دشنت وزارة الثقافة صباح اليوم بقاعة المركز الثقافي ندوة فكرية بعنوان "الانتخابات الرئاسية العبور الآمن الى مستقبل أفضل" التي تستمر لمدة ثلاث ايام وتقام برعاية رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة . واشتملت الندوة على العديد من الاوراق الفكرية الداعية الى ترشيح المشير عبده ربه منصور هادي رئيس توافقي من اجل انجاز التغيير والعبور باليمن الى بر الامان بحسب الاوراق التي قدمت. وقال رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة في حفل الافتتاح الذي حضره عدد كبير من الوزراء بالاضافة الى بعض قادة اللقاء المشترك "إن المشاركة في الانتخابات تأكيد بما لا يدع مجالا للشك عن التغيير وتعبير عن حرص اليمنيين على تجنب الوطن احتمال الانزلاق نحو المجهول والخروج من براثن الاوضاع المتردية التي يعيشها الشعب سواء معيشيا او خدميا او امنيا او انسانيا". واشار باسندوة الى ان "هذه المشاركة تتضمن كذلك حل الازمات والقضايا التي تهدد الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة بامتياز وقضية صعدة وغيرها عبر حوار وطني شامل تشارك فيه كل اطياف العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية. وعبر عن أمله في ان يسود مداولات مؤتمر الحوار الوطني الشامل روح الاخاء والمحبة والتسامح ويتوج بتوافق وطني عام يعيد اليمن الى مسارها الصحيح . وقال "اننا نقف اليوم امام نقطة تحول تاريخية نتطلع فيها الى الانتقال ببلدنا من مرحلة الازمات السياسية المتلاحقة الى مرحلة تاريخية جديدة تتطلب التكاتف والتآزر لنعمل معا نحو الانتقال الى الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها القانون والفرص المتساوية وقيم العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان مبينا ان ذلك لن يتأتى الا من خلال ترسيخ قيم الحوار والتعايش وقبول الاخر . وأكد باسندوة عن تقديره العالي لدور الشباب في حركة التغيير منوهاً الى ضرورة اشراكهم في الحياة السياسية وادارة عجلة التنمية الوطنية باعتبارهم أمل الامة في التطور والتقدم والازدهار، ولانهم اصدق من يجسد قيم التغيير والتطور. من جانبه أكد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ان حلم التغيير والدولة المدنية كان هاجسا يؤرق اليمنيين منذ فجر ثورتا سبتمبر واكتوبر التي كللتا بتوحيد اليمن عام 1990م ولكنها لم تأتي بالمدنية وإنما كرست الاستبداد وقال " ها نحن اليوم بفضل التضحيات الجسيمة للشعب وإصراره على النجاح نخطو خطواتنا الأولى على طريق التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية التي لم يكن لاحد شرف السبق في ارساء دعائمها غير الشباب". وأضاف "إن أهمية الانتخابات لا تكمن في انتخاب عبدر به منصور هادي رئيس توافقي فحسب بل لأنها تمثل علامة فاصلة بين مرحلتين مختلفتين ، أنها بداية التغيير نحو الدولة والمواطنة والقانون والفرص المتساوية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان " . ونوه عوبل إلى "ان الشباب استطاعوا إيصال أصواتهم المطالبة بالتغيير نحو المستقبل الذي يطمح له الجميع ومن خلال تعاون ودعم الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا والعالم تم الوصول إلى المبادرة الخليجية ، وتجاوز الصعوبات التي واجهها اليمن خلال المرحلة الماضية" . معتبراً المبادرة الخليجية هي الطريق الآمن والأمثل لتجاوز حالة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي وربما ضياع الدولة. وقال : "لقد فتح التوقيع على المبادرة الخليجية الطريق أمام تشكيل حكومة وفاق وطني وتحسين الوضع الأمني والعودة التدريجية للخدمات" . مشيراً في ذات السياق إلى ان يوم 21 من فبراير الجاري سيدشن فيه اليمن عملية الانتقال السلمي للسلطة ووضع اللبنة الأولى في طريق التغيير نحو الدولة المدنية والمواطنة والنظام والقانون واحترام حقوق الإنسان . بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة الموسعة بتقديم جملة من أوراق العمل لعدد من الأكاديميين والباحثين ركزت في مجملها على محورين الأول لكل من الدكتور علي البريهي والدكتور عادل الشرجبي والدكتور عبد السلام المهندي والدكتور فؤاد الصلاحي ولطفي نعمان وتعقيب كل من الدكتور عبد الله العزعزي والدكتور عدنان الشرجبي والدكتور عبد الحميد البكري، حول التوافق الوطني على انتخاب عبد ربه منصور هادي الأهمية والدلالة، ودور المجتمع المدني في خلق توافق سياسي لمرشح الرئاسة . وركز المحور الثاني لكل من الدكتور مطيع جبير والدكتور سعيد العامري وأحمد الأحصب وتعقيب الدكتور محمد الحاج والدكتور أحمد قطران وعبد الحميد البكري ولطفي نعمان على نجاح الانتخابات الرئاسية باعتبارها السبيل الأمثل والآمن للانتقال السلمي والسلس للسلطة، بالإضافة إلى مشروع قانون المصالحة والعدالة الانتقالية هذا وتواصل الندوة فعالياتها اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء بتقديم عدد من أوراق العمل تتناول دور المرأة والشباب كقوة دافعة لنجاح الانتخابات الرئاسية القادمة، وموقف الأحزاب والقوى السياسية ودور المجتمع المدني في الانتخابات الرئاسية، والتحولات الوطنية والديمقراطية المنتظرة في اليمن بعد الانتخابات الرئاسية وغيرها من المحاور الأخرى .