قالت روسيا يوم الثلاثاء انها مستعدة للموافقة على بيان لمجلس الأمن الدولي يدعم مهمة السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا مادام البيان لا يوجه انذارا لحكومة الرئيس بشار الاسد. وعبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مجددا عن إصرار روسيا على ضرورة ان يوقف الجانبان -قوات الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة- اطلاق النار بطريقة متزامنة لانهاء عام من اراقة الدماء وهو موقف يختلف بوضوح عن موقف الولاياتالمتحدة. وقال لافروف ان روسيا التي عرقلت صدور قرار من مجلس الامن بشأن سوريا على مدى اشهر مستعدة للموافقة على بيان أو قرار يدعم جهود عنان. لكنه اضاف انه يوجد "شرطان على الاقل". وقال لافروف بعد محادثات مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور "يجب على مجلس الامن اقرار ذلك ليس كانذار وانما ... كأساس لاستمرار جهود التوصل الى اتفاق بين الحكومة السورية وكل جماعات المعارضة." واضاف ان القيادة السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة جدا" فاقمت الازمة في البلاد. وكانت تصريحات لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام لكنه جدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الاسد شرطا مسبقا لحل الازمة. وقال لاذاعة كومرسانت اف.ام الروسية "نعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل خاطيء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا." واضاف أن "مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية" لا يمكن تقريرها الا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الاسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار "غير واقعية". ووزعت فرنسا يوم الاثنين بيانا صاغته دول غربية يدعم جهود عنان للسلام ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العنف. وقال سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة انه يأمل في تبني البيان يوم الثلاثاء. وتشمل خطة عنان وقف اطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية واجراء حوار سياسي مع المعارضة السورية. وتشير تصريحات لافروف الى ان روسيا ربما تسعى الى ادخال تعديل على نص البيان. وكانت روسيا قد حمت الاسد باستخدام حق النقض (الفيو) مرتين لمنع صدور قرارين يؤيدهما الغرب في مجلس الامن يندد بحكومة الرئيس السوري لاراقة الدماء المستمرة منذ عام في حملة قتل خلالها أكثر من ثمانية الاف شخص. ويبدو ان التهديد الذي تضمنه نص البيان باتخاذ "مزيد من الاجراءات" اذا لم تلتزم سوريا خلال سبعة ايام غير مقبول لروسيا. وتقول دول غربية وعربية تسعى الى تنحية الاسد ان حملته العسكرية ضد انتفاضة شعبية دمرت شرعيته ولا تريد روسيا ان تتمكن هذه الدول من استخدام قرار للامم المتحدة للترويج لرؤاها لكيفية حل الازمة في سوريا. وأعطى الاسد لموسكو أقوى موطيء قدم في الشرق الاوسط اذ يشترى اسلحة روسية بمليارات الدولارات ويستضيف منشأة صيانة وامداد على ساحل البحر المتوسط تمثل القاعدة البحرية الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق. وتبني بيان أو قرار لمجلس الامن بتأييد روسيا سيضع ضغوطا على الاسد ويمكن ان يساعد موسكو على تحسين صورتها بعد حماية الاسد من الادانة من خلال استخدام حق النقض في مجلس الامن في اكتوبر تشرين الاول وفبراير شباط. وقد تحرص الصين -التي انضمت لروسيا في استخدام حق النقض ضد القرارين- على إصلاح العلاقات مع دول عربية تعتمد عليها في امدادات النفط. لكن لافروف أوضح انه توجد خطوط لن تعبرها روسيا تحت مبرر تحقيق الوحدة بين القوى العالمية. وقال ان موسكو ستواصل المطالبة بأن تتوقف حكومة الاسد ومعارضوها عن اطلاق النار في نفس الوقت. ودعا الى "اجراءات واضحة لانهاء العنف من أي جانب كان- وبالتزامن على وجه التحديد وليس بترتيب ما- حين يطلب من الحكومة سحب جميع وحداتها من المدن ولا يكون ذلك متوقعا من جانب المعارضة." وأكدت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاثنين اصرارها على ضرورة ان يوقف الاسد العنف اولا لكي يتحقق أي وقف لاطلاق النار. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة "التسلسل الزمني الذي نتصوره واضح جدا. النظام هو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن العنف ويحتاجون الى التوقف اولا." والشرط الاخر الذي طرحه لافروف للموافقة على بيان مجلس الامن هو ان تنشر خطة عنان. وفي تصريحاته يوم الثلاثاء ايضا نفى لافروف صحة تقارير اعلامية سابقة عن أن سفنا حربية روسية دخلت المنشأة البحرية في طرطوس بسوريا أو انها على مقربة منها ووصف تلك التقارير بأنها "قصص خيالية". وقال ان ناقلة روسية وحيدة تدعم مهمة موسكو لمكافحة القرصنة في خليج عدن تتمركز في المنشأة الروسية في الوقت الراهن وان افرادها المدنيين تحميهم وحدة من الحرس.