قالت الدكتورة نهال العولقي عضو مؤتمر الحوار الوطني في (فريق بناء الدولة) إن إقران (الجذور والمحتوى) للقضية الجنوبية في سياق واحد للأبعاد السياسية والقانونية والتاريخية والثقافية والاجتماعية, يضعف قوة المحورين معا ولاسيما الجذور سيؤثر سلبا على مضامين الحلول التي سوف تطرح كمعالجات للقضية الجنوبية وأسباب نشوئها. واعتبرت العولقي في مداخل لها تضمنت ملاحظات ومقترحات على تقرير فريق القضية الجنوبية أن إرجاع بعض رؤى المكونات السياسية بواعث جذور ومحتوى القضية الى دورات الصراع التي حدثت في الجنوب بعد الحصول على الاستقلال سنة 1967, يعد خطأ سياسي وتاريخي فادح, يقلل من حجم القضية الجنوبية ويجعلها مجرد أزمة ناتجة عن صراع نخب سياسية جنوبية, ويقود بالتالي-حسب ممثلة المرأة في الحوار- الى تبرئة ساحة النظام السابق من مسؤوليته عن إعلان حرب صيف 1994 على الجنوب, وحصر القضية الجنوبية في نطاق حوار جنوبي, وبالتالي البحث عن حل للقضية الجنوبية خارج إطار الثنائية شمال – جنوب. ولحل خلافات الجنوب ما قبل سنة 90, اقترحت الدكتورة العولقي نقل هكذا خلافات إلى فريق العدالة الانتقالية, مؤكدة أن ملف القضية الجنوبية يجب ألا يكون مسرحا لصراعات الماضي أو أداة لتصفية الحسابات القديمة على حساب حاضر ومستقبل أبناء الجنوب. وأنتقد ممثلة المرأة في الحوار ما وصفته بضعف التوصيف السياسي للمرحلة ما بعد حرب 1994 وحتى الآن والتي تتسم بحسب المرجعيات الفكرية والممارسات السياسية للنخب الشمالية بأنها في أحسن الأحوال ضم وإلحاق والشواهد على ذلك كثيرة, أيضا إغفال الإشارة إلى المبررات التي تذرع بها النظام السابق لشن الحرب على الجنوب في 94 والمستندة على محاربة الانفصاليين بدعم من المليشيات القبلية و(المتأسلمة) حد تعبير الدكتورة العولقي . في البعد القانوني والحقوقي, اقترحت عضو فريق بناء الدولة إضافة فقرتين في هذا الجانب, الأولى: إن صدور قراري مجلس الأمن رقم 924 و 931 حول حرب 1994 وما تضمناه من بنود تدل دلالة قاطعة على تحول الوحدة الطوعية إلى وحدة بالإكراه بالقوة العسكرية. والفقرة الثانية: مصادرة نظام صنعاء الحقوق والحريات في الجنوب ومنها المواطنة المتساوية ومساواة المرأة بالرجل في كافة الحقوق والواجبات من منظور النوع الاجتماعي والذي كان منعكسا في كافة التشريعات في دولة الجنوب. واختتمت د. العولقي مداخلتها بعدد من المقترحات التي يجب أن توضح في البعد الثقافي والاجتماعي, ابرزها: أن نظام ما بعد حرب صيف 94عمل على استبدال الثقافة المنفتحة في الجنوب بثقافة تقليدية (قبلية – أصولية) متخلفة, إحلال هوية صنعاء بأبعادها التاريخية والثقافية والسياسية محل الهوية الوطنية مما أدى إلى تصدع هذه الهوية وفشلها في توحيد وعي وثقافة شعب الجمهورية اليمنية, إشاعة الثقافة الإنتقاصية والتمييزية ضد المرأة الجنوبية المنفتحة وتطويق دائرة نشاطها السياسي والاقتصادي والاجتماعي, إن الإشارة إلى موضوعي التأميم والإصلاح الزراعي ومحاكمتهما يجب أن يتم في سياقهما الزمني، وتناول موضوع له أثاره الاجتماعية التي خدمت قطاعات واسعة من الشعب في الجنوب بصورة سلبية يخشى منه التوجه لنزع كل الآثار الإيجابية التي ترتبت على عملية التأميم.