يستعد المواطنون في محافظات الجنوب لإحياء الذكرى التاسعة عشرة لشن الحرب على مناطقهم بقيادة رئيس النظام السابق علي عبدالله صالح الذي قاد تحالفا من قوى عسكرية ومراكز نفوذ قبلية وجماعات دينية متطرفة، سيطرت على الجنوب بعد شهرين من القتال المدمر. ودعت فصائل الانتفاضة الجنوبية أنصارها إلى التجمع في عدنوحضرموت يوم السبت المقبل في عدنوحضرموت لإحياء ذكرى الحرب التي ولدت واحدة من أكثر المشكلات الوطنية تعقيدا . ويوافق يوم السبت المقبل الذكرى التاسعة عشرة للحرب على الجنوب والحزب الاشتراكي اليمني التي قدح شرارتها الرئيس المعزول علي عبدالله صالح بخطاب عدائي ضد شركاء الوحدة يوم 27 ابريل 1994م من ميدان السبعين بصنعاء. مثل خطاب صالح إشارة لبدء الحرب، إذ تفجر الوضع بعده بساعات في محافظة عمران، حيث كان يتمركز اللواء الثالث مدرع الذي تعرض لهجوم ضار من قوات صالح بمساندة من القبائل المسلحة قبل أن تتمدد الحرب إلى ذمار حيث يتمركز لواء باصهيب المدرع الذي تعرض لهجوم مماثل. وفي غضون شهرين، تمكنت القوات المهاجمة من اجتياح سائر المناطق الجنوبية بما فيها مدينة عدن التي فرضت عليها حصارا قبل أن تقتحمها وتواصل السير إلى حضرموت لتحكم سيطرتها على الجنوب يوم 7 يوليو. كان الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم الجنوب قد صنع من قضية الوحدة عقيدة سياسية وهدفا أساسيا في مسيرته الحاكمة، فجاء تخليه عن الدولة في الجنوب ومقوماتها السيادية كلها في سبيل قيام الوحدة والديمقراطية انسجاما مع ذلك الخط النظري، لكن نظام صالح وحلفاءه غدروا بثقة وافرة منحهم إياها هذا الشريك. وعدا عن أن شركاء الحرب على الجنوب يرفضون الاعتذار عن تلك الحرب حتى الآن، فهم يناورون للتنصل من أن حربهم كانت العامل الرئيس في ظهور القضية الجنوبية وهو ما بدا في تفسير الشريكين الأساسيين لجذور القضية في رؤيتهما المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني خلال اليومين الماضيين.