أقدمت قوات تابعة للحرس العائلي ظهيرة اليوم على قصف منزل عبدالحميد البتراء عضو مجلس النواب وأحد الذين أعلنوا انضمامهم للثورة, يأتي ذلك إثر المشادة الكلامية التي حدثت بين البتراء والعميد مراد العوبلي قائد الحرس الجمهوري بتعز في مكتب محافظ المحافظة على خلفية حديث البتراء عن رحيل صالح ومغادرته البلاد. وكان العوبلي قد قام بتهديد البتراء بالتصفية الجسدية, وبحسب شاهد عيان فقد وصف خروج العوبلي من مكتب المحافظ "وهو بحالة غضب شديدة و عينيه تمتلئ شرراً". وكانت ثلاثة أطقم عسكرية ومدرعتين قد أرسلها العوبلي إلى منزل البتراء الكائن في منطقة الحوبان من المدخل الشرقي للمدينة, وفور وصولها قام أفراد الحرس بإطلاق أعيرة نارية بشكل كثيف على المنزل وبدون سابق إنذار , كما قاموا بتطويقه ونصب نقطة عسكرية على مقربة منه. إلى ذلك تناقلت أنباء متواترة أن قاعدة طارق الجوية تشهد توتراً متصاعداً وغير مسبوق عقب تعزيزات عسكرية وصلت اليوم لمحاصرة الاحتجاجات المتصاعدة هناك. وكانت قوات الحرس بقيادة العوبلي قد قامت في وقت متأخر من مساء الأمس باقتحام قاعدة طارق الجوية, حيث عمدت إلى مداهمة سكن الضباط والأفراد واقتياد ثمانية منهم إلى أماكن مجهولة. وأشارت الأنباء إلى أن أكثر من 15 طقماً عسكرياً شاركت في عملية الاقتحام. وكان ضباط وصف القاعدة الجوية قد قاموا بانتفاضة ضد قادة القاعدة منذ أيام احتجاجاً على ما يقولون التعسفات التي تطالهم، حيث قاموا يوم أمس بانتخاب قيادة جديدة بعد انتهاء مهلة ال72 ساعة التي أعطوها لقيادات القاعدة بمغادرتها في خطوة هي الأولى من نوعها في السلك العسكري. من جانب آخر تعرض يوم أمس الشيخ/ عبدالواسع الشمسي أحد أعيان تعز لما قيل أنها محاولة اغتيال فاشلة, حيث فتحت النيران على سيارة كانت تقله وهو في طريقه إلى مدينة تعز في الخط العام بمفرق ماوية, في حادثة لم يعرف الجهة التي قامت بذلك. وقد استنكر عدد من الائتلافات والتكتلات الثورية هذه الحوادث, معتبرين أن هناك مسعى من بقايا النظام للقيام بالتصفيات وجر البلاد نحو آتون الاحتراب والتصارع. الجدير بالذكر أن شوارع المدينة شهدت انتشاراً مكثفاً لأفراد الأمن العام وشرطة النجدة وأفراد الأمن المركزي منذ يوم أمس. فقد شهد شارع 26 سبتمبر صباح اليوم تواجد كثيف لعناصر من الأمن العام, وكذلك جولة المرور وشارع جمال والحوض والشماسي والكمب وصولاً إلى منطقة الحوبان في خطوة هي الأولى منذ ثمانية أشهر. ويُعتقد أن هذا الانتشار يأتي بناء على اتفاق التهدئة الذي تشرف عليه اللجنة العسكرية والأمنية المُشكَّلة بموجب قرار الرئيس بالنيابة عبدربه منصور هادي والذي ينص في بعض بنوده على إيكال مهمة حفظ الأمن لأفراد القوى الأمنية. وعلى صعيد الاحتجاجات اليومية التي تشهدها المدينة, فقد خرج صباح اليوم شباب الثورة في مسيرة جماهيرية غاضبة جابت عدة شوارع في المدينة, وندد المتظاهرون بإقرار مجلس النواب لقانون الحصانة والذي يمنع من الملاحقة القضائية والجنائية لعلي عبدالله صالح وأعوانه جراء الجرائم التي ارتكبوها, وقد هتف شباب الثورة بشعارات أكدت على ضرورة المحاكمة وعدم التفريط في دم الشهداء. هذا وقد واصل طلاب جامعة تعز بمختلف كلياتهم احتجاجاتهم المطالبة بتحسين الأوضاع التعليمية والخدمية, كما تواصل طالبات مدارس نعمة رسام وأسماء احتجاجاتهن المطالبة بإقالة المديرات المتهمات بممارسة تعسفات على الطالبات. كما ويواصل موظفو القطاع الحكومي في عديد من المكاتب الحكومية اعتصاماتهم المفتوحة والمطالبة بإقالة رموز الفساد المتواجدة على رأس تلك المكاتب, كل ذلك يأتي ضمن ما أصبح يعرف يمنياً ب "انتفاضة المؤسسات وثورة المجتمع ضد الفساد".