اكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تمسكه بتقريره حول الأطفال والصراعات المسلحة، مشدداً على ضرورة أن تفعل جميع أطراف الصراع في اليمن المزيد لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وإيجاد حل سياسي لإنهاء العنف والدمار. وقال في تصريح للصحفيين في نيويورك: "إن تقريري الأخير حول الأطفال والصراعات المسلحة وثق وضعا مروعا لأطفال اليمن. كان هناك رد فعل عنيف على قراري بشأن رفع اسم دول التحالف الذي تقوده السعودية مؤقتا من القائمة الملحقة بالتقرير". واضاف: "كان هذا واحدا من أصعب القرارات التي اضطررت لاتخاذها وأكثرها إيلاما. إن التقرير يصف أهوالا يتعين ألا يشهدها أي طفل." وقال بان كي مون إنه اضطر أيضا إلى النظر في احتمال معاناة ملايين الأطفال الآخرين إذا، كما طرح عليه، قررت دول سحب التمويل من الكثير من برامج الأممالمتحدة. وتطرق إلى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والكثير من المناطق الأخرى، بالقول "من غير المقبول أن تفرض الدول الأعضاء ضغوطا غير مبررة. إن التدقيق هو جزء طبيعي وضروري في عمل الأممالمتحدة. أنا أتمسك بالتقرير، وسنقيم الشكاوى المقدمة، ولكن الفحوى لن تتغير." وأعرب بان عن تفهمه للانتقادات، موضحاً انه على الدول الأعضاء أن تدافع عن الآليات والولايات التي أنشأتها عندما تتعرض تقارير الأممالمتحدة للهجوم لإثارة قضايا صعبة أو توثيق انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون. وكانت الاممالمتحدة ادرجت التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضمن القائمة السوداء لانتهاكها حقوق الاطفال خلال حربها في اليمن ضد مليشيات صالح والحوثي وفق تقرير قدمه الامين العام بان كي مون. واتهم التقرير الذي حمل عنوان "الأطفال والصراع المسلح" التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالمسؤولية عن 60 بالمائة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن العام الماضي. من جهتها طالبت السعودية الأممالمتحدة بأن تعدل نص التقرير "فورا" وتحذف منه أي اتهام موجه ضد التحالف العربي. واعلنت الاممالمتحدة، امس الاول تراجعها عن ادراج دول التحالف العربي من قائمتها السوداء التي تدرج ضمنها الدول والمنظمات التي تقتل أطفالا في النزاعات المسلحة. وذكر المتحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام بان كي مون قبل اقتراحا من السعودية بشأن القيام بمراجعة مشتركة من قبل الأممالمتحدة والتحالف الذي تقوده السعودية فيما يتعلق بالحالات والأرقام الواردة في تقرير الأمين العام. واعلن المندوب السعودي لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي الاثنين، إن قرار حذف ا الذي اتخذته الاممالمتحدة "نهائي". الا ان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمانة العامة للمنظمة، اعلن أن القرار(قرار السحب) ليس نهائيا ويمكن مراجعته في ضوء معلومات إضافية تنتظرها الأممالمتحدة من التحالف العربي قبل حلول شهر أغسطس/آب المقبل. وقال دوجاريك: "سنرى نتائج المراجعة وسنقوم بتدقيق القائمة إذا لزم الأمر". مؤكدا إن التقرير الذي حمل التحالف العربي مسؤولية قضاء 60 في المئة من الأطفال القتلى جراء النزاع في اليمن كان يعتمد على "معلومات موثوقة ويعول عليها". واوضح دوجاريك تمسك الأممالمتحدة ب"كل واقع ورقم وارد في التقرير"، فيما تعتبر الرياض أن نسبة ال 60 في المئة الواردة في التقرير "نسبة مبالغ فيها جدا". الى ذلك انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" قرار سحب اسم التحالف العربي من القائمة السوداء، واصفتين إياه ب "الاستسلام" أمام مطالب الرياض، والذي قد يُفقد الاممالمتحدة مصداقيتها. وعلق المدير المساعد لهيومان رايتس ووتش، فيليب بولوبيون، قائلا: "بما أن هذه القائمة غدت تخضع للعبة السياسية فإنها تفقد مصداقيتها وتسيء إلى سمعة الأمين العام (للأمم المتحدة) في مجال حققوق الإنسان". من جانبها وصفت "العفو الدولية" تراجع الأممالمتحدة عن موقفها السابق بالخطوة "المشينة". في السياق ذاته نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية أن دولا حليفة للسعودية قامت بضغوط قوية على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد إدراج التحالف العربي على "القائمة السوداء" الأممية. وبحسب "رويترز" أشارت المصادر المقربة من المنظمة، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث للوكالة الأربعاء، إلى أن مكالمات من وزراء خارجية دول خليجية عربية ووزراء من منظمة التعاون الإسلامي انهالت على مكتب بان كي مون بعد إعلانه في الأسبوع الماضي إدراج التحالف العربي، الذي تقوده الرياض، على "القائمة السوداء" الأممية بسبب التقارير عن انتهاكات مستمرة لحقوق الأطفال في اليمن من قبل قوات التحالف. وتحدث مسؤول في الأممالمتحدة، حسب رويترز، عن "ضغوط من هنا وهناك" مورست على المنظمة على خلفية هذه الخطوة، مضيفا أن الرياض لوحت بوقف مساعداتها للفلسطينيين ووقف تمويل برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية. وتعليقا على رد الفعل السعودي على إدراج التحالف في "القائمة السوداء" وصف مصدر دبلوماسي آخر ل"رويترز" طلب أيضا عدم نشر اسمه، ما تعرضت له المنظمة الدولية بأنه: "تنمر وتهديدات وضغوط"، مضيفا أن ما حدث "كان ابتزازا بمعنى الكلمة". من جانبها نفت وزارة الخارجية الأميركية ممارسة واشنطن أية ضغوط على الأممالمتحدة لحذف اسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من اللائحة السوداء. وأشار المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إلى أن السعودية، قالت إنها ستشكل لجنة للنظر في الوفيات والإصابات في اليمن التي كانت سببا في وضع اسم التحالف على اللائحة السوداء. وأكد أن الولاياتالمتحدة تشجع السعودية على القيام بذلك الأمر بسرعة. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet