غادر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، اليوم الجمعة العاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام. وكان المبعوث الاممي قد وصل الى صنعاء الاربعاء الماضي للقاء قيادات الانقلابيين ضمن جولة مشاورات لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع حول خطة اممية لتفادي معركة الحديدة واستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ عامين. والتقى الوسيط الدولي خلال زيارته بعدد من قيادات الانقلابيين على امل انتزاع المزيد من التنازلات تجنبا لمعركة متشعبة التداعيات في مدينة الحديدة. وحسب ما افادت قناة "سكاي نيوز" رفض جريفيث الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام في مطار صنعاء ومنع الصحفيين من الاقتراب منه بعد أن قوبلت جهوده بالرفض من قبل الانقلابيين . والى جانب خطته حول الحديدة، يحمل المبعوث الاممي مسودة شبه نهائية لإطار المفاوضات الشاملة، فضلا عن رد الحكومة الشرعية وشروطها للتهدئة في الساحل الغربي. ويأمل مبعوث الاممالمتحدة موافقة الاطراف على خطة اممية لتحييد الحديدة، تتضمن انسحاب الحوثيين من مرفأ المدينة ونشر قوات متوافق عليها ومراقبين أمميين، فضلا عن إدارة محايدة للميناء بغية استثمار موارده وتحسين خدماته لأغراض انسانية. وكان وسيط الاممالمتحدة استهل جولته الجديدة في المنطقة مطلع الاسبوع من العاصمة السعودية الرياض بلقاء مع رئيس الحكومة اليمنية احمد بن دغر الذي سلمه رد حكومته حول المقترحات الاممية لحل ازمة الحديدة. كما أجرى لقاءات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ودبلوماسيين خليجين وغربيين، طلبا لدعم خطته الرامية لتحييد موانئ الحديدة، وتشجيع الاطراف اليمنية المتحاربة على الانخراط في جولة مفاوضات جديدة كانت الاممالمتحدة تأمل في انعقادها نهاية الشهر الجاري. ورغم التفاؤل الذي ابداه وسيط الاممالمتحدة مرارا حيال مفاوضاته مع أطراف النزاع اليمني، الا ان التباين ما يزال واضحا حول الازمة الطارئة في الحديدة. ويشترط الحوثيون ادارة مشتركة لميناء الحديدة مع الاممالمتحدة، بينما تتمسك الحكومة الشرعية بانسحابهم الكامل وغير المشروط من مدينة وميناء الحديدة، فضلا عن مينائي الصليف ورأس عيسى المجاورين، وتسليمها الى قوات امنية تابعة للحكومة المعترف بها دوليا. وحسب ما افادتاذاعة مونت كارلو الدولية تعارض الاممالمتحدة ومجتمع العمل الانساني نقل الاعمال القتالية الى مدينة الحديدة وموانئها التي تتدفق عبرها 80 بالمائة من المساعدات والسلع الاساسية، خشية تعريض 8 ملايين يمني يحصلون على مساعدات منتظمة لخطر المجاعة. وتأمل المنظمة الدولية في إقناع الاطراف المتحاربة الموافقة على تحييد ميناء الحديدة عن الصراع، بموجب خطة اممية تضمن استغلال إيراداته لتمويل دفع رواتب الموظفين، وتحسين قدرات المرفأ الاقتصادي الهام في استقبال سفن الاغاثة الانسانية والشحنات التجارية. وبالتوازي مع مهمة المبعوث الدولي يواصل وسطاء من الولاياتالمتحدة وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، اتصالات مكثفة لدفع الاطراف المتحاربة الى الموافقة على وقف لإطلاق النار والمشاركة في جولة مفاوضات جديدة من اجل وضع حد للنزاع الدامي الذي خلف واحدة من أسوء الأزمات الانسانية في العالم. وأدى النزاع الذي طال امده في اليمن الى مقتل 6400 مدني على الاقل، بينهم 1500 طفل، منذ مارس/آذار 2015، حسب تقارير الاممالمتحدة. وسبق أن رعت الأممالمتحدة منذ منتصف العام 2015 ثلاث مفاوضات، بين الأطراف اليمنية، من أجل حل الأزمة، غير أنها تعثرت في الوصول إلى حل سياسي يرضي مختلف الأطراف.