لم تذهب محادثات السلام اليمنية في الكويت التي انتهت السبت بعيدا عن التوقعات بمنح مسار الحرب فرصة إضافية لتعديل ميزان القوى، وإنهاك المتحاربين قبل العودة إلى مشاورات جديدة الشهر المقبل. فمشروع الاتفاق الذي تدعمه الأممالمتحدة لإنهاء الصراع اليمني، تلقى ضربات في ساعات المشاورات الأخيرة بدءا بالتصعيد العسكري الكبير عبر الحدود السعودية، وتشكيل مجلس حكم في صنعاء وصولا للموقف الروسي المضاد في مجلس الأمن الدولي. الأيام المائة من المفاوضات اليمنية الشاقة في الكويت، كشفت أيضا عن التحضير المواز لجولة حرب واسعة الجبهات وباهظة الثمن. فلم تمض ساعات قليله على أنهاء المشاورات حتى أضيفت حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، إلى عشرات الألاف من الضحايا والى ملايين النازحين الذين قذفت بهم الحرب إلى دائرة الجوع. ورغم ذلك احتفظ مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد بتفاؤله ذاك قائلا: إن فرصة السلام ماتزال قائمة لحل الأزمة اليمنية. وحتى يأتي موعد المشاورات المقبلة بعد شهر من الآن، تعلق الأممالمتحدة في "العلن" آمالا بإبقاء الوضع القائم على ما هو عليه، عبر الدفع بلجنة التهدئة العسكرية نحو احتواء التصعيد الميداني، وتثبيت وقف إطلاق النار كما جاء في البيان الختامي لموفد الأممالمتحدة. وإذا كانت وظيفة الأممالمتحدة تقتضي هذا التفاؤل الدائم بشأن السلام، فلا يعنى ذلك أنها لا تسمع مع اليمنين، طبول حرب طاحنة في أرجاء البلاد كثمن فوري لانهيار المفاوضات. وبات واضحا أن إبقاء مكان المشاورات المقبلة دون تحديد، هدفه منح الأطراف المتحاورة وخاصة جماعة الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي، فرصة للتفكير في مقترح نقل المحادثات إلى السعودية، حيث هذا هو الاتجاه الإجباري على ما يبدو لقطار السلام في اليمن. ويعول الرئيس السابق وحلفاؤه الحوثيون، في تحسين شروط التفاوض، على إجراءاتهم الأحادية لسد فراغ السلطة في صنعاء من خلال تشكيل مجلس سياسي وحكومة منافسة لتلك الشرعية في مدينة عدن الجنوبية. وقد تبدو آمال الرئيس السابق علي عبدالله صالح بكسر العزلة الدولية عبر هذه التكوينات الأحادية، صعبة للغاية في الوقت الراهن، لكنها ليست مستحيلة حسب مراقبين، في حال تمكن صالح من إزاحة أو أضعاف حلفاء طهران من المشهد السياسي والعسكري المقبل. وبصورة واقعية، فان الضغوط الدولية على حلفاء صنعاء يجب أن تذهب لإقناعهم نحو تقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام، وليس البقاء عند عقدة تشكيل المجلس السياسي الذي لن يغير كثيرا على المدى القصير، من حالة عدم شرعية هذا التحالف. ومن جهة أخرى، يتحدث المسؤولون العسكريون في قوات التحالف بقيادة السعودية عن خيار الحسم العسكري ..خيار ليس من الواضح حتى الآن مدى قدرته على الذهاب بعيدا نحو استعادة العاصمة كما يشتهيه خصوم الحوثيين. *نقلا عن " مونت كارلو الدولية" لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet