تواصل مدينة عدن استقبالها للآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية المشاركين في المليونية الشعبية احياء للذكرى ال 46 لثورة 30 من نوفمبر المجيد . ونوفمبر هو عيد الاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني لجنوباليمن سابقا الذي دام 128 عاما . ويواصل الجنوبيين زحفهم إلى عدن منذ ثلاثة أيام تقريبا للمشاركة في الفعالية المليونية التي من المقرر ان تحتضنها ساحة العروض بمديرية خور مكسر . ومن المقرر ان تشهد المليونية فعاليات سياسية وفكرية كما وستصدر ائتلافات سياسية بيانات مطلبية تخص القضية الجنوبية . واحتلت بريطانياجنوباليمن وتحديدا مدينة عدن في 19 يناير 1839 حتى جلاء المستعمر منها في 30 نوفمبر 1967 , بعد ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963 . وجاء الاحتلال ا لبريطاني لعدن التابعة لسلطنة لحج انذاك على خلفية جنوح سفينة هندية تحمل علم بريطانيا واتهمت بريطانيا سكان عدن بنهبها وسط محاولات سلطان لحج محسن العبدلي بدفع التعويضات الذي وقع اخيرا على معاهدة في 22 يناير 1838 بالتخلي عن 194 كيلومتر مربع (75 ميلا مربعا) لصالح مستعمرة عدن وذلك تحت ضغوط البيرطانيين مقابل شطب ديون كانت عليه . وفي 19 يناير 1839 قصفت مدفعية الأسطول البريطاني مدينة عدن ولم يستطع الأهالي الصمود أمام النيران الكثيفة وسقطت عدن في أيدي الإنجليز بعد معركة غير متكافئة بين أسطول وقوات الإمبراطورية البريطانية من جانب وقوات قبلية وشعبية من جانب آخر. وشهد جنوباليمن انتفاضات شعبية عديدة تارة على المستوطنين وتارة اخرى على إتباعهم من الأمراء والسلاطين لكن حادثة " ديفي " الشهيرة كانت البداية لانطلاقة ثورات منظمة شهدتها مختلف مناطق الجنوب وشارك فيها كل ابناء الوطن شمالا وجنوبا . ففي عام 1948 سقط الجنرال البريطاني " ديفي " على يد الشيخ محمد عواس الأحمدي في مديرية الازارق محافظة الضالع حاليا حينما أرسلته بريطانيا للسيطرة على امارة الضالع انذاك , بعد ان حقق نجاحا كبيرا في إخماد الكثير من التوجهات التحررية في مناطق لحجوعدن وأبين وقبائل العوالق وغيرها , ليلحق به مباشرة الجنرال "سيجر" الذي لقي حتفه ايضا على يد السيد عبدالدائم عام 1949. وقادت تلك الانتفاضات الصغيرة الى ثورة 14 أكتوبر 1963 التي اشتعلت جذوتها من قمم ردفان حتى الاستقلال المجيد في نوفمبر 1967.