أنهى مؤتمر الجماعات السلفية أعماله اليوم الأربعاء في صنعاء وخرج ببيان ختامي أعلن فيه عن نشوء حزب سياسي أطلق عليه تسمية "إتحاد الرشاد اليمني" وأقر في المؤتمر تشكيل هيئة تحضيرية لاستكمال إنشاء الكيان السياسي وجاء في البيان الختامي" إدانة الخيانات الوطنية وكل أعمال العنف والتخريب ضد المصالح العامة والخاصة، وقتل الأبرياء أياً كانوا، والتأكيد على أن الوسيلة الناجحة والطريقة المثلى لحل مشكلات اليمن هي الحوار الجاد وتقديم المصلحة العليا للأمة والوطن على كل المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة والارتهانات الخارجية." كما أكد البيان "على ضرورة استكمال جميع الأهداف المشروعة للثورة الشبابية الشعبية السلمية." نص البيان الختامي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل: «المؤمن للمؤمن كالبنيان أو كالبنان يشد بعضه بعضاً». وبعد: فإن الدعوة السلفية بجميع فصائلها وقواعدها في ربوع هذا الوطن من أوسع وأهم مكونات النسيج الاجتماعي اليمني، وجزء لا يتجزأ من جمهور هذا الشعب العريق يعيش آماله وآلامه فضلاً عن كونها فاعلاً مؤثراً في بناء نهضة الوطن ومساهماً قوياً في تخفيف معاناة أبنائه وصنع التغيير نحو الأفضل في ثورته وتوجهه وطموحاته. واستشعاراً من أبناء هذه الدعوة بخطورة المرحلة الراهنة ومتغيراتها الداخلية والإقليمية والدولية تداعى كوكبة من علماء وقادة ودعاة العمل السلفي لعقد مشاورات متعددة ومتكررة تدارسوا فيها الموقف السياسي لدعوتهم في ضل هذه الظروف التي تعيشها بلادنا والمحيط الإقليمي والعربي. وقد انبثق عن هذه المشاورات واللقاءات دعوة منهم للانطلاق نحو المشاركة السياسية الفاعلة في صناعة القرار وخدمة الوطن وخوض المعترك السياسي كضرورة شرعية وحتمية واقعية وإشراكاً لقواعد الدعوة السلفية في هذا الأمر جاء انعقاد هذا المؤتمر السلفي العام، والذي حضره مشاركون من جميع التيارات السلفية من عموم محفظات الجمهورية تحت شعار"السلفيون والعمل السياسي" خلال يومي الثلاثاء والأربعاء: 20-21/ ربيع الثاني/ 1433ه الموافق: 13-14/ مارس/ 2012م وقدمت فيه أوراق عمل، وناقشوا وتدارسوا إنشاء كيان سياسي سلفي ينطلق نحو البناء والتجديد ونهضة اليمن الجديد. وفي ختام هذا المؤتمر قرروا الآتي: 1- إنشاء كيان سياسي منبثق عن هذا المؤتمر. 2- تشكيل هيئة تحضيرية لاستكمال إنشاء الكيان السياسي مكونة من الأسماء الآتية: "الدكتور محمد بن موسى العامري، الشيخ مراد بن أحمد القدسي، الشيخ صلاح سالم الكلدي، الشيخ عبد الوهاب محمد الحميقاني، الشيخ جلال أحمد صالح الكميتي، الدكتور عقيل بن محمد المقطري، الدكتور عبد الله بن محمد الحاشدي، الشيخ عبد الله بن غالب الحميري، الشيخ عبد الرحمن بن سعيد البريهي، الشيخ عبد الله الجوفي، الشيخ خميس بن عبود بن سعد، الشيخ أنور الوادعي، الشيخ محمد طاهر أنعم، الشيخ محمد السمان ,الشيخ محمد عيضة شبيبة، أحمد عثمان عبد ربه مُريبش، عبد الله محمد أحمد الصهيبي، أنور الشرعبي.. 3- يوصى المؤتمرون أن يكون مسمى الكيان السياسي "اتحاد الرشاد اليمني" وللجنة التحضيرية الحق في تغيير المسمى المقترح إن رأت ذلك. 4- تكليف اللجنة التحضيرية بإعداد رؤية سياسية شاملة لتقديمها إلى مؤتمر الحوار الوطني تشمل كافة القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية. 5- يوصي المؤتمر المكونات السلفية في الجنوب لبلورة رؤية سلفية حول القضية الجنوبية. 6- الإشادة بجميع من شارك بفاعلية في هذا المؤتمر ودعوة من لم يشارك من السلفيين لترشيح من يمثلهم في اللجنة التحضيرية على أن يكون إقرارهم بالتوافق مع اللجنة التحضيرية. 7- دعوة أبناء الشعب اليمني للتعاون في تحقيق طموح وأهداف هذا الكيان الساعي لنهضة هذا الوطن والحفاظ على هويته، ونرحب بكل يمني يرغب في الانضمام إليه. 8- دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي والحكومة والقوى السياسية والاجتماعية إلى الحفاظ على ثوابت الأمة والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في كل شئون الحياة. 9- دعوة رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني وجميع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية إلى تجسيد مبدأ استقلال الوطن وسيادته، ورفض جميع أشكال الوصاية والتدخل الأجنبي في شؤونه مع الترحيب بكل تعاون إقليمي أو دولي يحقق مصالح الشعب اليمني ويرفع معاناته ولا يضر بثوابته وسيادته واستقلاله. 10- إدانة الخيانات الوطنية وكل أعمال العنف والتخريب ضد المصالح العامة والخاصة، وقتل الأبرياء أياً كانوا، والقتل خارج إطار القضاء الشرعي من أي جهة كانت. 11- التأكيد على أن الوسيلة الناجحة والطريقة المثلى لحل مشكلات اليمن هي الحوار الجاد المنطلق من ثوابت الأمة ومراعاة مصالحها وتقديم ذلك على كل المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة والارتهانات الخارجية. 12- التأكيد على ضرورة استكمال جميع الأهداف المشروعة للثورة الشبابية الشعبية السلمية. 13- دعوة حكومة الوفاق الوطني للمسارعة والتعجيل برفع معاناة شعبنا الكريم وتحسين ظروفهم المعيشية والخدمية كالمشتقات النفطية والماء والكهرباء واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك. 14- الإشادة بالثورات العربية ضد الظلم والاستبداد وبانجازاتها الرائدة في التغيير، وإعلان التضامن الكامل مع الشعب السوري الحر ضد طغيان واستبداد نظام الأسد وجرائمه البشعة ومطالبة الحكومة بطرد سفير نظام الأسد من اليمن، وفتح مكتب تمثيلي للثورة السورية في اليمن. 15- التأكيد على موقفنا الدائم والداعم لقضيتنا الفلسطينية العادلة وجهادها المشروع ضد الاحتلال الصهيوني. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعل ما صدر عن هذا المؤتمر فاتحة خير ولبنة إصلاح في إعلاء الملة ونهضة الأمة.