صعّدت مليشيا علي صالح والحوثي من هجماتها الدموية ضد المدنيين على خلفية الهزائم المتوالية التي تكبدتها من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني في عموم محافظات الجمهورية. ولجأت هذه المليشيا الى قصف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين عشوائيا وبشكل هستيري كوسيلة للتخفيف من وطأة الضربات الموجعة وخسائرها الفادحة في الأليات والأفراد في كل جبهات القتال. منذ مطلع الأسبوع الجاري تواصل مليشيا صالح والحوثي حصد أرواح المدنيين بقصفها الوحشي والعنيف بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون احياء عصيفرة والروضة وحوض الاشرف وشارع جمال وقَلعة القاهرةوالمدينة القديمة منطقة الدمغة في جبل صبر، مخلفةً عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال. ومساء الأحد الماضي عاشت مدينة تعز اسوأ أيامها ولياليها دموية, إثرالمجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيا صالح والحوثي بحق أسرة درهم سيف القدسي في حي ديلوكس بشارع جمال وسط مدينة تعز. فقد قصفت مليشيا الحوثي وصالح المتمركزة في المطار القديم بصاروخي كاتيوشا منزل القدسي ما اسفر عن استشهاد 14شخصا (9 نساء و4 فتيات ورجل) وإصابة 6 آخرين بينهم أمرأة. صباح الثلاثاء, نظم عددا من النشطاء وأقارب ضحايا مجازر الحوثي في تعز وقفة احتجاجية أمام منزل درهم القدسي الذي فقد 14 من أفراد أسرته 13 منهم نساء وفتيات احتجاجا على صمت العالم والمجتمع الدولي على المجازر التي ترتكبها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في حق أبناء تعز من النساء والأطفال. وطالب المحتجون المجتمع الدولي بسرعة التحرك لحماية المدنيين ووقف المجازر التي ترتكبها تلك المليشيات كما طالبوا المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى زيارة مدينة تعز ولو لمرة واحدة للوقوف والإطلاع على حجم الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي وصالح. ووجه المحتجون رسالة منددة بالموقف السلبي للأمم المتحدة وامينها العام السيد بان كي مون تطالبه بالكف عن التعبير عن قلقه الفارغ من مضامينه حد تعبير الرسالة. حيال ذلك, أعلنت الحكومة اليمنية من مقر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض، محافظة تعز مدينة منكوبة. ووجهت نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي في مقدمته مجلس الأمن، للتدخل الفوري لإنقاذ المدنيين من حرب الإبادة التي يتعرضون لها على يد الميليشيات، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية. من جانبه, وصف وزير حقوق الإنسان، عز الدين الأصبحي، ما تمارسه مليشيا صالح والحوثي ضد المدنيين في تعز بالجرائم الممنهجة, التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم. وقال الأصبحي إنها جرائم ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، مؤكدا أن الحكومة ستقدم رسالة بشأنها إلى مجلس الأمن في نيويورك، والمفوض السامي لحقوق الإنسان بجنيف. الى ذلك, دانت منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني في اليمن استمرار ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في إعتداءاتها المتكررة والممنهجة وجرائمها ضد الانسانية على المدنيين في مدينة تعز. وقالت المنظمات في بيان صحفي نشره موقع وكالة الانباء اليمنية (سبأ) قبل أمس الثلاثاء, "إن الهجوم الممنهج على مدينة تعز من قبل المليشيا الانقلابية تسببت خلال الاربعة أيام الماضية من 19 – 24 أغسطس 2015 بمقتل وجرح 25 شخصا بينهم 8 أطفال وإمرأتين بمناطق متفرقه من المدينةتعز والتي تمثل كل منها جريمة ضد الانسانية كاملة الاركان. واوضحت المنظمات في بيانها انه في تاريخ 8 أغسطس الجاري قصفت ميليشيا الحوثي وصالح منطقة عصيفرة وحي عمار بن ياسر مما أدى الى مقتل 10 أشخاص بينهم 9 أطفال وجرح 34 آخرين حيث وجّهت قذائف "الكاتيوشا" على الحي المكتظ بالسكان وبشكل مباشر ومتلاحق. كما قصفت المليشيا حي الكوثر في نفس الفترة، بقذائف الكاتيوشا مما ادى مقتل 8 بيهم 4 أطفال واصابة 19 شخص. وقالت "في تاريخ 24 اغسطس قصفت الميليشيا بقذائف "الكاتيوشا" منزل بحي ديلوكس وسط المدينة واسفرت عن مقتل 9 شخص بينهم 4 فتيات أطفال و3 نساء. واضافت "انه في تاريخ 22 اغسطس الجاري نصبت مليشيا الحوثي وصالح مدافع وآليات عسكرية نحو المدينة بجوار مستشفى اليمن الدولي معرضة بهذا التصرف المرضى والمستشفى للخطر، واستهدفت الدبابات طواقم الاسعاف ومبنى مؤسسة الكهرباء الواقع بحي المجلية ومستشفى الثورة بحي الشماسي بنفس اليوم. وأكدت ان المليشيا قصفت بتاريخ 20 اغسطس محطة توليد الكهرباء بمنطقة الحوجلة شمال المدينة، ومحطة توزيع الكهرباء بحي عصيفرة مما الى قطع الكهرباء بشكل نهائي عن المدينة. وقالت منظمات حقوق الانسان في اليمن إن المليشيا الانقلابية بدءات من يوم الاربعاء الموافق 19 اغسطس2015م بقصف احياء المسبح وحوض الاشرف والروضة واسفر عنه احتراق 30 منزل على الاقل، كما تهدمت 6 منازل بأحياء تعز القديمة جراء القصف على قلعة القاهرة, مشيرة الى قيام المليشيا بتفجير عدة منازل بالديناميت بحيي (الجحملية) و (صالة) . واعربت منظمات حقوق الإنسان في اليمن ومؤسسات المجتمع المدني عن عميق قلقها إزاء تدهور حالة حقوق الإنسان في مدينة تعز وكافة المحافظاتاليمنية . وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة منظومة الأممالمتحدة بما فيها المفوضية السامية لحقوق الانسان التحرك العاجل لإيقاف الإعتداءات والمجاز التي ترتكبها المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية وإدانتها وتحمل مسؤوليتها تجاهها والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. رئيس المجلس العسكري في تعز قائد اللواء 22العميد ركن صادق سرحان, من جانبه توعد مليشيا الحوثي وصالح برد قاسي وقوي جراء القصف الهسيري الذي تشنه المليشيا على الاحياء السكنية. واعتبرسرحان المجازر التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين مؤشرا على نهاية أيام المليشيا وسقوطها الوشيك . وقال إن الأيام القليلة القادمة ستشهد تحركات لتحرير ما تبقى من مدينة تعز وستحمل انتصارات وتحولات تصب في صالح تعز والوطن بأكمله. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي طمأنا أهل تعز في إتصال هاتفي مع العميد صادق سرحان بقرب مدد التحرير, مؤكداأن استعادة الدولة وموعد النصر قريب لا محالة منه وسيتحقق ذلك بتكاتف ابناء المحافظة الاوفياء لمدينتهم ووطنهم. وقال الرئيس هادي:إن القيادة السياسية لن تتخذ وسعا في دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز لردع الانقلابين, داعياً قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الثبات والصمود بمختلف الجبهات القتالية في مواجهة المليشيا الانقلابية. وثمن هادي التضحيات التي يقدمها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز وعموم محافظاتاليمن, مؤكدا أن مرتكبي جرائم الحرب ضد المدنيين العزل لن يفلتوا من العقاب وستلحق بهم نقمة الشعب اليمني الذي يرفض كل أشكال العنف والتسلط التي تمارسها اليوم المليشيا ضد المدنيين الابرياء دون وجه حق. وكانت معارك عنيفة اندلعت مساء الثلاثاء في المدخل الغربي لمدينة تعز بين قوات الجيش الوطني المسنود برجال المقاومة الشعبية وبين مليشيا الحوثي وصالح. طبقا لمصادر في المقاومة الشعبية فإن معارك عنيفة اندلعت بين وحدات من الجيش الوطني المسنود بأفراد من المقاومة الشعبية وبين مليشيا الحوثي وصالح في منطقة حذران التي يقع فيها المدخل الغربي لمدينة تعز والقريبة من مقر اللواء "35" بعد تقدم الجيش الوطني إليها. وقالت المصادر أن المقاومة تمكنت من تدمير دوريتين عسكريتين، واستولت على أربع دوريات أخرى، في عملية سقط فيها عدد من مسلحي المليشيا. واكدت أن الجيش ورجال المقاومة تمكنوا من تكبيد المليشيا خسائر كبيرة تمثلت بسقوط العشرات بين قتيل وجريح وتفجير دبابة واحراق طقم فورد مشيرا إلى وصول تعزيزات كبيرة للحوثيين من اتجاه المخا ومن اتجاه شارع الستين الممتد حتى مفرق الذكرة شرقا, وطالبت قوات المقاومة الشعبية والجيش سرعة امدادهم بالتعزيزات والأسلحة والمساندة الجوية قبل ان تضطر للتراجع وخاصة ان تعزيزات الطرف الآخر كبيرة والمنطقة واسعة. و تقدمت المقاومة الشعبية في جبهة ثعبات العسكري الى منزل محمد عبدالله صالح بعد أن صدت هجوما شرسا على منطقة ثعبات واستولت على عربة PMP, مكبدة المليشيا خسائر فادحة. كما استعادت المقاومة الشعبية ووحدات من الجيش نادي الضباط المجاور لقيادة محور تعز وجامع العرضي بعد تطهيره من مليشيا الحوثي والمخلوع. من جانبها تواصل مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قصف مواقع تمركز مليشيا صالح والحوثي, فقد تمكنت عصر الثلاثاء من استهداف مخازن للأسلحة والذخائر بمعسكر الدفاع الساحلي ومنطقة المحجر في المخا حيث تم تدمير مخازن ضخمة للاسلحة والآليات العسكرية وأكد شهود عيان عن استمرار الانفجارات في مخازن الاسلحة لعدة ساعات.