تشهد حارة البترء بحي الحوبان الواقع شرق مدينة تعز منذ يوم أمس قصفا من قبل أطقم ومصفحات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري ألحقت أضرار مادية بالعديد من المنازل في الحارة، وخلقت حالة من الخوف والذعر في أوساط المواطنين. وأفادت مصادر محلية بأن أصوات رشاشات ومعدلات تدوي في المنطقة منذ ما قبل ظهر اليوم بشكل متتابع، فيما ينتشر مسلحون مدنيون معظمهم من خارج المحافظة في حي الحوبان، وأفاد شهود عيان بأن المسلحين ومنذ ليلة أمس يقومون بالاعتداء على سكان حارة البتراء والمارة في الشارع واستفزازهم مستخدمين ألفاظا بذيئة ومناطقية، وأفاد هؤلاء الشهود بأن بعض المسلحين المدنيين هم جنود في الحرس الجمهوري من خارج المحافظة. وأكد شهود عيان بأن مدرعة تابعة للحرس الجمهوري متمركزة أمام محطة الفضلي للمحروقات بشارع الحوبان تقوم بقصف منازل المواطنين في حارة البتراء المجاورة. وكان منزل الشيخ عبد الحميد البتراء وعددا من المنازل المجاورة قد تعرض للقصف وألحقت بهم عددا من الأضرار المادية، فيما أفادت مصادر محلية بأن طفلة تعرضت للإغماء بسبب الدخان ورعب القصف. وحسب هذه المصادر فإن حارة البتراء الواقعة شمال شرق حي الحوبان تعيش منذ يوم أمس حصار خانق من جميع الاتجاهات من قبل أطقم الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين، ويمنع السكان من الدخول والخروج خاصة عند حلول الظلام. وأفاد سكان محليون بأنهم عاشوا ليلة أمس ليل رعب جراء إطلاق النار العشوائي وانتشار مسلحين مدنيين في محيط الحارة. وكانت حارة البتراء قد تعرضت للقصف ظهر أمس بعد خلاف في مكتب محافظ تعز بين النائب عبد الحميد وقائد الحرس الجمهوري بتعز العميد مراد العوبلي وصل حد الاشتباك بالأيدي على خلفية وصف النائب البتراء للمرحلة المقبلة ب"مرحلة ما بعد صالح"، ليتحول الخلاف إلى تهديد العوبلي للبتراء بقصف منزله بقوله "أعرف منزلك جيدا" حسب مصادر كانت حاضرة في الاجتماع. وفي قاعدة طارق الجوية بمطار تعز ما تزال الأوضاع متوترة على خلفية اعتقال عدد من الضباط والطيارين من قبل الحرس الجمهوري بعد مداهمة سكن الضباط والطيارين وتخريبه ونهب محتوياته. وأفادت مصادر مقربة من المحتجين بأن عدد المعتقلين أرتفع إلى "17" معتقل من الطيارين والضباط والأفراد، وتم اقتيادهم إلى زنازن خاصة في معسكر ي الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية، فيما أفادت مصادر أخرى بأن بعض قادة الاحتجاج اعتقلوا من منازلهم بواسطة أطقم تابعة للشرطة العسكرية. وأفادت أنباء بأن ستة ضباط من المعتقلين تم نقلهم إلى صنعاء بأوامر من قائد القوات الجوية والدفاع الجوي العميد محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لصالح والذي يطالب منتسبي القوات الجوية بإقالته. والضباط الستة هم: المقدم محمد أحمد الشتا، المقدم محمد سعيد حاج، الرائد مرتضى اليوسفي، النقيب طيار مختار الحسيني، النقيب طيار ماجد الزيدي، والمساعدعلي الصلوي. وذكرت تلك المصادر بأن الطيارين المكلفين بنقل هؤلاء المعتقلين رفضوا أوامر بقيادة الطائرة إلى صنعاء، ليتم الاستعانة بطيارين آخرين. من جانب أخر أصدرت اللجان النقابية الفرعية في مستشفى الثورة العام بيانا بخصوص إقالة مدير المستشفى أكدت فيه ترحيبها الحار بتغيير رئيس هيئة المستشفى السابق عبد الملك السياني، مؤكدة في الوقت نفسه وحرصا منها على حقوق المرضى والمترددين على المستشفى ومن أجل عودة الخدمات الطبية إلى المستشفى بأنها ترحب بمن سيكلف بإدارة هيئة المستشفى على أن تتوفر فيه شروط الكفاءة العلمية والمقدرة الإدارية، ونظافة اليد والسمعة الطيبة، وحسن تعامله مع زملائه وإعطاء كل ذي حق حقه مع الحزم في الإدارة ومحاسبة كل من يخل بأداء واجبه الوظيفي، فضلا عن قبوله بمبدأ جماعية القيادة وعدم تفرده بإصدار القرارات و التزامه بمبدأ الشفافية مع زملائه في إدارة الهيئة وطرح كل القضايا الإدارية والمالية بكل وضوح وشفافية معهم. وأكدت النقابات بأنها ستعلق الاعتصام بمجرد استلام المكلف الجديد لمهامه. وفي سياق أخر أفادت مصادر محلية بأن الدكتور إسماعيل الشميري تعرض مساء لمحاولة من قبل مسلحين أمام منزله أثناء عودته من عملية اسعافية لإحدى النساء، وأكدت هذه المصادر بأن الدكتور الشميري يرقد في المستشفى بعد إصابته بطلق ناري في الفخذ. وفي سياق الاحتجاجات في المرافق الحكومية خرجت صباح اليوم طالبات مدرسة أسماء بصالة بمسيرة صامته إلى أمام مبنى محافظة تعز للمطالبة بإقالة مديرة المدرسة، التي يتهمنها بجلب بلاطجة مسلحين إلى المدرسة. فيما لا تزال الاعتصامات في مكتب الزراعة وجامعة تعز والمستشفى اليمني السويدي ومدرسة نعمة ر سام وعدد من المكاتب الحكومية. وكانت مسيرة لشباب الثورة قد جابت اليوم بعض شوارع مدينة تعز للتنديد بقانون الحصانة الذي وافق عليه مجلس النواب والذي يمنح صالح وكل من عمل معه في الجهاز المدني والعسكري والأمني خلال فترة حكمه حصانة من الملاحقة القضائية.