وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث ، اليوم السبت إلى العاصمة صنعاء، في زيارة هي الثانية منذ تعيينه، لبحث خطة العمل التي يعتزم عرضها على مجلس الأمن في السابع من يونيو الجاري لإحياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ عامين. وتأتي زيارة الوسيط الدولي برفقة مساعده الفلسطيني معين شريم، غداة تصاعد المعارك بين القوات الحكومية والانقلابيين في محيط مدينة الحديدة عند الساحل الغربي على البحر الاحمر، والشريط الحدودي مع السعودية، ما أسفر عن سقوط المئات من القتلى والجرحى خلال الساعات الاخيرة. ونقلت اذاعة مونت كارلو الدولية عن مصادر دبلوماسية يمنية القول ان خطة الوسيط الدولي المحاطة بسرّية تامة، تتضمن آليات وضوابط إدارة المفاوضات التي من المقرر ان يحدد موعدها رسميا في اجتماع لمجلس الامن الدولي الشهر المقبل. وتحدثت المصادر، ان إطار المفاوضات الذي يحمله جريفيث الى صنعاء، يتضمن ايضا قائمة الاطراف المعنية بالمحادثات، وقوام مفاوضيها والضوابط الحاكمة للمشاورات. وقبل الانتقال الى القضايا الأمنية والعسكرية، تقترح الخطة مبادرة الاطراف باجراءات متبادلة لبناء الثقة من قبيل الافراج عن الأسرى والمعتقلين وتوحيد المصرف المركزي وإنعاش الاقتصاد، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية لملايين السكان المتضررين في أنحاء البلاد. وكان مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن استهل جولته الجديدة في المنطقة الأربعاء الماضي من العاصمة السعودية، بلقاء الرئيس عبدربه منصور هادي، ضمن مشاورات اخيرة قبيل تقديم مقترحه امام اجتماع لمجلس الامن الشهر الجاري. وأعلن وسيط الأممالمتحدة في وقت سابق الشهر الماضي احرازه تقدم جيد في خطة أممية جديدة لإحياء مفاوضات السلام اليمنية، لكنه أعرب عن قلقه من تداعيات التصعيد العسكري على هذه الجهود. وحض أطراف الصراع اليمني على اتخاذ تدابير طارئة للحدّ من التصعيد العسكري الذي اعتبره "مبعث قلق حقيقي للغاية". وفي اول احاطة له امام مجلس الامن الدولي، منتصف ابريل الماضي، تعهد جريفيث بإنجاز إطار مرجعي لإحياء مفاوضات السلام اليمنية خلال شهرين. واعتبر ان "التسوية السياسية المتفاوض عليها، عبر الحوار الجامع، هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن ومعالجة الأزمة الإنسانية الراهنة". وكان وزير الخارجية خالد اليماني، قد أكد في حوار متلفز الاسبوع الماضي إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث تلقى العديد من الرسائل من قيادات الانقلابيين تفيد انهم باتوا جاهزين لعملية السلام والانسحاب من المدن وتسليم السلاح. وأكد اليماني أن رؤية مارتن جريفيث للسلام لا تخرج عن الرؤية التي أنجزت في الكويت، موضحا أن الطرف الانقلابي في وضعٍ صعب وبات يقبل التعاطي مع مقترحات الحل.