قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن لشهر يناير الجاري - المندوب الدائم للأردن لدى الأممالمتحدة الأمير رعد بن زيد بن حسين :" لقد رحب اعضاء مجلس الأمن ترحيباً حاراً بالاختتام الناجح لمؤتمر الحوار اليمني.. ومن المقرر صياغة قرار أممي في الايام القليلة القادمة يستجيب لتطلعات الشعب والحكومة اليمنية وكذا النظر في امكانية اخذ تدابير إضافية على المعرقلين". جاء ذلك في ختام جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس أمس لبحث آخر تطورات الأوضاع في اليمن في إطار جلساته الدورية لمتابعة الخطوات المنجزة على صعيد العملية الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن رقمي 2014 و 2051 . وأضاف رئيس مجلس الامن:" لابد ان يجتمع الخبراء أولاً وقبل كل شيء لمناقشة التفاصيل وتحديد نوعية التدابير ".. مؤكداً في ذات الوقت أن جميع الاعضاء في المجلس متفقين على موضوع التدابير ولكن لم يتم تحديد تفاصيلها او نوعها في الوقت الراهن. وأستدرك الرئيس الدوري لمجلس الأمن قائلا:" لا اريد ان استبق الحديث للاجتماعات اللاحقة للخبراء لكن من المحتمل ان تتخذ تدابير .. في رغبة واضحة ان يتخذ المجلس تدابير للتعامل مع المعرقلين لكن طبيعة التدابير سيتم بحثها في الأيام القادمة". واستمع مجلس الامن خلال جلسة المشاورات المغلقة التي استمرت قرابة ثلاثة ساعات إلى التقرير المرفوع من مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، تطرق فيه إلى آخر المستجدات على الساحة اليمنية وعلى وجه خاص ما تم انجازه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل والوثيقة التي خرج بها اليمنيون المتحاورون بالإضافة الى التحديات السياسية التي مازالت تواجه العملية السياسية في اليمن. وقال بن عمر في مؤتمر صحفي عقب الجلسة أن مؤتمر الحوار الوطني توافق حول القضية الجنوبية على اعادة هيكلة الدولة على اساس اتحادي ونقل السلطة من المركز الى المستويين الاقليمي والمحلي حيث سيصبح للمواطنين قدرة اكبر على التحكم في مصيريهم وسوف يخدم اليمن الاتحادي الديمقراطي الجديد المواطنين على اساس المواطنة المتساوية واحترام وتعزيز حقوق الانسان والحريات في ظل حكم القانون. وأضاف ابلَغْتُ مجلس الامن ان الرئيس عبد ربه منصور هادي اظهر قيادة قوية في المضي بمؤتمر الحوار نحو ختام ناجح ويستحق كل دعمنا، بإختصار قدم اليمنيون مجموعة أسس ومبادئ لبناء نظام حكم ديمقراطي جديد ووضع البلاد على مسار تقدمي لا يمكن بعد العودة الى الوراء وأكد بن عمر أن العملية الانتقالية تقدمت فعلا وبشكل حقيقي وهناك بداية لثقافة سياسية جدية في اليمن لكن الوضع لا يزال هشا وكما ذكر مجلس الامن في بيانه الاخير في 27 نوفمبر 2013، لا تزال عناصر من النظام السابق تتلاعب بمسار التغيير وتعرقله وتقوضه بهدف العودة الى الوراء وتقويض العملية الانتقالية، كل المكاسب التي تحققت هي مهدده وأشار إلى أنه ابلغ مجلس الامن بوجود عرقلة ممنهجة وواضحة تشكل تهديدا حقيقيا قد يغرق البلاد في فوضى اذا لم تتم ازالة هذا التهديد قريبا. وتابع: قلت لمجلس الامن ان الشعب اليمني يفعل ما في وسعه لإنجاح العملية السياسية ويعول على مجلس الامن لكي يقوم بدورة كذلك، وشكر مجلس الامن على ثقته ودعمه الكبير لدوري كمستشار خاص وللمساعي الحميدة لامين عام الاممالمتحدة في العمل مع اليمنيين على دفع الانتقال السياسي قدماً. وفي رده على اسئلة واستفسارات الصحفيين قال المبعوث الاممي إلى اليمن "ما تحقق في مؤتمر الحوار هي مكاسب كبيرة بالنسبة للقضية الجنوبية وللجنوبيين ولجميع اليمنيين والاتفاق الذي وقعت عليه جميع الاطراف السياسية في مؤتمر الحوار الوطني حول الحل العادل للقضية الجنوبية يؤسس لبداية جديدة في اليمن، وتم الاتفاق على بناء دولة جديدة دولة موحدة على اساس جديد دولة فيدرالية اتحادية مبنية على المواطنة المتساوية وعلى مبادئ حقوق الانسان، وفي هذه الاتفاقية تم معالجة الماضي ومعالجة ماضي الاضطهاد والتمييز والتحكم في السلطة والثروة. والان عبر هذه الاتفاقية وعبر هذه الحلول التوافقية اتمنى ان تكون هناك بداية جديدة وفي هذا السياق ندعو جميع الجنوبين لدعم هذه الوثيقة التوافقية حول الحل العادل للقضية الجنوبية". وفي رده على سؤال هل سيكون هناك تراجع بالوفاء بالالتزامات المالية ودعم اليمن قال: لقد سمعتم من رئيس المجلس ورسالة مجلس الامن كما كانت منذ البداية ستكون رسالة واحدة، مجلس الامن يتكلم بصوت واحد وليس هناك انقسام في مجلس الامن ومن يعول على انقسام فهو واهم، مجلس الامن اتخذ مواقف واضحة منذ البداية داعما للتسوية السياسية في اليمن داعماً لهذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة العربية وداعما للحوار الوطني وداعما لتقدم العملية السياسية حتى يتم انجاز جميع الاستحقاقات التي لا زالت مطروحة في خارطة الطريق المتفق عليها. وأكد بن عمر أن مجلس الامن اعترف ان هناك تحديات وبالتالي اصدر قرار 2051 وهدد بعقوبات ضد من يريد تقويض العملية السياسية واليوم تكلم بصوت واحد داعما للعملية السياسية في اليمن وجهود الرئيس هادي ومستعدا لاتخاذ مزيد من الاجراءات لإنجاح هذه العملية تضامناً مع العملية التي يقودها اليمنيون. وأوضح أن مجلس الامن استمع لإحاطته وكانت هناك عدة اسئلة ونقاش حول الحالة في اليمن، مشيرا إلى أنه ستلي هذا الاجتماع مشاورات ما بين اعضاء مجلس الامن وسيتخذون ما يرونه ضروري من اجراءات".