لا ادري لماذا تذكرت اليوم والآن حرب 1994 أو بالأصح ذكرتني بالحرب الجارية اليوم، في صورة تحالف ثنائي (الحوثي/صالح) لا نها في تقديري هي منتج ووليد شرعي (سياسي وموضوعي وتاريخي) لتلك الحرب اللاوطنية(حرب 1994) ومن يقرأ سياق الحرب وقائعها وموضوعها ومضمونها، سيجده امتدادا للتاريخ السياسي، والعسكري لتلك الحرب، ولكافة حروب الفيديو والغنيمة في التاريخ القديم، هي اليوم حقا حرب غنيمة وفيد، وحرب استعادة لدولة عصبية، ومركزية متخلفة، توارت وتراجعت مع الثورتين اليمنيتين (سبتمبر/واكتوبر ) وكادت تغيب مع مضمون دولة الوحدة، ومن هنا الانقلاب على الوحدة السلمية، الديمقراطية ، والتعددية، بالحرب، وحين اقول ان الحرب الجارية تذكرني تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، بتلك الحرب، لأنني حقيقة لا أراهما إلا وجهان لعملية، سياسية، تاريخيه واحدة، لم يحدث معها قطع مع ما كان ، من تاريخ حروب الغنيمة، ولذلك هي الحرب ذاتها عادت في لباس جديد ، في شكل تحالف ثنائي الحرب، وتفاصيل التباين والاختلاف الظاهري، في ما بين ثنائي حرب الغنيمة، (الحوثي/صالح)ليس سوى تنويع بسيط على الأصل الاستبدادي، والحربي الواحد. ان المشهد السياسي، والعسكري الجاري، هو نتاج مباشر للانقلاب التشريني (21سبتمبر2014م) وهو الذي مهد لهذه الحرب، وأسس عمليا لتدمير العملية السياسية، في بعديها، التوافقي، والدستوري، وفي بعدها الوطني (الشرعية ) وصولا للكارثة التي نعيشها في صورة اختطاف الدولة ومؤسساتها، واغتصاب إرادة المجتمع والناس، وإزاحة السياسية، وتأهيل وتعميق لمنطق ثقافة الحرب، ومن نهب لثروة الشعب، بصورة لا مثيل لها في تاريخ الغنيمة والفيد، والسطو في التاريخ، وليس مصادرة وغنيمة الراتب لعدة أشهر، من موظفي الدولة الفقراء، سوى الوجه الأكثر بشاعة، وقبحا، وفجورا، والذي تحول معه الراتب، مع السطو عليه إلى نصف راتب. إن الحرب الجارية هي استمرار سياسي، وموضوعي، وتاريخي ، لحرب 1994م، هي حرب الغاء، وتهميش، واقصاء، واحتلال، حرب اتفقت، وتقاطعت، فيها رؤى، ومصالح (الحوثي/صالح) في غفلة من جهل وعدم تقدير المكونات السياسية، ومن عدم حساب دقيق لتحولات السياسة والمصالح ، وفي فراغ للسياسة، وتصدر المشهد الحربي على كل شيء، توهما معها تحالف ثنائي الحرب، أن بإمكانهم استعادة ملك عضوض (دولة المركز السياسي المقدس) حرب انبنت، وقامت، وانتصبت على جذر أوهام تاريخية، قامت وارتفعت في تفكيرهم المريض، وعقلهم السياسي الخائب، على قاعدتين: الأولى إمكانية إعادة تدوير إنتاج أيديولوجية، عودة الفرع، للأصل (أن امكن) وهو المفهوم الخائب والعاثر، الذي يذكرنا بحرب 1994م وهو الوهم الذي سقط مع حرب تحرير المحافظات الجنوبية،، وكذا تحرير بعض المحافظات الشمالية، من قبضة الانقلابيين. والوهم الثاني أو الأمر الثاني: تصور الانقلابيين إمكانية معاودة استعادة حكم الشمال، ضمن معادلة (السيد/والعسكري القبيلي،) أي الولي الفقيه، والرئيس التابع للولي الفقيه وفقا لمعادلة الحكم الايرانية، عوضا عن المعادلة التقليدية التي دامت نيفا وثلاثة عقود، في صورة (شيخ الرئيس/ورئيس الشيخ) ومن هنا بداية الاختلاف أو التباين بين وجهتي نظر تحالف الحرب، حول كيفية اقتسام غنيمة الحرب، وما يجري ويحصل هي محاولة لإقناع صالح بذلك توافقيا، على أن الأمر الأخطر في كل ما يجري هو محاولة ثنائي الحرب ، القفز على الوحدة ، وتجاوزها بالحرب الجارية، متكئين، ومرتكزين على شعارات الانفصال التي يرفعها البعض في الجنوب، في واقع الخلط بين الأوراق الحاصل في أشياء كثيرة في البلاد، ومن هنا عودة وهم إمكانية من يعتقدون أنهم (الاصل) إلى حكم ما كان لهم تاريخيا (الشمال) وما يفسر ذلك في القراءة التحليلية لما يجري، هو التمترس في تأكيد وتكريس الطابع الحدودي للحرب، وتمترس، الحوثي/صالح، في تثبيت وفرض ترسيم الحدود الشطرية، السابقة على الوحدة، من خلال الحرب الجارية، وهي واحدة من الخيارات التي يحاولون فرضها، أن لم يتمكنوا من الدخول في شراكة بالنصف مع الشرعية، وبذلك يستكمل الانقلاب، ليس على الشرعية، بل وعلى مصالح كل الشعب، لأنهم بذلك يكونوا قد تمكنوا من تحقيق انقلابهم, على جميع المرجعيات، الوطنية، والاقليمية، والدولية، وبذلك نعود للعيش في ظل وواقع نتائج، حرب 1994 م من جديد، وضمن منطق ، محاصصة، مذهبية، مناطقية، طائفية، جهوية، (فيدرالية/طائفية) على منوال العراق، ولذلك كنا نقول وما نزال ان حرب،1994م هي حرب لا وطنية، اقصائية، الغائية، اقصت شراكة الجنوب اولا، ومعه وبعده شراكة كل الوطن، ضمن دائرة تحالف حرب 1994م اولاً، تمهيدا في حصرها في النهدين(عائلة صالح واخوته)، وهو ماكنا نؤكد عليه في ما نكتب، وما كان يقوله ويكتبه العديد من الباحثين والكتاب، من ان حرب، 1994م لا وطنية، وانها كارثة على كل اليمن، واليمنيين، لأنه ليس بإمكان تحالف تلكم الحرب حتى لو استمر ان يفرض حكمه الخاص على كل اليمن، ولا بمقدور تحالف تلك الحرب، ونظامها، ابتلاع دولة الوحدة، والهيمنة عليها(شمالا، وجنوبا) بقوة الحرب، وان غنيمة الحرب هي لقمة اكبر من قدرة معدتهم على هضمها، وابتلاعها، وصدق ذلكم التوقع، في عجز وفشل دولة الوحدة بالحرب، وجاء الحراك الجنوبي السلمي2007م، وبعدها ثورة الشباب والشعب، فبراير 2011م ليقولا ذلك بوضوح، واليوم ارى فشل وسقوط مشروع تحالف الحرب، والانقلاب، والذي هو فعليا، ثورة مضادة، واستكمال للانقلاب على الوحدة، والتوافق، وعلى الدستور، وعلى الشرعية بالنتيجة، هي حرب، بعض البعض، على الاغلب الاعظم من الشعب، وما يحصل سياسيا، وعسكريا، يقول ذلك بجلاء ووضوح...، فقط من يتعظ !!. ان قضية سقوط مشروع الانقلاب، والحرب، في ابعاده الوطنية، والاقليمية والدولية(رغم كل التدخلات من اطراف قومية، ودولية بصورة سلبية لصالح الانقلابيين) على ان الوقائع، وتطورات الامور تقول ان انقلاب الحرب الى زوال، مهما عافر، وجاهد، وما نخشاه فقط هو الكلفة، البشرية، والاجتماعية، والوطنية، والانسانية على كل الوطن، في حال الاصرار، على استمرار الحرب، تحت وهم استعادة، دولة العصبية، والمركزية المتخلفة، تحت اي مسمى كان. على الناس اليوم، والان، الانطلاق من قضية الراتب، ومن غيرها من القضايا الوطنية المطروحة، للتحرك باتجاه انهاء الانقلاب، في كل تفاصيله، وفقا للمرجعيات، المتوافق عليها وطنيا، واقليميا، ودوليا، بعيداً عن لعبة تقطيع الوقت، وشرائه، ومقايضته بالدم ، دم الضحايا، دم اليمنيين، في استعادة ملك عضوض، لن يعود، فالماضي صفحة عفنة آثمة، كانت وانقضت، صفحة قلبت وللابد ، مع ثورة 26سبتمبر، وثورة 14 ،اكتوبر. ماضي كان ولن يعود. وما يحصل هو كمن يحرث البحر. انه المستحيل بعينه. ولاتفريط بالراتب. والى يوم جديد بالراتب في كماله. والله من وراء القصد قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet