اكد المشاركين في ندوة " الاستقلال وجلاء اخر جندي بريطاني " ان ال30 من نوفمبر 67م لم يكن وليده اللحظة بل جاءت نتيجة مفاوضات واصرار من الاحرار والثوار . وأشاروا في الندوة الفكرية التي نظمتها مؤسسة العيد للعلوم والثقافة والملتقى الوطني لقضية تعز إلى أنه يمثل بمدلوله ومعانيه وأبعاده العميقة تعبيراً عن الوفاء والتقدير والإجلال للعطاء السخي الذي قدمه رموز الحركة الوطنية من الأعلام البارزين الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم على مدى عقود طويلة . و قدمت في الندوة 3 اوراق عمل من قبل المستشار عبدالعزيز سلطان نقيب المعلمين اليمنيين بمحافظة تعز، حول "دوافع الاحتلال البريطاني والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية أبان الاحتلال" وكانت الورقة الثانية التي قدمها السياسي احمد الحربي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بعنوان " مقدمات الفعل الثوري باتجاه محادثات الاستقلال بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية عام 1967م" والورقة الاخيرة قدمها عبدالعزيز العسالي عن دور الفصائل الوطنية اليمنية في طرد الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن استعرضوا خلالها الدور الاقتصادي لعدن وموقعها الاستراتيجي بالاضافة الى الإرهاصات التي سبقت الاستقلال مع الأخذ في الاعتبار ما كان يعتمل في المنطقة العربية والمد القومي الذي كان يقوده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومناهضة القوى الرجعية في المنطقة لهذا المشروع . كما تطرق المتحدثون الى الدور الذي لعبته الجبهة القومية منذ اندلاع ثورة 14 أكتوبر وحتى الاستقلال وتأثير عملية الدمج ألقسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وما أعقبه من اقتتال بين الإخوة وكذا الانفصال بينهما وكيف فرضت الجبهة القومية تواجدها على مستوى الجنوب ورؤيتها في التحرير والشامل لكل الجنوب الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إجبار بريطانيا الاعتراف بالجبهة القومية كمثل وحيد لشعب الجنوب والدخول معها في مفاوضات الاستقلال ومن ثم تسليمها السلطة . ولفتت اوراق العمل إلى انخراط مختلف الشرائح المجتمعية بما فيها المرأة وبمختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية في الكفاح ضد المستعمر بمختلف الوسائل المتاحة بدا من المظاهرات التي كانت والإضرابات العمالية في مختلف المرافق وتتويجا بالكفاح المسلح في مختلف المحافظات وبالذات المناطق المتاخمة لعدن . إلى ذلك تم افتتاح معرض الفن التشكيلي لفناني بيت الفن بتعز والذي نظم احتفاءً بالمناسبة بعنوان (نسمات حالمة) شارك فيه مجموعة من الشكليليين من محافظة تعز ب 30 لوحة تشكيلية وعدد من المجسمات . اللوحات جسدت بعض ملامح الحياة لتعز والمناظر الطبيعية لمحافظتي تعز وعدن بالإضافة الى بعض الوجوه