أحيا الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في مدينة عدن يوم السبت الذكرى التاسعة عشرة للحرب الأهلية التي انتهت بسيطرة القوات المؤيدة للوحدة على المناطق الجنوبية بعد شهرين من القتال مع القوات التي قادت محاولة انفصال فاشلة. ورفع المحتشدون الذين تجمعوا عصراً في ساحة العروض بمنطقة خور مكسر أعلام الدولة الجنوبية السابقة وصوراً لنشطاء الحراك الجنوبي الذين قتلوا برصاص القوات الحكومية منذ انطلاقة الحراك في 2007 كما ارتدوا أوشحة سوداء.
ويقول الجنوبيون إن الحرب التي قادها صالح عام 1994 وانتهت باجتياح مناطقهم قوضت الوحدة التي قامت بين شطري البلاد في 1990 وينعكس هذا التنظير في مطالبتهم الحثيثة بفصل المناطق الجنوبية مجدداً واستعادة الدولة الجنوبية.
وهذا التجمع هو خامس تجمع حاشد تنظمه فصائل الحراك الجنوبي في مدينة عدن في محاولة لإثبات أن الجنوبيين في يقفون خلفه في المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية. ويطلق الحراك على تجمعاته الحاشدة «مليونيات».
تفجرت شرارة الحرب الأهلية يوم 27 أبريل 1994 عقب خطاب للرئيس السابق علي عبدالله صالح من ميدان السبعين بصنعاء، اتهم فيه قادة الحزب الاشتراكي اليمني بالعمالة وتوعدهم.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحراك الجنوبي ان عصياناً مدنياً شهدته مدن في حضرموت، لكن اتهامات صارت توجه للحراك في الفترة الأخيرة بفرض العصيان بالقوة. ناصر والعطاس: الحرب قوضت الوحدة «التي تمت على عجل وبلا استفتاء»
وخرج أنصار الحراك في مناطق بيحان وعسيلان والعين بمحافظة شبوة في مسيرة قطعت مسافة كبيرة وانتهت في منطقة شقير التي كانت منفذاً حدودياً بين الشطرين قبل إعادة توحيدهما في عام 1990.
ورفع المتظاهرون أعلام الدولة الجنوبية وأعلاماً سوداء كناية عن الانطباع الحزين لدى الجنوبيين في اليوم الذي يوافق ذكرى بدء الحرب.
وفي منطقة شقير، نظم المتظاهرون حفلاً خطابياً وهتفوا للجنوب مرددين أهازيج شعبية.
وطالبت فصائل الحراك المنادية باستعادة الدولة الجنوبية والمنضوية في ائتلاف «قوى التحرير والاستقلال» المجتمع الدولي بعدم تجاهل «نضال شعب الجنوب وخياره المعبر عنه في نضاله السلمي وإصراره على التحرير والاستقلال واستعادة دولته».
وجددت في بيان لها رفضها لمؤتمر الحوار الوطني وما سيصدر عنه من مقررات، قائلة إن أعضاء المؤتمر من المنتمين للحراك يمثلون أنفسهم فقط.
وقال بيان آخر للرئيسين الجنوبيين السابقين علي ناصر محمد وحيدر العطاس إضافة إلى المسؤول الجنوبي السابق صالح عبيد أحمد إن «حرب صيف 1994 الظالمة ضد الجنوب قد قوضت أسس الوحدة السلمية والديمقراطية التي تمت في 22 مايو 1990 (..) على عجل وبدون الاستفتاء عليها في الجنوب». في انتقاد مُبطن لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض الذي وقع اتفاقية الوحدة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.