بدأ أنصار الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية في التوافد على مدينة عدن منذ أمس الجمعة لإحياء الذكرى التاسعة عشر لحرب صيف 1994 التي وقعت في ذروة أزمة سياسية حادة بين شريكي الحكم آنذاك، بعد نحو أربع سنوات على إعادة تحقيق الوحدة بين شطري اليمن. ودعت فصائل الحراك الجنوبي أنصارها إلى الاحتشاد في عدن وحضرموت لإحياء المناسبة التي تحمل طابع المأساة لدى مواطني المحافظات الجنوبية ونجم عنها المشكلة الأكثر تعقيداً في السياسة اليمنية.
ويقول أنصار الحراك إن الحرب التي قادها الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 1994 وانتهت باجتياح مناطقهم قوضت الوحدة التي قامت بين شطري البلاد في 1990 وينعكس هذا التنظير في مطالبتهم الحثيثة بفصل جنوب اليمن مجدداً واستعادة الدولة الجنوبية.
ودعا خطباء الجمعة الموالون للحراك المواطنين في المحافظات الجنوبية التوجه إلى مدينة عدن حيث يتوقع أن يكون التجمع الأكبر في ساحة العروض التي دأب الحراك على إحياء مناسباته فيها خلال الفترة الأخيرة.
تفجرت شرارة الحرب الأهلية يوم 27 أبريل 1994 عقب خطاب للرئيس السابق علي عبدالله صالح من ميدان السبعين بصنعاء، اتهم فيه قادة الحزب الاشتراكي اليمني بالعمالة.
وبدأت الحرب باشتباك عنيف في محافظة عمران بين اللواء الثالث مدرع التابع للقوات الجنوبية واللواء الأول مدرع التابع لقوات صالح ثم انتقلت إلى محافظة ذمار حيث حاصرت قوات مدعومة من القبائل المسلحة لواء باصهيب المدرع قبل أن تتطور المواجهات المتفرقة إلى حرب شاملة.
وفي غضون شهرين، تمكنت قوات صالح من إحكام سيطرتها على كل المحافظات الجنوبية لتعلن وقف الحرب يوم 7 يوليو 1994 بعد إفشال محاولة انفصالية قادها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، الذي يقود حالياً فصيلاً متشدداً في الحراك يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ويطالب بالانفصال.
وقال البيض في رسالة بعثها من مقر إقامته في بيروت أمس الجمعة انه عرض مطالب فصل جنوب اليمن على الأممالمتحدة عبر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، مشيراً إلى انه انه يريد تفاوضاً دولياً لتحقيق ذلك.