مديرية فرع العدين بمحافظة إب.. مديرية مترامية الأطراف ووضعها صعب عبر جبالها وعزلها وقراها، وهي إحدى مديريات العدين الأربع، ولكنها الأشد فقراً حيث الفقر شاهد على احتقار المواطنة، والعناء يشرح فداحة الهلاك. في هذه المديرية صعوبات عدة تقف أمام أبنائها في الوقت الراهن امتداداً لوضعها في ظل النظام السابق، من ذلك انعدام خدمات المياه والكهرباء والطرق، في ظل اهمال مدير عام المديرية وجميع مدراء المكاتب الذين يحكمون من مدينة إب حيث اقامتهم، وما زال الأطفال والفتيات خارج المدارس ويعملون في جلب المياه من اماكن بعيدة، زد على هذه الكارثة المأساوية التي حدثت قبل عام ونصف في عزلة المرجامة (المزاحن) والتي نتج عنها تهدم أربعة منازل لفقراء كل حلمهم ان تفي قيادة المحافظة والمجلس المحلي بالوعود التي وعدوهم بها، أكثر من عام ونصف مضى وما زالت آثار الخراب مستمرة حتى اللحظة، وما زال المتضررون يأوون تحت الخيام هم وأطفالهم ونساؤهم ولسان حالهم يقول طال انتظارنا وفقدنا الأمل في دولة تصرف الملايين في وجبة غداء وعجزت عن تقديم المساعدة لأسر المنازل. الحمير هي وسيلة التنقل من مركز المديرية ينقل عليها المواطنون أكياس القمح ودبات الغاز وعلى كل كيس قمح ودبة غاز (500) ريال يدفعها المواطن لصاحب الحمار. بعد رحلة تكبدنا فيها وعورة الطريق وطول السفر لأكثر من ثمان ساعات استمعنا إلى أنين وصراخ المواطنين وما فرع العدين إلا نموذج لغالبية الريف وسنحاول هنا الوقوف أمام بعض الأوضاع: الطرقات السيارة تتعثر في طرقات الفرع والمواطنون يعانون الأمرّين حتى يصلوا إلى مناطقهم ومنازلهم خلف الجبال، والحقيقة حسب قول محمد الرعاشي صاحب السيارة التي أقلتنا والذي قال منذ ما يقارب عشر سنوات لم يتم مسح الطريق وأما الطرقات التي تربط مركز المديرية فتكاد تكون منعدمة وان وجد بعضها فإن السائق والمواطن يشاهد الموت اثناء السير في تلك الطرقات. والمثير للاستغراب أننا سمعنا بأن السفير الياباني قد زار مديرية الفرع قبل عدة سنوات، وعندما شاهد وعورة الطريق وتكبد مرارة السفر تبرع بمعدات شق كبيرة وحديثة لمسح الطريق وبمساهمة من جمعية رعاية النشء وتنمية القدرات الاجتماعية والتي ساهمت بمبلغ كبير إلا أن المجلس المحلي للمديرية استلمها من الجمعية ووضعها في منطقة الاهمول جوار منزل أحد المتنفذين ولم تتحرك من ذلك اليوم وقد سرقت بعض أدواتها مما أدى إلى تعطيلها منذ ست سنوات رغم ان العزل محتاجة إلى شق الطريق والطرقات الحالية محتاجة إلى المسح، فهل يعلم السفير الياباني ورئيس الجمعية بهذا؟ الصحة أما الصحة فحدث ولا حرج، فالمديرية يتكاثر فيها البعوض ويصاب الكثير من المواطنين بمرض الملاريا نتيجة انتشار المستنقعات وعدم توفر المراكز الصحية سوى المركز الصحي في منطقة بني يوسف ومستشفى الوزيرة والذي أصبح مجهزاً بكثير من الأجهزة الطبية وفيه عشرة موظفين أغلبهم مغتربين في دول الخليج ولا يوجد فيه سوى ممرض واحد، وأما مدير المستشفى يسكن بمدينة إب ولديه عمل آخر ويستخدم السيارة التي تبرعت بها منظمة اليونسيف لمتابعة أعماله الشخصية واثناء مرورنا شاهدنا المركز الصحي في منطقة بني يوسف والذي يتكون من غرفتين خاليتين من أي أثاث وأجهزة طبية، فوجدنا حنان محمد عمر الخلي الممرضة الوحيدة والتي شرحت لنا الوضع حيث قالت: فرع العدين لا يوجد فيه سوى البؤس المخيم عليه، فالناس طيلة النهار يكدحون من أجل الحصول على كسرة خبز أو قطرة ماء، ومع انعدام المراكز الصحية ينقل المريض إلى مدينة إب ليصل وقد تضاعف عليه المرض ومن لا يستطيع الانتقال إلى إب فما عليه إلا القناعة بما توفر من وسائل الطب في انتظار الموت. انفلات أمني رغم أن مظاهر الانفلات الأمني وبروز الحوادث تؤكد غياب الأمن في محافظة إب إلا أن ما يحدث في مديرية الفرع يكاد يكون مختلفاً عن بقية المديريات، إذ أصبح الأمن نقمة، والمواطن معرض للمطاردة والسجن، (دماج محمد أحمد) أحد ضحايا مدير أمن الفرع حيث أكد في شكواه ان مدير الأمن قام بتمزيق عملة البلد أمام الناس دون أي سبب يذكر وعندما اعترض عليه قام بسجنه اكثر من شهر، وكان رئيس نيابة استئناف الأموال العامة بالمحافظة قد وجه بإجراء التحقيق معه إلا أن مدير الأمن رفض الحضور. وحسب مذكرة المجلس المحلي بالمديرية ومحافظ المحافظة فإن مدير أمن المديرية أهمل الطقم وأصبح غير قادر على تنفيذ أي مهمة، وعدم تجاوبه مع المجلس المحلي واعضاء المجلس المحلي وإنما يتجاوب مع السماسرة، وكذلك قيامه بالتهجم وبالسب غير اللائق على المجلس المحلي، وابتزاز المواطنين وتأخير القضايا لغرض الابتزاز وسجن المواطنين لأكثر من شهرين بدون مسوغ قانوني، والذي بدوره وجه أمن المحافظة بطلب المذكور والتحقيق معه، ورغم هذا لم يتم شيء وما زال مدير الأمن يعبث بالمواطن البسيط. اعتصام الأهالي في الشهرين المنصرمين تجمعت أعداد من أهالي مديرية الفرع أمام مبنى المحافظة وأثناء اعتصامهم طالبوا في بيان لهم السلطة المحلية بمعالجة القضايا التي تعاني منها مديرية الفرع.. أهمها سرعة رصف الطريق وتوصيل التيار الكهربائي وضبط كل من يعمل على عرقلتها، وسرعة تنفيذ مشروع المياه والصحة والتعليم والكهرباء. التعليم ما زال الكثير من أبناء المديرية يعيشون تحت وطأة الأمية وخاصة النساء بسبب عدم الاهتمام وعدم وجود مدارس وان وجدت فتكاد تكون قليلة، حيث أن الكثير يدرسون تحت الاشجار أو في الجوامع، ويتم توزيع المدرسين إلى مناطق بعيدة عن منازلهم وإيقاف رواتبهم رغم قلة الكادر، وضياع الكتاب المدرسي وتلاشي الدور الرقابي. ختاماً.. ما زال أبناء مديرية الفرع ينتظرون نعيم الثورة ولفتة من الجهات المسؤولة وبالأخص المنظمات الحقوقية والإنسانية للتخفيف من معاناتهم، ورد الاعتبار لهذه المديرية التي حرمت من النظام السابق ووقوفه حجر عثرة أمام التطور والتنمية فيها بحجة انتماء أبنائها إلى الجبهة الوطنية، كما يتمنى أبناء المديرية لفتة مسؤولة من الأخ الرئيس وأن يزور المديرية قبل عام 2014، وإلى الفرع وأهلها الصامدين كل الحب والتقدير.