اعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، اليوم الخميس أن الأطفال في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم يتعرضون للهجمات على نطاق صادم على مدار العام، مع تجاهل أطراف الصراع بشكل صارخ للقوانين الدولية الرامية إلى حماية أكثر الفئات ضعفا. وقالت المنظمة في بيان صحفي صادر عنها اليوم الخميس: "في اليمن، ترك القتال الذي دام نحو ألف يوم ما لا يقل عن خمسة آلاف طفل بين قتيل وجريح، وفقا لبيانات تم التحقق منها، ومن المرجح أن ترتفع الأرقام الفعلية إلى أعلى من ذلك بكثير. ويحتاج أكثر من 11 مليون طفل يمني إلى المساعدة الإنسانية. ومن بين 1.8 مليون طفل مصابين بسوء التغذية، يعاني 385 ألفا منهم من سوء التغذية الحاد ويتعرضون لخطر الموت إذا لم يتم علاجهم على وجه السرعة، طبقاً لاحصائيات اليونيسيف. وفي السياق ذاته أعلنت ميريتشل ريلانيو ممثلة منظمة اليونيسف في اليمنأنه تم تجنيد أكثر من ألفين و100 طفل يمني منذ بدء الصراع في البلاد، قبل نحو ثلاثة أعوام. وقالت في تغريدات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه "حتى الآن تم التحقق من تجنيد ألفين و122 طفلا في اليمن". وأضافت المسؤولة الاممية: "في عام 1999، أدان القرار الأول بشأن الأطفال والصراع المسلح الذي تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ستة انتهاكات جسيمة تمس الأطفال".موضحة أن "تجنيد الأطفال واستخدامهم أثناء النزاع، أحد هذه الانتهاكات". وكانت ميريتشل ريلانيو قد قالت في حوار مع اذاعة الاممالمتحدة قبل ايام: عام 2017 كان عاما مروعا لأطفال اليمن. في الأسبوع المنصرم فقط قتل 13 طفلا وأصيب 12. وفي شهر ديسمبر/كانون الأول قتل 42 طفلا وأصيب 38 بجراح. العام كان مروعا بالنسبة للأطفال، ليس فقط بسبب القتال ولكن أيضا لأننا شهدنا أسوأ تفش لمرض الكوليرا إذ يقدر عدد المصابين بأكثر من مليون شخص، ولأن معدلات سوء التغذية مازالت من بين الأعلى في العالم. لم يكن من الممكن أن يكون عام 2017 أسوأ مما كان عليه للأطفال اليمنيين. وأعربت ممثلة اليونيسف في اليمن عن الأمل في أن يتحقق السلام لليمنيين في عام 2018، مشددة على أن الحل السلمي هو الوحيد الكفيل بتجنب وقوع مزيد من الوفيات، التي يمكن منعها، بين الأطفال واليمنيين بشكل عام. وأضافت المسؤولة الاممية: أتذكر دائما زياراتي للمستشفيات ومراكز علاج سوء التغذية، أتذكر الأطفال الكثيرين الذين زرتهم. أتذكر الطفل الصغير علي الذي قابلته في مستشفى في عدن، كان يبلغ من العمر 7 أعوام. كان نحيفا للغاية كأنه جلد على عظم. أصيب بالإسهال المائي الحاد. وسألت الأم عما حدث وأخّر قدومه إلى المستشفى. فقالت لي إنها لم تستطع توفير المال لركوب الحافلة للقدوم إلى المستشفى. إن الفقر بين العائلات وصل الآن إلى مستوى لا يمكن استمراره. رؤية هذه الأم التي لم تستطع جلب ابنها إلى المستشفى قبل أن تنهار صحته ويشرف على الموت، فطر قلبي. كانت لحظة صعبة للغاية. واختتمت ريلانيو حديثها بالقول: ما نريده هو السلام، هذا أهم شيء. سيموت الكثيرون من الأطفال بدون الحل السياسي لهذا الصراع الذي يمكن وقفه في أي وقت. أهم شيء هو الحل السياسي للصراع. وبالطبع نريد السماح بالوصول الإنساني للإغاثة، نحتاج إلى تأشيرات دخول لخبرائنا وحرية التنقل وضمان الوصول الإنساني للمحتاجين بدون عوائق. وخلفت الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، أدت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم. وطبقا لتقارير سابقة لليونيسيف دمرت 1600 مدرسة جزئيا أو كليا، واستخدمت 170 مدرسة لأغراض عسكرية أو كمأوى للعائلات النازحة. وهناك ما يقدر بمليوني طفل خارج المدرسة منذ يوليو 2017. ويدفع آلاف الأطفال ثمن هذه الحرب الذين يتعرضون للقتل أو الإصابة أو التجنيد للقتال في الصفوف الامامية خلال المعارك، بالإضافة الى معاناة الآلاف من سوء التغذية والمرض والصدمات بسبب حرمانهم من الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على الغذاء والمياه والصرف الصحي والتعليم الصحة.