"نعمة رسام" احتجاجاتهن المطالبة بإقالة مديرات تلك المدارس لما يقمن به من أعمال تعسفية بحق الطالبات. وأكدت إحدى طالبات مدرسة أسماء للبنات في منطقة صالة عن قيام مسلحون يوصفون ببلاطجة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتخويفهن كما باشر بعضهم الاعتداء الجسدي على طالبة ومعلمة في سابقة خطيرة وسط تنديد من قبل الأهالي. وخرج شباب الثورة صباح اليوم في مسيرة جماهيرية حاشدة جابت عدة شوارع في المدينة رفضاً للحصانة وللمطالبة بمحاكمة القتلة وتأكيداً على مواصلة الفعل الثوري حتى تتحقق كامل أهداف الثورة السلمية .